اكتسحت صور وفيديوهات احتفالات باكالوريا رياضة "الباك سبور" وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الرسومات التي اختلفت مضامينها ورسائلها طرحت عديد الأسئلة خاصة وان مظاهر الاحتفال اقترنت برموز التطرف الإرهابي وكذلك ببعض الرموز والتعابير ذات الصبغة "الجنسية"، إلا أنها شملت كذلك مضامين وطنية مثل تكريم الجيش الوطني والاطار التربوي. ولعل ما حملته هذه الشعارات وخاصة المتطرفة منها سواء من خلال تبجيل الإرهاب والتطرف الأخلاقي والرسومات ذات الايحاءات الجنسية، هو الذي دفع الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني كمال الجندوبي للتدخل عبر نشر بيان على الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة طالب فيه ب" الصرامة تجاه هذه المظاهر والممارسات حتى ولو كان الظرف الدولي يحمل في طياته توجها نحو التطرف خاصة في بعض صفوف الشباب"، واعتبر أن "الصرامة لا تنفي البيداغوجيا وهو الدور الملقى على عاتق المربين والقائمين على سلك التعليم والإعلام أيضا بل بالعكس لأنه يجب أن نحمي شبابنا من تيارات الحقد والكذب التي تستهدفه خاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنات". ولعل ما حمله هذا البيان من تحذيرات شملت أيضا خطاب "استنفار" للمربين والمشرفين على العملية التربوية للتصدي لهذه الظاهرة. كلّ هذا دفعنا للاتصال بوزارة التربية باعتبارها سلطة إشراف للاستفسار حول سبل التصدي لمثل هذه الظاهرة التي استفحلت في السنوات الأخيرة وخاصة بعد الثورة والمتمثلة أساسا في تمجيد الإرهاب ورموزه والتطرف السياسي وكذلك بعض مظاهر التفسخ الأخلاقي ذات الدلالات المنافية للأخلاق العامة والخاصة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية مختار الخلفاوي ل"الصباح نيوز"، أن هذه الظاهرة مثلما حملت رسائل ومضامين تمجد الإرهاب ورموزه، حملت مضامين نبيلة على سبيل الذكر تحية الجيش الوطني وشكر الاطار التربوي، مضيفا أن "كل المعاني وجدت في هذه "الدخلات". كما أشار الخلفاوي إلى أنه لا توجد نصوص جذرية وقانونية لمقاومة تمجيد رموز الإرهاب والتطرف في دخلات "الباك سبور"، مثل تمجيد رموز "داعش" وهتلر وغيرها. وأشار إلى أن التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يكون باعتماد سياسة مرحلية تنطلق من الإطار التربوي. ومن جهة أخرى، قال مختار الخلفاوي أنه انطلاقا من السنة الدراسية القادمة ستسعى الوزارة إلى أن تكون "دخلات" "الباك سبور" منظمة ومؤطرة من قبل عدد من المدرسين يكونون على مقربة من التلاميذ، ولهم القدرة على تأطيرهم ، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب عملا دؤوبا من قبل الاطار التربوي. كما أكد أن التصحر الثقافي الذي عاشته المؤسسات التربوية على امتداد عقود كان وراء بروز هذه الظواهر وأن العمل اليوم يجب أن يتجه أكثر نحو تعميم تدريس المواد الفنية كالمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية، وذلك ضمن سياسة مرحلية للتعامل معها واحتواء هذه المواهب وتوجيهها.