مما لا يرقى إليه أدنى شك، هو أن استتباب الأمن واستقراره أفضل طريقة معبرة للاستثمار والتنمية ودعم المواسم السياحية وبالتالي يتأكد أن الاستقرار الأمني والانتعاشة الاقتصادية وجهان لعملة واحدة إن لم نقل خياران لا تنازل عنهما.. وبعد الثورة لطالما نادت الأحزاب والمنظمات والغرف وغيرها بضرورة عودة الأمن بحماية الأمنيين أنفسهم من الانفلاتات ومساعدتهم على اعادة الاستقرار في الشوارع والمدن وغيرها وقد بدأ ذلك يتحقق فعلا خلال الأيام الأخيرة حيث من الواجب التنويه بالحملات التي يقف وراءها جل رجال الأمن بمختلف أصنافهم من شرطة وحرس وديوانة لمكافحة ظاهرة التهريب والغش وايقاف المشتبه بهم والفارين من السجون وغيرهم ممّن لديهم سوابق أو غيرها.. وهذا المجهود تشكر عليه وزارة الداخلية أيضا التي أصبحت تعوّل على المواطن في مساعدتها على استقرار الأمن وذلك من خلال نشرها لصور المتهمين باغتيال شكري بلعيد.. زيادة عن القدرة الفائقة لرجال الأمن على حماية اجتماعات الأحزاب السياسية والمسيرات وغيرها.. ولم يبق أمام احزابنا والطيف السياسي ككل غير الابتعاد عن خطابات الشحن وعلى المحتجين والمعتصمين فتح الطرقات ومغادرة مقرات المؤسسات ليعود النشاط إلى سالف نسقه من أجل والمطالبة بحقوقهم باعتماد أشكال نضالية، إذ علينا أن نعترف بأن كثرة الاعتصامات العشوائية وغلق الطرقات لم يجلب الفائدة لأي كان سواء للمحتجين أو للمؤسسة الاقتصادية إذ لا ينكر أحد ان بعض المشاريع قد تعطل انجازها نتيجة الاحتجاجات والاعتصامات.. ..ومن المؤكد أن حملات التمشيط في المناطق الحدودية التي قامت بها فرق الأمن والجيش الوطني في الفترة الأخيرة كانت منطلق عودة الاستقرار والطمأنينة للمواطن باعتبارها تستهدف المتهمين أو المورطين في عمليات ارهابية والمهربين وغيرهم.. فعودة الطمأنينة انعكاساتها الايجابية عديدة على البلاد والعباد.. وإذ نؤكد على أن عودة الاستقرار والطمأنينة نتيجة الحملات الأمنية الواسعة فإنه وجب التأكيد على أن ذلك لا يجب أن يكون ظرفيا بل المطلوب أن تتواصل هذه الحملات للتوقي من حوادث وأحداث طارئة وأيضا لترسيخ هذه الطمأنينة لدى المستثمر والسائح خاصة والمواطنين عامة فالوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يحتملان أكثر مما يعيشانه نتيجة ما حدث سابقا اذ على الحكومة أيضا أن تكون أكثر مرونة في التعامل مع المشاكل الاجتماعية وان تجعل من المطالب المتأكدة أولوية حتى تمتص حمّى الاحتقان وتساهم بدورها في عودة الطمأنينة والأمن الذي تعتبر المعني الأول به.