◄ الصحة وسوق الجملة يكشفان كل الحقيقة مرة أخرى يقع الدلاع هذه الغلة الصيفية المحبذة من التونسي في قفص الاتهام. هذه المرة لم يتعلق الخبر بحقن الغلة لتضخيم حجمها وإنضاجها بسرعة كما كان يروج سابقا وكانت الجهات الفلاحية المختصة تسارع بتكذيب وتوضيح المسألة وتوضيحها في كل مرة ولا يتعلق بتصنيف المنتوج ضمن دائرة المواد المحورة جينيا بل تناقلت الأخبار حجز كميات من الدلاع بسوق الجملة قيل إنها ملوثة بمياه البطاريات. وللتثبت من صحة الخبر لاسيما أن الموضوع يتعلق بمنتوج فلاحي يشهد هذه الفترة إقبالا كبيرا عليه من المستهلكين بالنظر لأسعاره المقبولة ولوفرة عرضه ونظرا لانه يعتبر " غلة الصيف" الاولى من قبل الكبار والصغار مما قد يهدد سلامتهم الصحية اتصلت "الصباح" بمصلحة حفظ الصحة بالشركة التونسية لسوق الجملة وقد كذب الطبيب البيطري عبد الرزاق الغربي الخبر تكذيبا قاطعا لا لبس فيه وأعلن أن حجز المواد الطازجة من خضر وغلال يندرج في إطار العمل اليومي والدوري بالسوق ولم يسجل حجز لافت للدلاع أو مخالف للمعدلات العادية ويتنزل عادة في سياق ما يبرز في بعض الكميات من مظاهر عدم نضج أو بعض الشوائب على مستوى اللون أو الطعم. ولم يظهر ما يفيد تلوث الكميات المحجوزة بمياه البطاريات كما تم تداوله مستغربا هذه المغالطة التي من شأنها الاضرار ضررا فادحا بالمنتجين. واستنكر تكرر هذه الإشاعات من سنة لاخرى وقال "إنها من صنف الإشاعة القاسية التي ما فتئت تتردد في السنوات الأخيرة وقد أدت إلى هبوط بارز في الأسعار استفادت مها بعض الجهات الموردة.." وتحدث نفس المصدر عن تعامل وثيق بين السوق ومصالح حفظ الصحة والسلامة الصحية والبيئية للمنتجات التابعة لوزارة الصحة في مجال بحث رواسب المبيدات والمواد الثقيلة بالمنتجات الفلاحية للتحري من سلامة المنتجات. لا وجود لأي اشكال صحي من جانبه فند د محمد الرابحي مدير عام إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة صحة الخبر وأكد أن مصالح المراقبة الصحية لم يعترضها ما يفيد وجود أي ضرر في مادة الدلاع سواء نجم عن استعمال ماء البطاريات أو غيره من العوامل مستدلا بأنه لم يسجل في هذه الفترة التي تشهد استهلاكا مكثفا لهذه الغلة حالات تسمم أو تشكيات مباشرة. وأضاف أنه إلى هذه اللحظة لم تثبت التحاليل أي إشكال صحي في الدلاع وحتى إن لم يستبعد بشكل عام ظهور مشكل ما في مستوى هذا المنتوج أو غيره فإن المصالح المراقبة الصحية لم تضبط أي خلل بارز راهنا. ووصف الأخبار الرائجة بالإشاعة المغرضة التي سبق تداولها في مواسم ماضية مجددا التذكير بأن إدارته لم تصدر أي بلاغ يحذر من استهلاك الدلاع وأكد أنه لن يتردد لحظة في الإعلام والتبليغ بأي تلوث قد يكون سجل أوقد يسجل لاحقا لأن حماية صحة المواطن هي الأساس. حماية المستهلك بالتوازي سعت "الصباح" لرصد موقف منظمة الدفاع عن المستهلك حول الموضوع لكن تعذر الحصول على معطيات مباشرة ظهر أمس على اعتبار أن المسألة ستطرح على اجتماع مكتبها الوطني المبرمج لعشية أمس، لكن مع ذلك وفي إطار الحرص المبدئي على ضمان سلامة المستهلك شدد نائب رئيس المنظمة محمد زروق على تمسك "الدفاع عن المستهلك" بدعواتها الملحة لتوفير وسائل المراقبة الصحية والوحدات المخبرية اللازمة صلب أسواق الجملة للتأشير على جودة المنتوجات الوافدة عليها والتحري من جودتها بما يجعل المواد التي تمر بهذه المسالك المنظمة عنوانا للجودة وللسلامة الصحية، وبما يطور مستقبلا في حجم المنتجات الفلاحية التي ترد على هذه الفضاءات على اعتبار أن الحيز الأكبر من العرض يخرج عن نطاق هذه الأسواق ويمر عبر المسالك الموازية بنسبة تقدر ب60 بالمائة حسب محدثنا. وقد دعا بالمناسبة إلى إيلاء موضوع السلامة الصحية للمواد الإستهلاكية الغذائية عناية أكبر في مختلف القطاعات والتصدي للانفلاتات الضاربة بقوة. تحذير من جانب المنتجين حذّر عادل المسعودي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين ومنتج أشجار مثمرة مما أسماه محاولات ضرب منظومة الإنتاج ببث هذه الأخبار التي فند صحتها بشكل قاطع. واستنكر تكرار إشاعة تلوث الدلاع كل صائفة منذ نحوالأربع سنوات, واعتبر الادعاءات باستعمال ماء البطاريات في ري الدلاع مجرد محاولة للإثارة سبق تكذيبها وتفنيدها. وقال إنه لم تصدر إلى الآن عن أي جهة كانت تشكيات تتعلق بخلل في طعم هذا المنتوج أو عن امراض تجعله غير صالح للاستهلاك أو خطيرا على الصحة وأشار إلى أن صادرات هذه الغلة ارتفعت هذه السنة وهناك طلب كبير ومتصاعد من إيطاليا وفرنسا على الدلاع التونسي في مقابل تراجع منافسة الدلاع اليوناني بهاتين السوقين بسبب تراجع جودته. وعن احتمال أن يكون استعمال ماء البطاريات عملا فرديا قد يلجأ له البعض لتسريع نضج المنتوج؟ نفى المسعودي هذه الفرضية بشدة وقال أتحدى أيا كان أن يقدم دليلا يثبت هذا الطرح مبررا ذلك بأن الدلاع من الغلال القليلة جدا التي لا تحتاج للتسميد وحتى إن حصل ذلك يتم بقدر ضئيل جدا لا يخلف رواسب في الثمرة عند الاستهلاك. انتقاد مصدر من وزارة الفلاحة آثر عدم التعليق على الموضوع لما فيه من تجن غير مبرر على المنتوج ومن ورائه الفلاح حسب تعبيره. وانتقد طريقة التعاطي مع مسائل فنية تهم تقنيات الإنتاج دون الرجوع إلى أهل الإختصاص. وأشار إلى أنه سبق له الرد على نفس هذه الادعاءات التي طالت الدلاع والخوخ والبرتقال الشامي منذ سنوات. موضحا أن طرق وأنواع استعمال الأسمدة تخضع لضوابط وطرق فنية ولا علاقة اطلاقا لا من قريب أو بعيد بينها وبين المواد المستعملة في مياه البطاريات.