قصيد للشهيد شكري بلعيد بخطّ يده تنفرد المجلة بنشره صدر العدد الجديد لمجلّة " أكاديميا"(عدد شهر مارس) وهي مجلّة شهريّة تعنى بالحياة الجامعيّة وتصدر عن المنشورات الجامعيّة بمنّوبة ومديرها المسؤول ورئيس تحريرها الأستاذ شكري المبخوت ومقرّ المجلّة جامعة منّوبة المركّب الجامعي بمنوبة. وكانت مجلّة أكاديميا في عددها لشهر فيفري قد احتفت بحريّة التّعبير ومنحت جوائز لإعلامييّن ومؤسّسات إعلامية مناضلة ضدّ محاولات التّضييق على حريّة الإعلام والتّعبير ومن بينها جريدة الصّباح التي خاضت مؤخّرا معركة في هذا الخصوص بمساندة المجتمع المدني وكلّ المدافعين عن الحريّات الفردية والجماعيّة وأحرار هذا الوطن. اهتمّت المجلّة في عددها الجديد بالمنتدى الإجتماعي العالمي الذي ينتظم بتونس فيما بين 26 و30 مارس الجاري وتحديدا بالمركّب الجامعي بالمنار. واعتبرتهه حدثا كبيرا خاصة وأن الجامعة التونسي تشارك في تنظيم هذا الحدث العالمي الذي تحتضنه بلادنا خلال الأيام القادمة. من جهة أخرى أكرمت المجلة الشهيد شكري بلعيد على طريقتها الخاصة إذ نشرت وثيقة قالت أنها نادرة وهي تعود لسنة 1989 ويتعلق الأمر بقصيدة نشرتها بخط يده وسعت من خلاله إلى ابراز وجه تقول المجلة أنه لا يعرفه عنه إلا المقربون وهو وجه الشاعر شكري بلعيد الذي بدأ يكتب الشعر في أوائل الثمانينات حين كان تلميذا بمعهد الوردية بالعاصمة. وقد اختارت المجلة عنوانا للقصيدة من داخلها ( داخل القصيدة ) بما أن المخطوط لا يحمل عنوانا. عنوان القصيدة "لك ما لك " ونقتطف منها ما يلي: ها قد رسمت لعمرك جسر انكسار جديد وتهت به في منافي العذاب إذن سوف تمضي وحيدا كما لم تكن في أول الأرض أو فاصل الرفض ثم وحيدا... مع العلم وأنّ الأستاذ حمّادي صمّود قد افتتح العدد بمقال بعنوان لماذا خرجوا في الجنازة؟ وهو مقال مهدى لروح الشهيد شكري بلعيد. وقد تأمل الكاتب في الرسائل التي أراد التونسيّون أن يوجّهوها إلى المعنييّن بالأمر من خلال الأعداد الغفيرة التي شيّعت الشهيد شكري بلعيد. قال أنهم خرجوا دون شك تقديرا لنضالات الرجل من اجل الحرية والكرامة والمساواة وإعلاء دولة القانون إلخ لكنهم خرجوا بالملايين دفاعا كذلك على تونس التي ينتمون إليها. خرجوا للدفاع عنها وعن صورتها التي ألفوها وعرفها العالم عنهم. كانت تونس حسب الأستاذ حمادي صمود الأستاذ بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة, كانت تونس وهي تشيع ابنها تنظر إلى نفسها في مرآته المجلوة لتؤكد أنه لم يخطئ في توصيف ما ترغب فيه وتطمح إليه ولتؤكد للعالم حولها أنها هي ولم تتغير ولم تتبدّل على ما طالها من محاولات الخدش والجرح وتحويل الوجهة والطمس... وقد وشحت المجلة غلافها بمشهد من جنازة الشهيد شكري بلعيد حيث يبدو فيه التابوت موشّحا بعلم البلاد وبصورة الراحل. المنتدى ضديد منتدى دافوس والجامعة التونسية شريك في التنظيم الجزء الأعلى من غلاف المجلة خصص للمنتدى الإجتماعي العالمي الذي ينظم لأول مرة في بلد عربي تحت شعار "الكرامة عالم آخر ممكن " وقد تضمن العدد على مادة غزيرة حول المنتدى وضم نص حديث مع السيد توفيق بن عبد الله منسق المنتدى الإجتماعي الإفريقي وعضو مجلس المنتدى الإجتماعي العالمي. وفسر المتحدث بالخصوص أن المنتدى الإجتماعي يعتبر دون شك ضديد المؤتمر الإقتصادي المعروف بدافوس مواصلا قوله لقد اكتشفنا بعد سنوات أن "لمنتدانا الإجتماعي خصوياته وأن من أهم أهدافه محاربة الرأسمالية والإمبريالية المتوحشة". تضمن العدد كذلك على حديث مع السيد عبد الحفيظ الغربي رئيس جامعة تونس المنار وقال فيه بالخصوص أنه متأكد من أن النفع من وراء هذا المنتدى سيكون عميما خاصة على مستوى تنشيط الحركة الإقتصادية وتنشيط السياحة إضافة إلى دعم صورة تونس في الخارج باعتبارها أولى الدول العربية التي شهدت انطلاق شرارة الثورات العربية. وطالبت الطالبة مريم عماري ممثلة طلبة الماجستير بالمجلس العلمي (جامعة تونس المنار) بتمثيليّة حقيقيّة للطلبة التونسيين في المنتدى الإجتماعي العالمي. وساهم في الجزء العربي للمجلة الأستاذ خالد عبيد بمقال بعنوان في البحث عن المصطلح الذي يعبر عن حالة المغرب المنشود وذلك في ركن " الذاكرة الموشومة". غزاة الفضاء العمومي وفي الجزء الفرنسي لمجلة أكاديميا كتب فوزي القصيبي الطالب بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار عن غزو الفضاء العمومي والفاعلين الجدد مشيرا بالخصوص إلى توسع حقل نشطاء المجتمع المدني بعد ثورة 14 جانفي واحتلال الساحات العامة ودور الصحفي وسط كل ذلك. شيماء بوعزيزي وهي أيضا طالبة بمعهد الصحافة كتبت في الجزء الفرنسي مقالا حول الطلبة وشبكات التواصل الإجتماعي واستعمالاتها وتأثيراتها. أما الباحث فيصل الشريف فقد اهتم ببدايات تأسيس الدولة التونسيةالجديدة وواصل الأستاذ عبد الستار مبخوت اهتمامه بالتعليم العالي وخاصة بالنهوض بأنساق التصرف والإدارة. ويجد القارئ المهتم بمجلة أكاديميا اركانا متخصصة وحتى ركنا ساخرا بعنوان وكالة بينوكيو للأنباء. هناك أيضا ركنا أدبيا دون أن نهمل أخبار الجامعة وبعض الفصول من تاريخها. وتجدر الإشارة إلى أن المادة الخاصة بالمنتدى الإجتماعي العالمي بتونس التي نشرت ضمن كراسات أكاديميا تكفل بها الأستاذ علاء الطالبي.