إنتفع مؤخّرا المستشفى المحلي بطبربة بعدد من التّجهيزات، كانت محلّ ترحيب، لتؤثّث هذه المؤسّسة الصحيّة النّشيطة وتنتشلها ولو بالنزر القليل ممّا تعانيه من نقائص، الآلات الّتي وقع الإنتفاع بها كانت على شكل آلة تحميض أفلام رقميّة (مجال الأشعّة)، آلات خاصّة بتحاليل لم يكن بالإمكان القيام بها في هذا المستشفى، سيّارة إسعاف لإثراء أسطول النّقل المهترّئ إضافة إلى كرسي طبّ أسنان وقع توجيهه إلى منطقة البطان.. وبإتّصال "الصّباح" بمدير المستشفى المحلي الأسعد الحبشي أكّد أنّ المؤسّسة إنتفعت إلى حدّ كبير بما وقع تزويدها به من معدّات وتجهيزات إذ أصبح بالإمكان تقديم بعض الخدمات الصحيّة لطالبيها وكفّهم عناء التّنقّل إلى المراكز الأخرى بالعاصمة وما يترتّب عنه من مصاريف إضافيّة كما أنّ التّحسينات لم تطل التّجهيزات فحسب بل شملت البنية التّحتيّة وجودة الخدمة حيث تمّ توسيع مكتب الإستقبال وتأثيثه بالإعلاميّة إثر الرّبط الحاصل مؤخّرا بالشّبكة المعلوماتيّة كما الإحاطة بالإطار العامل وتكوينه لتقديم الخدمة في أحسن الظّروف. وتبقى عمليّات التّأثيث الأخيرة غير كافية لتغطية الحاجيات فبالرّجوع إلى عدد الوافدين على قسم الإستعجالي مثلا نجده يتراوح بين 250 و300 حالة يوميا أي بمرتبة 5 على المستوى الوطني من حيث عدد الوافدين وتتبيّن بذلك حقيقة النّقائص الّتي ينادي بها الجميع وتسيطر على المشهد العام في هذه المؤسّسة الصحيّة الكبرى (من حيث التّغطية : 3 معتمديّات) والصّغرى (من حيث التّجهيزات والرّصيد البشري). وقد رصدت "الصّباح" تذمّرات الإطار الطبّي وشّبه الطبّي من النّقص الفادح في عدد الأطبّاء والممرّضين حيث أصبح من غير المعقول المداومة في العمل لحصّتين متتاليتين(24 ساعة) على ضوء انقطاع الأطباء المتعاقدين عن العمل في هذا المستشفى وهو ما وضعهم أمام الأمر الواقع وحتميّة قبول المرضى، زد على ذلك النّقص الفادح في العملة المختصّين وأعوان التّنظيف والحراسة وقد طلب ممثّلون عن الإطار الطبّي من "الصّباح" إيصال صوتهم لمن يهمّهم الأمر في خصوص ضرورة إحداث نقطة أمن قارّة بالمستشفى لحمايتهم من التّجاوزات والعنف المسلّط عليهم بإستمرار في كل ّوقت وبكلّ قسم وآخرها التّعدّي على الإطار شبه الطبي أيمن الوسلاتي. بعض من حادثناهم من المرضى إشتكوا من ضيق القاعات وفضاء الإستقبال كما سجّلنا تذمّرهم من تواصل غلق قسم الأطفال رغم وجود طبيبة مختصّة وإهماله لما يقارب السّنتين وعدم انتداب طاقم متكامل مختصّ لإعادة تفعيل العمل به وتقديم الخدمات لعدد هائل من الأطفال المرضى وعقّبوا على ما يقع تداوله حول التّجهيزات الجديدة بأنّها تبقى غير كافية لتغطية الحاجيات، وينسحب هذا الأمر على جميع مراكز الصحّة الأساسيّة التّابعة للدّائرة الصحيّة بطبربة (19 مركزا) الّتي تشهد تهرّؤا في البنية التّحتيّة وقلّة الإطار العامل والتّجهيزات بما يلفت الانتباه للتّسريع في إيجاد الحلول، لذا أمام ما يقع العمل على تحسينه على مستوى التّجهيزات والآداء وما يعدّده المرضى، وعددهم كبير، من نقائص وطلبات يبقى السّؤال القديم الطّرح قائما : مادامت الأسباب متوفّرة ومقنعة لماذا يتواصل تجاهل أمر إحداث مستشفى جهوي بطبربة لتطوى به صفحة النّقائص على المستوى الصحّي بشكل نهائي ؟