تحدثنا في حلقة الأمس عن المواقف الشهمة والنبيلة للدكتور الشاذلي زويتن وعن تعيينه على رأس اول مكتب جامعي لكرة القدم والواعز الوطني الذي حتم عليه تسمية ابن بلده لاعب الترجي الرياضي الهاشمي الشريف كمدرب لأول منتخب تونسي لحما ودما واعداده لخوض الالعاب العربية (بيروت 1957) حيث حقق ثلاثة انتصارات ضد ليبيا (3-1) والعراق (4-2) وضد البلد المنظم لبنان (4-2) مقابل هزيمتين ضد المغرب بنجميها العربي بن مبارك ومقتطف (1-3) وضد سوريا بنفس النتيجة ومن أبرز النجوم التونسية على سبيل الذكر لا الحصر الحارس العملاق العياشي ومحي الدين الصغير ونور الدين ديوة والفرزيط والماجري والمختار بن ناصف ثم جاء موعد الادوار الترشيحية لأولمبياد روما (1960) التي بشرت بميلاد منتخب عتيد ومتألق ابهر كل الفنيين خاصة بعد فوزه على المغرب الشقيق بنجومه المرموقين بهدفين لصفر (الماجري 19د و33د) وعلى مالطة بنفس النتيجة (الماجري 50 وبريك 89) والمنتخب السوداني الكبير ودوما بنفس النتيجة (ديوة 11د وسعد 80د) ليترشح منتخبنا الى المرحلة النهائية بروما، فانهمرت من السماء مجاديح الغيث وأثمرت خيرات وطيبات مشفوعة بالاحتفالات والمسرات.. كل ذلك خلال اربع سنوات لا أكثر من حصولنا على الاستقلال لقد كان أروع انجاز على الاطلاق وأعظم فخر وشرف ناله التونسيون والعرب والأفارقة جميعا. ولخوض الادوار النهائية بروما تم اللجوء الى الممرن اليوغسلافي القدير كريستيك الذي انقاد الى ثلاث هزائم الأولى ضد المنتخب البولوني بستة أهداف لهدف افتتح به ابراهيم كريت النتيجة في الدقيقة الرابعة والهزيمة الثانية ضد المنتخب الارجنتيني بهدفين لهدف واحد (ابراهيم كريت في25د) أما الهزيمة الثالثة فقد كانت امام المنتخب الدانماركي بثلاثة اهداف مقابل هدف (المنصف الشريف في 47د) ويواصل كريستيك مغامرته مع المنتخب ليخوض تصفيات كأس العالم 62 وبعد انتصار وهزيمة ضد المغرب الشقيق بنفس النتيجة (2-1) يتم اللجوء الى مباراة فاصلة ببالارمو في 22 جانفي 1961 تنتهي بالتعادل لتحكم علينا عملية القرعة بالانسحاب المرير فيتواصل مسلسل المدربين الاجانب مع ماطوسيك ثم اندري جيرار الى غاية جوان 1964 لنعبر صحراء قاحلة تواصل القحط فيها قرابة ثلاثة عقود (في خصوص الترشح للالعاب الأولمبية) وبالتحديد 28 عاما بالتمام والكمال الى غاية سيول 88 ليكون الفضل مرة اخرى (رغم أنف المعارضين والمستنكفين) للكفاءات والخبرات التونسية الصرفة التي نلنا بفضلها شرف الترشح الى أولمبياد سيول برعاية المدرب توفيق بن عثمان الذي يذكرنا بدوره بالانجاز المعجزة الذي قام به صحبة عبد المجيد الشتالي لكأس العالم بالارجنتين سنة 1978 (سنأتي عليه لاحقا) واولمبياد سيول تذكرنا طبعا بنجوم المنتخب الصناديد ومنهم شوشان والمحجوبي والوحشي والهرقال وطارق ذياب والركباوي وليمام ومعلول.. الذين أزاحوا مصر بعمالقتها بداية من الحارس شوبير ومرورا بشحاتة وابو زيد وحسن والمنتخب المغربي بنجومه (بادو زاكي والتيمومي والخايري ولاماريس وكريمو.. ولكن مرة اخرى يتجلى نكران الجميل والجحود بالحكم على الاطار الفني التونسي الكفء بالاقالة ليمسك بزمام المنتخب الممرن طوني بيتشنزاك على معنى ان المدرب التونسي كالشهيلي يطيّب لغيرو) والله يسامح من كان سببا في ذلك!! فكانت النتائج هزيلة اذ تعادلنا في مناسبتين ضد السويد والمنتخب الصيني المتواضع ومنينا بهزيمة ثقيلة.. استقرت على اربعة اهداف مقابل هدف وحيد ضد ألمانيا.. ولكن لسائل أن يسأل عن الاسباب الحقيقية التي عجلت باقالة توفيق بن عثمان الذي على ما أظن يملك الاجابة والحقيقة المرّة!!؟ وتجدر الاشارة الى ان مباراتنا ضد الشقيقة مصر في الاياب في ستاد القاهرة (شبابيك مغلقة) قد دارت يوم 13 نوفمبر 1987 اي بعد اسبوع فقط من فجر التغيير المبارك فكان الترشح لسيول بعد 28 سنة كاملة من الجفاف والجفاء بعد انجاز روما 1960.. ولن نمر مرور الكرام على المباراتين الاخيرتين اللتين جمعتانا بالمنتخب المغربي الاولى في جانفي 1988 والكل يتذكر تلك القذفة الصاروخية جو-جو لصاحب الكرة الذهبية الافريقية الساحر طارق ذياب التي افرزت هدفا لا أجمل ولا أروع منه وخاصة في كيفية ولوج الكرة وتعلقها بالشباك رغم محاولة الحارس بادو زاكي تخليصها من الشراك التي وقعت فيه، أمام الآلاف من الاعنق المشرئبة والأعين الحالمة والسعيدة وفي مقابلة الاياب قضى مرة أخرى طارق المغوار الى عودته للمنتخب بعد ابعاده منه والتي تحسب للمدرب الفذ توفيق بن عثمان) على أحلام وطموحات اشقائنا المغاربة بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة 90 ليترشح المنتخب التونسي للمرة الثانية في تاريخه للالعاب الاولمبية باطارات فنية وطبية وادارية تونسية بحتة. .. وللحوار بقية غدا.