تسليم بلحسن مسألة وقت وفرنسا «ساركوزي» اتخذت موقفا سياسيا بالنسبة للعقربي أصبح السؤال المطروح هذه الأيام، هل بمقدور الحكومة جلب بلحسن الطرابلسي من كندا بعد أن رفضت إدارة الهجرة تجديد إقامته وكذلك سيدة العقربي المرفوضة لدى السلطات الفرنسية.. بلحسن الطرابلسي بعد رفض مطلب تجديد إقامته من قبل الكنديين تقدم بطلب اللجوء السياسي وقد أفادنا في هذا السياق الأستاذ بوبكر الشاوش ممثل تونس الأسبق في «الأنتربول» أن طلب اللجوء السياسي سيقع رفضه لانه لا يمنح إلا على أساس ديني أو سياسي وبلحسن الطرابلسي تتعلق به قضايا فساد ولا ينتمي لأقلية دينية أو كان معارضا في العهد السابق.. وبيّن محدثنا أن التونسيين الموجودين في كندا (وجلهم حاملون لجنسية مزدوجة) كانوا ضغطوا على السلطات الكندية ونظموا في جانفي الماضي اعتصاما أمام البرلمان واستقبلهم رئيسه وحيث طالبوا بترحيل بلحسن الطرابلسي الى تونس باعتباره نهب أموال البلاد وهو مورط في قضايا فساد وقد وعدهم باتخاذ الاجراءات اللازمة. تضييق الخناق ومنذ ذلك الاعتصام أصبح بلحسن الطرابلسي يعيش تحت ما يشبه الاقامة الجبرية حيث أصبحت تحركاته محدودة بعد أن جمدت أرصدته وكل طلباته وشؤونه يقدم فاتورة في شأنها مما دفع به في نهاية المطاف الى بعث رسالة يشرح فيها وجهة نظره مما حدث ويعلن استعداده للعودة الى تونس مقابل محاكمة عادلة.. ورغم انه لم يعد يطيب له المقام في كندا نتيجة تضييق الخناق عليه فقد طلب تجديد إقامته بتعلة غياب المحاكمة العادلة في تونس والخوف من التشفي لكن السلطات الكندية المعنية نفت ذلك . غياب الأدلة الكافية لتبريرات بلحسن وبات السؤال الأبرز (أيضا) هل بمقدور تونس جلب بلحسن الطرابلسي ومحاكمته؟ هنا يقول الأستاذ مصطفى صخري:« من الناحية القانونية الصرفة علينا بأن نتفاءل بذلك فكافة المؤشرات تدل أن تسليم السلطات الكندية بلحسن الطرابلسي الى تونس مسألة قد تستغرق وقتا لكن يجب أن تتم بصفة آلية وهو ما يمكن أن نستشفه ممايلي: - لقد رفضت محكمة الهجرة بكندا طلب صهر المخلوع بلحسن الطرابلسي - الشقيق الأكبر لليلى الطرابلسي- الرامي الى تجديد إقامته بكندا وكان ذلك بتاريخ الثلاثاء 8 ماي 2012 علما وأن طلبه كان رفض ابتدائيا. - وما تجدر الإشارة إليه أن بلحسن الطرابلسي قد اعتمد في استئنافه وفق أخبار نشرت ببعض الصحف على خوفه من محاكمة غير عادلة فيما يتعلق بجرائم الفساد المقترفة منه». ويواصل الأستاذ صخري قائلا: «لقد أضاف محاموه للمحكمة تسجيلات فيديو تفيد حسب ادعائهم «فوضى» في محاكمات وقعت بتونس سنة 2011 غير أن المحكمة التي تعهدت بطعن بلحسن الطرابلسي قد خصلت الى أن دفوعاته غير جدية علما وأن سلطات الهجرة الكندية قد انتهت الى عدم تمكين بلحسن الطرابلسي من تجديد إقامته اعتمادا على انعدام توفر شروط ذلك فالقانون الكندي يوجب إقامة طالب الإقامة بكندا عامين متتاليين خلال الخمسة أعوام الأخيرة وهو ما لا يتوفر في صهر المخلوع بلحسن الطرابلسي وافراد عائلته الذي ترجع وثائق إقامته الى سنة 2009 مع الإشارة أيضا إلى أنه كان وصل الى كندا مع زوجته وابنتيه وخادمة يوم 20 جانفي 2011 على متن طائرة خاصة وهو ما يؤكد مدى ثرى ذلك الرجل ومدى ضخامة ثروته». وحسب ما تناقلته وسائل الانباء والمواقع الالكترونية فإن مفوضية الهجرة بكندا ترى أن بلحسن الطرابلسي «لم يقدم أدلة كافية» تثبت أن النظام القضائي في تونس مازال فاسدا» وانه «لن تتوفر له محاكمة عادلة ولا يمكن أن يدافع عن نفسه» وأن «السلطات الجديدةالتونسية تسيء معاملة المعتقلين» كما يدعي. ومع ذلك فيجب الانتباه الى أن عودة بلحسن الطرابلسي وزوجته وأولادهما المعنيين جميعا بهذا القرار ليست فورية إذ أن بلحسن الطرابلسي قد تقدم بطلب حق اللجوء السياسي في كندا وهي اجراءات طويلة نوعا ما قد تمنع تسليمه في الوقت الراهن». اللجوء السياسي غير ممكن أمام كل ذلك هل يمكن القول أن تسليم بلحسن الطرابلسي الى تونس سيكون وشيكا؟ هنا يقول الأستاذ صخري :« يجب الانتباه الى أن السلطات الكندية تعلم علم اليقين أنه مدرج بالنشرة الحمراء للانتربول اي الشرطة الجنائية الدولية. - أنه عليها أن تذعن للطلب فالثابت أن كندا منضوية للانتربول منذ 1949. - انه ليس لها مطلقا ان تمكّن بلحسن الطرابلسي من الخروج من أراضيها هروبا الى دولة أخرى ووفق بعض الاخبار فلقد كان حاول مغادرة كندا الى المكسيك غير أن إدراج اسم بلحسن الطرابلسي بنشرة الانتربول الحمراء جعلها تمنعه وعليه فإنه يتحتم عليها تسليم بلحسن الطرابلسي الى تونس وليس للسلطات الكندية أن تمنحه اللجوء السياسي ضرورة أن طلب تسليمه سابق لذلك علاوة على أنه ملاحق دوليا وعلى كافة الدول المنتمية الى الشرطة الجنائية الدولية تسليمه ولا يمكن لكندا أن تمتعه باللجوء السياسي خاصة أنه يفترض أنها على ضمان تسليمه فالاستجابة الى طلب تونس الموجه لها بصفة رسمية». وبخصوص رسالة الاعتذار التي توجه بها بلحسن الطرابلسي الى الشعب التونسي، قال محدثنا: «أنها رسالة والعدم سواء جاءت لذر الرماد في العيون كما يقال فالشعب التونسي لا يمكن أن ينسى أن ذلك الشخص من أعتى أباطرة الفساد في تونس إذ كون امبراطورية مالية خيالية وهو الشخص المعدم قبل الانقلاب الذي قام به صهره فلقد توجه بتلك الرسالة على فرض أنها فعلا صادرة عنه لما أيقن أن تسليمه مسألة وقت وبعد أن جمّدت سويسرا أرصدته ببنوكها وهو أمر يمكن توقعه..».