رغم ثراء المخزون المائي بولاية جندوبة التي تتميّز بوجود جملة من السّدود فإن المفارقة العجيبة أن عددا من التجمّعات السكنيّة بالجهة يفتقرلمياه الشرب ومياه الريّ وخاصة بمدن وأرياف غارالدماء، وادي مليز،عين دراهم، فرنانةوجندوبة حيث يعاني عدد كبيرمن سكّان هذه المناطق من قلّة ومحدوديّة مياه الشرب وإن توفّرت بعض المياه فهي ملوّثة وخاصة بمناطق الخلايلية، العبادلية، أولاد الإينوبلي والقنّارة وهي مناطق تعاني من الانقطاع الدوري لمياه الشرب بسبب توقّف أشغال ربط قنوات المياه بالخزّان المنتصب بمنطقة العبادلية حسب ما يؤكّده سكّان هذه المناطق بينما تؤكّد المصالح الإدارية الرسميّة أن سبب انقطاع المياه بهذه المناطق مرتبط بإيصال التيارالكهربائي الى المضخّة وهو في طورالإنجاز وبلغ مرحلته النهائية تقريبا. أما بالنسبة إلى انقطاع المياه بمنطقة القنّارة فسببه التخلي عن مضخة قديمة وتعويضها بمضخة جديدة سعتها أقلّ ممّا كانت عليه وتمّ هذا التعويض حسب مصادر رسمية بغاية التخفيف من الاستهلاك المفرط للمياه وهو ما دفع بالهيكل الفلاحي المختص إلى التفكير في تزويد متساكني هذه المنطقة بعدّادات خاصة كحلّ بديل للحدّ من ظاهرة مديونيّة خلاص الشّركة التونسيّة للكهرباء والغاز؛ ولمزيد حسن استغلال الثروة المائية والتحكّم فيها ؛ كما يعاني سكّان عمادة سيدي الهميسي وعدد من التجمّعات السكنيّة المجاورة من انقطاع مياه الشرب منذ الفترة الشتوية على حدّ تصريح متساكني هذه المنطقة رغم أنهم وعلى حدّ تعبيرهم دفعوا ما تخلّد بذمتهم من ديون مالية لفائدة الجمعية المائية المشرفة على عملية توزيع الماء ممّا دفعهم للإلتجاء إلى الشرب من مياه الآبار. والخطيرأن هذه المياه ملوّثة حسب ما يظهرللعيان لم تخضع للتحاليل المخبريّة والمراقبة الصحيّة ورغم تحذيرات مصالح الصحّة العموميّة بالجهة بعدم استعمال هذه المياه للشرب فإن المواطنين مازالوا يشربون منها ممّا قد يتسبّب لهم في أضرارصحيّة خطيرة وقاتلة. ومن جهتها عرفت مدينة فرنانة وبعض من أحوازها مؤخّرا انقطاعا في مياه الشرب بسبب صعوبة الضخّ ممّا أجبر مواطني المنطقة على التنقّل لمناطق بعيدة بحثا عن الماء لجلبه من الآبار والعيون. ونشيرمن جهة أخرى أن هناك مشروعا ضخما خاصا بإيصال الماء الصالح للشراب لفائدة 200 ألف عائلة من متساكني أغلب مناطق ولاية جندوبة بما كلفته 84 مليارا يسمّى "مشروع المحاورالكبرى لمياه الشمال"؛ ولكن هذا المشروع تعطّل منذ سنتين من قبل عدد من المواطنين منهم 5 شبّان محالين حاليا على القضاء لتعطيلهم سيرإنجاز المشروع ، وهو نفس السبب الذي عطّل مشروع تجفيف المياه الراكدة بمنطقة العرايا بسوق السبت والذي ستمتد فيه عملية التجفيف على مساحة 1200 هكتار؛ وقد منع أحد الفلاّحين المقاولة من تمريرالقنوات عبرأرضه ممّا تسبّب في خسارة هذا المشروع الذي رصدت له اعتمادات تقدر ب3