رغم مرور "زوبعة" مطالبة البعض بخصخصة التلفزة الوطنية وحسم مشكلة الاعتصام مازالت عديد النقاط تثير الجدل مما جعل التساؤلات تزداد بشأن مدى صمود قسم الأخبار أمام الضغوطات المتزايدة. وقال فطين حفصية رئيس فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمؤسسة التلفزة الوطنية أن كل صحفيي قسم الأخبار يعملون وفق أخلاقيات المهنة ويتعاملون بحيادية وموضوعية مع المعلومة مع التزامهم بقواعد العمل الصحفي لكن مبدأ الحيادية أصبح مفهوما فضفاضا خاضعا للتأويل الشخصي أو السياسي والحزبي بل ان الشارع تنقسم آراءه بشأن أداء المؤسسسات الإعلامية وليس الأخبار والتلفزة فقط وانما كل قناة أو مؤسسة يصنفونها وفقا لخلفية سياسية بحتة. ارضاء الناس غاية لا تدرك وعن مدى تحسن نشرة الأنباء الرئيسية شدد حفصية على أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ولا يمكن لاحد ان ينكر تحسن قسم الاخبار بعد ان كان مرتهنا للزعيم الاوحد والحزب الاوحد كسائر بقية القطاعات .معترفا في ذات الوقت بان هذا التحسن لا ينفي حصول بعض الاخطاء ولا يحجب بعض النقائص التي يجب تداركها ويسعى الجميع الى تلافيها . وردا عن سؤال حول مدى الحرص على معالجة النقائص لم يخف فطين حفصية وجود مشاكل في الجهات باعتبار الحراك الكبير الذي يسجل يوميا في اغلب المناطق في الوقت الذي لا تلبي فيه التجهيزات الطلب لتتابع الأحداث احيانا. الترتيب الهرمي وشدد حفصية على أن أهمية الخبر هي التي تحدد ترتيبه الهرمي حيث لا يمكن منح الأولوية لنشاط الحكومة إلا اذا كان نشاطا هاما واستثنائيا وإلا فاننا نعود الى المربع الأول لان الوزير يقوم بواجب عمله وطبيعة الاحداث هي التي تفرض ترتيب الاخبار.واشار محدثنا الى عدم وجود أي نوع من الضغوطات ولو ان تصريحات بعض السياسيين بين الحين والآخر يحاول من خلالها أصحابها ارسال اشارات تكون في الغالب مكشوفة. اجتماع تحريري يعقد قسم الاخبار اجتماعا يوميا بعد نشرة الساعة الثانية بعد الزوال يتم خلاله متابعة ابرز الأحداث وترتيبها الهرمي مع ضبط الاحداث المنتظرة التي يجب متابعتها في اليوم الموالي .ويتم في الاجتماع تحديد مضمون المواضيع وكيفية تناولها حتى يتسنى الإلمام بجوانبها المختلفة وتكون عادة القرارات تشاورية وتوافقية مع ان الكلمة الاخيرة تبقى لرئيس التحرير السيد سعيد الخزامي .أما بالنسبة للضيوف فانه يتم التنسيق بشأن اسم الضيف وفقا لتصنيفاته وحسب طبيعة الأحداث حتى يقدم الإضافة ويكمل الرؤية . مدونة السلوك بعد تقديمه لمدونة السلوك التي اعتبرها عدنان خضر المدير العام للتلفزة التونسية وثيقة مرجعية هامة يجب ان تكون الضامن الاول لاداء ناجح للمرفق العمومي بما يساهم في تعزيز المصداقية والاستقلالية والحيادية وغيرها أكد سعيد الخزامي رئيس تحرير قسم الاخبار ان الصحفيين يحتاجون الى بعض الوقت لتعلم كيفية كتابة الخبر وتناوله .وشدد على انه لا يمكن كسب رضاء المشاهدين لان كل طرف ينظر للخبر من زاوية انتماءاته الحزبية ومرجعياته الايديولوجية لكن لابد ان يكون المرفق العمومي في خدمة كل الحساسيات والاطياف الاجتماعية وهو ما لا يتحقق الا بالموضوعية والمصداقية والحيادية واخلاقيات المهنة . ومدونة السلوك لا يمكن ان تحل الاشكالات المطروحة كما قال الخبير الاعلامي ماهر عبد الرحمان وانما ينبغي مواصلة الحوار والنقاشات والاجتماعات في سبيل تفعيل مختلف المبادئ . معضلة محاورة الضيوف مازال بعض مقدمي الاخبار يعانون من معضلة عدم قدرتهم على محاورة ضيوفهم بشكل يطرح احيانا الكثير من التساؤلات حيث يبدون احيانا عاجزين على الحد الادنى المطلوب.ومن هذا المنطلق لابد ان يحرصوا على تحسين مستواهم في هذا الاتجاه باعتبار ان نشرة الانباء تشد جميع الفئات وتسجل أكبر نسبة مشاهدة. تهديد بماء الفرق تخلى الثلاثي نعيمة بن عبد الله وانصاف بن موسى وخديجة صوة عن تقديم الاخبار على خلفية التهديدات والرسائل مجهولة الهوية التي وصلتهن الى جانب الحملات المنظمة من السب والشتم وهو ما دفعهن الى الابتعاد عن «الواجهة» والتخلي طوعا عن التقديم .وعلمنا من بعض صحفيي قسم الاخبار ان انصاف بن موسى وصلتها تهديدات برشها بماء الفرق وهي تهديدات مرفوضة مهما كانت دوافعها لان انصاف وخديجة ونعيمة كن الى جانب بقية مقدمي الاخبار مجرد واجهة لقراءة الاخبار فقط ولم يكن لهن انشطة ضمن التجمع المنحل .وفي المقابل لا تظهر بعض الاسماء في الواجهة لكنها استفادت من العهد البائد وكانت من رموزه داخل المؤسسة .