تنطلق اليوم الإضرابات الإقليمية الدورية في قطاع التعليم الأساسي والثانوي في 7 ولايات وهي القصرين، القيروانسليانة، جندوبة، باجة، الكاف، وبنزرت، والتي أقرتها نقابتا الثانوي والأساسي التابعتين للاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على ما اعتبرتاه "اعتداءات من قبل وزير التربية على كرامة المربين وقراراته الارتجالية المراد منها ضرب مصداقية الإصلاح التربوي وإفراغه من محتواه، وعدم إيفاء الوزارة بوعودها والتزاماتها المالية إزاء المعلمين والأساتذة، مطالبتين بتنحية الوزير من منصبه بتعلة استحالة العمل معه"، وينتظر أن تتواصل هذه الإضرابات إلى غاية 28 ديسمبر الجاري في بقية الجهات على أن ينفذ إضراب عام قطاعي يوم 5 جانفي 2017. من جهتها أكدت وزارة التربية أمس إنها قامت بصرف المنح المخولة لكافة المدرسين بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وهي منحة العمل الدوري لفائدة مدرسي الثانوي والإعدادي ومنحة الريف لفائدة مدرسي الابتدائي ومنحة الإنتاج ومنحة الساعات الإضافية لفائدة كافة المدرسين وتحويل الاعتمادات اللازمة لفائدة بعض المندوبيات التي تأخرت في صرف هذه المنحة الخاصة بالثلاثي الثالث. وقالت الوزارة في بلاغ أصدرته للغرض انه تم إعطاء الإذن للمندوبيات الجهوية لصرف منحة مستلزمات العودة المدرسية مشيرة إلى خلاص منحة الامتحانات الوطنية لكل الأعوان والمدرسين المتدخلين بمراكز الإصلاح ومراكز التجميع والتوزيع في الإبان، أما بالنسبة للمراقبين فقد تم توزيع الاعتمادات اللازمة على المندوبيات قصد خلاص مستحقاتهم في أسرع الآجال، مؤكدة أنه تم التنفيذ المالي لجميع الترقيات الاستثنائية لفائدة كافة إطار التدريس. وفي تصريح ل"الصباح" قال الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي فخري الصميطي أن البلاغ الصادر عن الوزارة يتنزل في إطار المغالطات وسعي محموم منها إلى إرباك المسار النضالي الذي سينطلق اليوم بالإضرابات الإقليمية. والمنح التي تحدث عنها البلاغ الصادر عن وزارة التربية لفائدة المربين هي منح السنة الفارطة وليست تقديما لموعد صرف المنح الجديدة، وهذه المنح جاءت متأخرة، حيث يفترض أن تصرف منحة الريف مثلا في شهر جانفي 2016 لكنها تأخرت إلى حدود جويلية وأوت الفارطين، وهذا البلاغ لا يشمل منحا جديدة ستصرف في الفترة الحالية، بل أورد استحقاقات سابقة صرفت متأخرة، فمنحة الإنتاج موعدها الطبيعي شهر أكتوبر المنقضي وها هي تصرف في ديسمبر، فعن أي انجاز تتحدث الوزارة؟ وأضاف محدثتا قائلا: "هذا البلاغ لا جديد فيه سوى المزيد من التحريض على المربين من خلال مغالطة الرأي العام، وتأجيج الوضع وهي ممارسات لا أخلاقية، وحقنا في منحة العودة المدرسية تريد أن تجعله الوزارة منّة وتغالط الجميع في موعد صرفها، وزارة التربية تعمل على إرباك المحطة النضالية التي تنطلق اليوم ببيانات مغلوطة، ولهذا الوزير نقول أن المربين بإمكانهم العيش دون منحة العودة ودون منحة العمل الدوري ودون منحة مراقبة الامتحانات، لكنهم لا يستطيعون العيش دون كرامة، وعلى هذا الأساس نقول لهذا الوزير ارحل، فلم تعد هناك إمكانية للتعامل معه، والإضرابات قائمة وستنفذ رغم أنفه". وفي نفس السياق قال الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الأساسي نبيل الهواشي في تصريح ل"الصباح" أن بلاغ الوزارة ليس سوى محاولة للتضليل وإشاعات غايتها إرباك التحركات النضالية التي تبدأ اليوم، والإضرابات الإقليمية مازالت قائمة، كما أن إصدار الوزارة لمذكرة تضليلية لا يحجب باقي المطالب خاصة وأنه لم يقع الاتصال بنا مباشرة بخصوص المنح الواردة في البلاغ، إضافة إلى أن مطالبنا ليست مطالب مادية جديدة بل حماية لمكتسبات قديمة ودفاعا عن اتفاقيات غير مفعلة، ونحن متمسكون برحيل الوزير الذي أثبت أنه غير قادر على تسيير الشأن التربوي، على حد قوله. وجيه الوافي جريدة الصباح بتاريخ 15 ديسمبر 2016