"كل دولة يخدمها رجالها".. ودولة الثورة بحاجة لسياسيين ثوار ما في ذلك شك يتولون اليوم المسؤولية ويسهمون في تحقيق أهداف الثورة أساسا ..أجل،،، المطلوب في هذه المرحلة رجال دولة لا يخافون في الإصلاح ومحاربة الفساد لومة لائم... مطلوب شخصيات سياسية أثبتت التجربة النضالية صدقهم ووطنيتهم وتشبعهم بقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان (المواطن) ودفاعهم المبدئي عن الحق في الاختلاف وعن "النموذج" المجتمعي الوسطي الذي أساسه الحريات والقوانين وعماده المؤسسات الدستورية. مطلوب في هذه المرحلة سياسيين وحقوقين ومناضلين من طينة نجيب الشابي وحمة الهمامي وعبد الرؤوف العيادي وعلي العريض وسهام بن سدرين وراضية النصراوي وغيرهم من أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن والشعب عليه ليتولوا المسؤولية التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الثورة التونسية العظيمة... نقول هذا لا على هامش الجدل الدائر حول "حكومة التكنوقراط" وحكومة "الكفاءات السياسية".. فهذه مسألة تقنية وتبدو غير ذات أولوية في رأينا خاصة عندما نستحضر طبيعة التحديات التي أصبحت تتهدد في العمق المسار الثوري والإصلاحي وأخطرها على الإطلاق تحركات ودسائس رموز وقادة "تيار" الثورة المضادة المتربصين بتونس وبمشروعها الثوري الذين أصبحوا ويا للوقاحة يجاهرون بعدائهم للثورة ولدولة الثورة ومؤسساتها السيادية والدستورية المنتخبة.. الم يطالب بعضهم جهارا بحل المجلس التأسيسي... ألا تتعرض هذه الأيام المؤسسة الأمنية إلى حملة تشويه وإرباك مريبة ومتعمّدة؟ ! السؤال اليوم لم يعد لمصلحة من يعمل هؤلاء وإنما ماذا ينتظر رجال دولة الثورة ونساؤها لكي يتصدوا صفا واحدا لهؤلاء ولدسائسهم ولجرائمهم في حق الثورة وشهدائها؟ هناك تراخ غير مبرر أحيانا من طرف شخصيات وطنية بعينها عرفت بحبها لتونس وبتعلقها الشديد بقيم التحرر والعدل وبانتصارها المطلق لحقوق التونسيين كل التونسيين على كافة الأصعدة السياسية.. والاجتماعية والثقافية.. شخصيات ناضلت ولها رصيد كبير من الاحترام لدى عموم التونسيين بمختلف انتماءاتهم السياسية. المناضل الوطني الكبير الأستاذ احمد نجيب الشابي هو من ضمن هؤلاء بالتأكيد ولكنه أحيانا يبدو "مهادنا" في حين أن تاريخه النضالي يحيل على انه لم "يخلق" إلا ليكون ثوريا وتقدميا وفي تناقض تام مع رموز الاستبداد والنكوص والخيانة الوطنية.. لماذا احمد نجيب الشابي تحديدا.. لأن دولة الثورة في حاجة أكيدة لهذا الرجل في هذه المرحلة.. ولا نظنه إلا ملبيا لنداء الواجب.