تونس-الصباح تخصص بلادنا ما يناهز 1 فاصل 2 بالمائة من الناتج الاجمالي الخام للمجال البيئي وقد ساهمت هذه الاستثمارات في المقابل في تقليص كلفة تدهور المحيط إلى 2 فاصل 1 بالمائة من الناتج الاجمالي الخام مقارنة بالدول الأوروبية التى تتراوح هذه التكلفة مابين 1 و1 فاصل 9 بالمائة بينما تجاوزت هذه النسبة أكثر من 3 بالمائة للبلدان المجاورة قاريا ودوليا. غير أن هذه النتائج المسجلة لا تخفي جملة من التحديات التى لا تزال تواجه المنظومة البيئية الوطنية وهو ما يتطلب توفر استثمارات إضافية ورصد برامج خصوصية في مختلف المجالات لمزيد الضغط على تكلفة التدهور البيئي في بلادنا. نشير في هذا السياق وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة الموافق ليوم 5 جوان من كل سنة أن لوزارة البيئة والتنمية المستديمة وبالتنسيق مع الأطراف المعنية وطنيا ودوليا،جملة من المشاريع بصدد الانجاز وأخرى مستقبلية إضافة إلى دراسات علمية حول مواضيع بيئية مختلفة... مشاريع بصدد الانجاز في مجال النهوض بجودة الحياة وتعزيز مقومات الجمالية الحضرية يذكر أنه يتواصل حاليا تنفيذ البرنامج الوطني للمنتزهات الحضارية من خلال انجاز 13 منتزها إضافيا ب11 ولاية و13 بلدية بعد أن تمت تهيئة 19 منتزها في وقت سابق هذا وتتواصل عملية تشجيع الخواص على الاستثمار في مثل هذه الانجازات بعد صدور مؤخرا القانون المنظم للتصرف في المنتزهات الحضرية والذي سيشمل 14 منتزها في المرحلة الأولى. من جهة أخرى نشير إلى أنه بعد المصادقة كذلك مؤخرا على قانون يتعلق بنوعية الهواء ووضع شبكة وطنية لمراقبة نوعية الهواء وربط كل الصناعات الملوثة بهذه الشبكة يتواصل حاليا العمل على تركيز المزيد من محطات مراقبة نوعية الهواء البالغ عددها حاليا 10 محطات وينتظر أن تبلغ 25 محطة في حدود سنة 2010. تحسين خدمات التطهير تركز مشاريع وزارة البيئة كذلك على مجال التطهير للحد من الاشكاليات المطروحة على هذا المستوى حيث يجري حاليا استكمال إنجاز 12 محطة تطهير إضافية وينتظر أن تشهد السنة الحالية الانتهاء من انجاز 10 محطات تطهير وانطلاق أشغال المشروع الرئاسي لإنجاز محطة تطهير العطار بكلفة 50 مليون دينار وأشغال انجاز محطتي السرس وبوعرادة بكلفة تبلغ 7 ملايين دينار. وتم مع بداية السنة الحالية الانطلاق في انجاز برنامج وطني لتهذيب وتوسيع شبكات التطهير يشمل 13 ولاية وسيتواصل انجازه إلى غاية المخطط الثاني عشر مع مواصلة تنفيذ مشروع تطهير الأحياء الشعبية الذي سيشمل هذه السنة تطهير 55 حيا. تشهد السنة الحالية كذلك انطلاق انجاز أشغال القسط الأول من المشروع الرئاسي لاستصلاح وتهيئة سبخة بن غياض بالمهدية كما سيتم الانطلاق في انجاز مشروع تأهيل الشواطئ لبلوغ مستوى خدماتي يؤهلها للحصول على العلامة البيئية العالمية «اللواء الأزرق» وذلك بعد أن انخرطت بلادنا في منظومة اللواء الأزرق هذه السنة وتجدر الإشارة انه بخصوص الانجراف البحري الذي يهدد عددا كبيرا من السواحل التونسية تم الانتهاء من الدراسة الخاصة بمنطقة رفراف وبرمجة الدراسات الخاصة بمدينة بنزرت مع بداية المخطط الحادي عشر للتنمية. دراسات علمية جانب آخر من المشاريع البيئية المستقبلية يشمل إعداد الدراسات العلمية ونشير في هذا السياق إلى أنه يجري إعداد دراسة بكلفة تناهز 100 ألف دينار تتعلق بالحد من التلوث السمعي بالوسط الحضري وجرد الأنشطة المتسببة في الضجيج وتصنيفها. ويتم حاليا الإعداد للبلاغ الوطني الثاني بدعم من صندوق البيئة العالمي وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية ويتضمن هذا البلاغ إعداد دراسة شاملة حول كلفة التدهور البيئي و الأضرار الاقتصادية والاجتماعية المحتملة الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر تأخذ بعين الاعتبار آخر المستجدات العلمية وتوقعات الهيئات الدولية المتخصصة في هذا الشأن. هذا بالإضافة إلى الشروع في انجاز برامج لتقييم تاثيرات تغير المناخ على القطاع الصحي ورصد إمكانيات المواجهة والتأقلم في إطار مشروع تنمية القدرات لتنفيذ اتفاقية التغيرات المناخية. في إطار مقاومة التصحر تنجز وزارة البيئة عددا من الدراسات الاستراتيجية من بينها دراسة وضعية التصحر بالبلاد التونسية قصد إعداد مقترحات وتوجهات لتطوير منظومة مقاومة التصحر وتعتزم الوزارة أيضا القيام بدراسة استشرافية حول الفلاحة والتصرف المستديم في الموارد الطبيعية في عدد من الولايات كما تقوم وزارة البيئة والتنمية المستديمة بالتعاون مع مرصد الصحراء والساحل باستشارة حول إمكانية بعث مرصد لمتابعة حالة وكيفية التصرف في الموارد الطبيعية على الصعيد الجهوي...