أصبح عبد المجيد الشتالي صانع ملحمة 1978 والمحلل الرياضي المعروف يرفض الحديث عن الكرة التونسية بعد المشاكل الأخيرة التي ظهرت على الساحة ومنها حكاية شبهة التلاعب بمباراة القيروان وبنزرت ومشكلة الفصل 22 وغير ذلك من الأحداث الأخيرة حتى أنه لدى اتصالنا به قال: «..الأجواء الموجودة لا تشجع على الحديث.. لا يوجد أي تغيير إن ما يحدث عار، في القوانين وحالة الملاعب والاعتداءات على الحكام.. لقد بحثت في قائمة 207 دول مسجلة لدى «الفيفا» ولم أجد واحدة منها حدث فيها ما نعيشه نحن خلال هذه الفترة». ووجه عبد المجيد الشتالي لومه لمختلف الأطراف وخاصة الاعلاميين عندما قال: «..أنا ألوم على ثقافة الصحافيين الذين لم يضعوا الاصبع على مكمن الداء بل منهم من تحدث عن أفراح قوافل قفصة بالبقاء حتى الصباح.. لقد أصبحت أحيانا أتحاشى الحديث مع بعض الأصدقاء في الخارج عما يحدث ببطولتنا.. فحتى صحافتنا أصبحت محرومة من الحديث عن الخطط التكتيكية والتكوين والرسكلة وانهمكت في الحديث عن المشاكل».. وحول موقفه من قضية النادي البنزرتي والشبيبة والافريقي قال صانع الملحمة: «..عشت 60 سنة في عالم الكرة وأعرف كل ما يحدث في هذه اللعبة عالميا لكنني لم أعش مثل الوضع الذي نعيشه اليوم في كرتنا.. تحكيم وقوانين ومشاكل فلا يكفي ان الوضع بالبلاد غير واضح وغير مستقر حتى نزيد الطين بلة بمشاكل الكرة إذ كان من المفترض ان تكون الكرة ملجأنا في ظل هذه الظروف لتصنع لنا الفرح لكن للأسف فقد حدث العكس». والثابت أن تشاؤم الشتالي ليس بالقتامة التي نتصورها فقد عبر عن اعجابه بمنتخب الأصاغر الذي حقق انجازا هاما في المغرب حيث يقول: «..أمتعنا منتخب الأصاغر بنكهة اللعب والأداء الجيد وأقدم شهادة حق وتقدير للمدرب عبد الحي بن سلطانة وللعاملين معه وكل الذين اختاروا هذه العناصر وكونوها.. وحتى الكنزاري قدم سابقا مع منتخب الأصاغر عروضا متميزة.. كذلك أبناء عبد الحي بن سلطانة لقد كانوا ممتازين وما شاهدناه في المقابلات التي آجروها يشرف من حيث النواحي الفنية والتكتيكية والصراعات على الكرة، وأعتقد أننا كنا أفضل من المنتخب المغربي».. والثابت أن المجموعة التي يضمها منتخب الأصاغر تحتاج إلى مزيد العناية حتى لا يحدث معها ما حدث مع لاعبي منتخب الأصاغر الذي أشرف عليه الكنزاري وخاصة العناصر التي خفت نجمها حتى ان الشتالي يطلب بالبحث عن ال22 لاعبا الذين كانوا مع الكنزاري وتقييم المستوى الذي بلغوه منذ ظهورهم معه حتى اليوم.. ويرى الشتالي أن لا الأجواء تسمح بالظهور ولا أجواء الملاعب أصبحت تمثل الحدث فالمنتخب غادر كأس افريقيا منذ الدور الأول والبطولة تعيش وضعا لم تعرفه من قبل وعجزت الرياضة عن تعويضنا عن الوضع العام المشحون حيث يقول: «..اليوم عندما تفوز أنس جابر بدورة تونس المفتوحة نكاد نحول الحدث الى عيد وطني والحال أن هذه الرياضة موجودة بسوسة وصفاقس وتونس منذ ما قبل الاستقلال، لكن مهما يكن هذا يدل على أننا بحاجة للفرح.. لكن في المقابل ناضلت أكثر من 20 عاما من أجل اللعبة الرياضية الثانية في الألعاب الأولمبية مازلنا نفتقدها في سوسة وصفاقس فالسباحة موجودة في العاصمة فقط، فقبل الاستقلال كان في سوسة 700 منخرط في هذه اللعبة وكنا أبطال شمال أفريقيا وكان سليم شياتة يتدرب بالرافعة الموجودة في الميناء وبالتالي من غير الممكن ان تبقى غير موجودة كرياضة في سوسة وصفاقس هذا أيضا وجه من أوجه مشاكل رياضتنا..». وباعتباره محبا وفيا للنجم قال الشتالي عن فريق جوهرة الساحل في وجهه الجديد «..منذ مدة لم ينهزم النجم وحقق عدة انتصارات كما أن المهم هو عودة مصعب ساسي لمستواه الحقيقي كمنشط لخط الهجوم وجميعنا يتمنى عودة الجزيري لمستواه الحقيقي فضلا عن ذلك نتمنى ان يجدوا حلا ل«مازو»..». ولسائل أن يسأل، لماذا لم يقنع «مازو» رغم أنه لاعب معروف، هنا يقول الشتالي «..يعجبني مازو مع منتخب بلاده لكن المشكل هو أننا عندما نجلب نجما في منتخبه إلى بطولتنا منذ وصوله صحبة عائلته يجد أنه سينشط في بطولة دون حضور الجماهير، عندها يفقد حتى الرغبة في اللعب ولدي مثال حي على ذلك، فبعد الثورة عاد «دانيلو» إلى البرازيل وعندما اتصل به حامد كمون يطلب منه القدوم إلى سوسة لانطلاق التحضيرات قال له أنا برازيلي ولا يمكنني لعب مقابلات بمدارج فارغة، وهذه رسالة واضحة للجميع».