تونس الصباح: حظيت دراسة تهيئة بطحاء الجرابة بالقيروان باهتمام كبير إذ توجد هذه المنطقة بقلب المدينة وهي تتوسط المسلك السياحي وتمسح نحو 1000 متر مربع وتضم معالم أثرية ومعدات على غاية من الأهمية على غرار مسجد ابن خيرون ومسجد الأبواب الثلاثة والمستوصف وعدد من المنازل والمتاجر. وللغرض تم إعداد برنامج تدخل نموذجي متكامل يرأسه السيد مراد الرماح من المعهد الوطني للتراث وهو مدير بحث ومحافظ على مدينة القيروان أما المهندس المعماري فهو السيد خالد القروي والمستشار الثقافي فهو سعيد العلاني ورئيس الحظيرة فهو السيد عزيز الطرابلسي.. وسيمكن المشروع البطحاء من استعادة رونقها وحيويتها . وتهدف العملية إلى إدماج بطحاء الجرابة بالقيروان في المسلك السياحي لمدينة القيروان من باب الجلادين إلى غاية المسجد الكبير عقبة ابن نافع. وتكمن الغاية من كل هذا في تمكين البطحاء من كل الوسائل لتلعب دور الوصل بين مختلف أجنحة مدينة القيروان. وترمي الاستراتيجية التي تم تبنيها في العموم إلى تنفيذ جملة من التدخلات وهي إثراء الفضاء الحضري وإعادة تهيئة وتجميل عدد من العناصر المعمارية والعمل على تحسين إمكانيات النفاذ إلى فضاء البطحاء وهو أهم عمل يجب القيام به عند تنفيذ برنامج تهيئة البطحاء وذلك إضافة إلى تثمين موقع بطحاء الجرابة من أجل تمكينها من لعب دور محوري في تنمية السياحة الثقافية داخل المدينة. وعن نتائج هذه العملية النموذجية يمكن الإشارة إلى أنها تتمثل في إعادة إحياء المنطقة فقد تبين أن الكثير من المحلات التي أوصدت أبوابها منذ فترة يمكن فتحها من جديد للمساهمة في الأنشطة الاقتصادية والتجارية.. وهو نفس الشأن بالنسبة إلى الحلاقين والنساجين وباعة المنسوجات. كما أن معاليم أكرية المتاجر سترتفع وهو ما جعل الكثير من التجار يشعرون بالتفاؤل. ويذكر أنه تم التفكير في تركيز مكتب بريد هناك بهدف تقريب الخدمات البريدية وعمليات الصرف من الحرفاء. ويعتبر أهالي القيروان وزوارها أن التجربة النموذجية لتهيئة بطحاء الجرابة بالقيروان ناجحة لأنها أتت أكلها ولوحظ أن هناك عددا متنام من السياح والزوار الذين يؤمون المكان للاستمتاع بمشاهدة ما يجود به من ذخائر عمرانية جميلة تجلب الانتباه وتمتع الأنظار. ومثلت عملية التهيئة مثالا يحتذى به في التعاون بين مختلف الأطراف المتدخلة من بلدية ووزارة الصحة العمومية والشركة التونسية للكهرباء والغاز وغيرها.. فقد عمل الجميع على أن يكون تنفيذ البرنامج عل غاية من الدقة والنجاعة. ويذكر أن هذه العملية تندرج في إطار مشروع "ريحابيماد" الذي تنفذه عمادة المهندسين والتقنيين ببرشلونة وتموله اللجنة الأوربية وهو يرمي أساسا إلى حماية الهوية الثقافية والتاريخية للهندسة المعمارية القديمة حتى تساهم بدورها في التنمية المستديمة وقد ركزت نشاطها على أربعة محاور أساسية وهي التهذيب والسياحة المستديمة بالقيروانتونس والتهذيب والتدخلات الاجتماعية بمراكش بالمغرب والتهذيب والحرفيين في القاهرة بمصر والتهذيب والمشاهد الحضرية بلفكارا بقبرص.