اسئلة رافقت احداث سوسة والمنستير حول الطرف المستفيد من عملية محاولة التفجير في هذا الظرف بالذات، ظرف تستعد فيه اطراف الحوار الوطني للخروج من الازمة السياسية التي تكاد تعصف بما تبقى من انتفاضة التونسيين. فلم تكد تنتهي عملية ارهابية الا وتبدأ اخرى في تسارع واضح لمجريات الامور الامنية، مجريات تقابلها اسراع في انهاء المرحلة الانتقالية ودخول اخرى اكثر ثباتا وامنا. "الصباح" حاولت الاجابة عن ثلاثة اسئلة اساسية متعلقة بهذا الملف فالسؤال الاول الذي حملناه الى مستجوبين يقوم على من هو الطرف المستفيد من العملية التي لم يتبناها أي طرف بما يعني ذلك تدخل لاطراف استخبارتية في المسالة وفقا لما ذكره كل من الناطق الرسمي لحزب التحرير رضا بالحاج والمحلل السياسي زهير مخلوف. ام ان ما يحصل هو مجرد ردود فعل من قبل المجموعات الارهابية الفاشلة على حد وصف القيادي بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية طارق الكحلاوي. أطراف دولية في رده على اسئلة "الصباح" قال المحلل السياسي زهير مخلوف انه "لا يستفيد من العمليات الارهابية الا الأطراف الدولية التي تستفيد من وضع الانقسامات والتمزقات التي تحف بالبلاد العربية والاسلامية ولانها تعمل على ان نبقى دولا استهلاكية فهي تأبى ان نصبح أسياد أنفسنا وتحكمنا في مقدراتنا الاقتصادية والمالية والعسكرية والسياسية من أجل أن نبقى تابعين ومرتهنين الى القرار السياسي الدولي في مجمل القضايا الاقليمية والوطنية والقومية وعلى رأسها القضية الفلسطينيّة ولا تريدنا ان ندخل عالم الكبار سواء في المستوى العسكري او الاقتصادي حتى تبقى مدخراتنا مرهونة لقرارات الآخرين." تسريع الحوار وحول تاثير العمليّة على الحوار السياسي اعتبر مخلوف " انها ستكون محركا أساسيّا وهاما في تسريع الحوار والتفاوض من أجل الوصول الى استقرار الوضع السياسي للتفرد بالحرب المقبلة ضد الارهاب والتي في رأيي ستكون حربا ضروسا قاسية وطويلة المدى (سنتين على الأقل) والتي سيستثمر فيها هذا الطرف ضعف الحكومة وقدوم التكفيريين من سوريا الى تونس وانتعاش الفكر التكفيري الوافد والمشاع من خلال الفضائيّات الممتهنة للفتنة واثارة القلاقل والبلابل ونشر الشبهات والضلالات والتضليل وأيضا وجوده فكرا ورجالات وامكانيات على طرفي حدودنا سواء في الجزائر أو في ليبيا التي أصبحت تمثل خطرا داهما وحقيقيّا بسبب انتشار السلاح في القطر الليبي الشقيق وسهولة عبوره لبلادنا وزهادة ثمنه ". وفيما يتعلق بالتاثير على الداخل اوضح المتحدث "أن التأثير سيكون بالأساس نفسيا وسينعكس ذلك على الوضع الاقتصادي والسياحي والمجتمعي والسياسي وسيدب الذعر في نفوس التونسيين لفترة صغيرة سرعان ما سيتطبع بتسارع الأحداث وخطورة الأعمال الارهابية المحتملة ولكني على يقين من أن قدرات جيشنا وامننا الوطني ستتغلب على هذه الظاهرة الغريبة والشاذة على مجتمعنا التونسي المسالم وإن إرادة الحياة التي يتصف بها شعبنا ستتغلب على كل الخوف واختراق هذا الفكر الهجين لبعض شبابنا المغرر بهم. والمطلوب هو لحمة مجتمعية لمجابهة هذه الأعمال الارهابية." عملية فاشلة... من جهته ينفي القيادي بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية طارق الكحلاوي وجود "اي طرف مستفيد من هذا العمل الجبان." وقال:" فحتى من زاوية المجموعات الارهابية العملية فاشلة اذ نجحت قوى الامن في احباطها وهي تعكس بالاساس حالة ارتباك لدى هذه المجموعات التي ضيق الجيش الوطني الحرس والامن الوطني الخناق عليها في بعض المناطق الجبلية والحدودية التي ارادت ان تكون معاقل لها." واضاف " في المقابل من لا يريد ان يذهب الى انتخابات او متردد في ذلك ولا يريد انجاج المسار التأسيسي ومن ثمة الانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي وكل هذه الاهداف هي بالتحديد اهداف المجموعات الارهابية، يمكن ان توظف هذه العملية للمزايدة والتملص من اي وفاق وطني حول اجراء انتخابات في اقرب وقت ممكن." تشكيك ومن جانبه شكك الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بالحاج في الاحداث الحاصلة في تونس واصفا ايها "بالمسقطة على التونسيين سيما وانها تتزامن مع احداث سياسية." واتهم بالحاج جهات اجنبية بالوقوف وراء العمليات الاخيرة وذلك بتدخل اياد محلية لكسب غنائم سياسية ولتقديم نفسها كصمام امان لمعالجة الملف الامني." وقال:" ان المشهد بات مفضوحا والسلطة تلمح بوجود اطراف اجنبية دون ان تقول من هي وان جزءا من صمتها هو مساندة ضمنية لما يحدث." وعن تاثر الحوار الوطني قال:" الحوار يدور في جو حربي وهي وضعية تبين رغبة في اقتسام السلطة وهو ما يؤكد محاولة تاجيل الانتخابات والبقاء اكثر في الحكم في ظل وضع سياسي وامني هش." وخلص الى القول "ان تونس ليست بلد ارهاب فحالة الانسجام الديني وغياب المعطى الطائفي تؤكد ان بلادنا ستتغلب على الارهاب."