تعليق إضراب المخابز الذي كان مقررا ليوم أمس بسبب الاضطراب الحاصل في التزود بمادة الخميرة منذ أيام، هل يعني انفراج الوضع نهائيا وتفادي أزمة خبز شاملة من شأنها حرمان المواطنين من رغيف خبزهم اليومي؟ السؤال طرحناه صبيحة أمس على مديرعام مصنع "الريان" بجندوبة لإنتاج الخميرة والمؤمن ل80 بالمائة من الإنتاج المحلي فأفاد أن تدخل الجيش أول أمس لتأمين نقل مخزون الخميرة المتوفر بالمصنع قد لا يكفي لتغطية حاجيات المخابز والسوق الداخلية لأكثر من ثلاثة أو أربعة أيام بشكل طبيعي... محذرا من تواصل الاضطراب وحالة الإرباك الحاصلة جراء نقص الخميرة مع استمرارالاعتصام الخارج عن نطاق المصنع حيث يواصل عمال مصنع السكر المجاور لل"الريان" احتجاجهم لليوم الثامن على التوالي متسببين في قطع الطريق أمام عمال وحدة تصنيع الخميرة البالغ عددهم نحو 160عاملا ومنعهم من الدخول إلى مقر عملهم رغم التزامهم بالالتحاق بالمصنع ومطالبتهم السلط المحلية بفك الاعتصام. وتوجه المسؤول بالمصنع بنداء عاجل للهياكل المعنية للإسراع بفك الاعتصام باعتبارذلك الوسيلة الوحيدة لاستئناف المصنع لنشاطه ومواصلة تأمين حاجيات السوق بمادة الخميرة الأساسية في صنع الخبز. في سياق متصل بتداعيات نقص الخميرة على المخابز أورد رئيس الغرفة الوطنية لأرباب المخابز في تصريح لل"الصباح" أمس أن المعطيات التي قدمتها "التجارة" حول توفير حاجيات السوق من الخميرة والتي على أساسها تم تعليق الإضراب لم تكن دقيقة اذ لم يتسن لعديد المخابز التزود بحاجياتها من هذه المادة ما تسبب في تذمر أصحابها وتجمع أعداد هامة منهم للاعتصام والاحتجاج. الانفراج المأمول يبقى إذن هشا ومعه تظل خبزة المواطن رهينة اعتصامات لم تجد منذ أكثر من أسبوع طريقا للفض رغم المفاوضات الجارية ورغم الاستنجاد بالجيش لتوفير الخميرة. وفي الأثناء يعكف المؤتمنون على قوت الشعب في قصر باردو على مناقشة أجنداتهم ومشاريع قوانينهم السياسية التي لا تغني ولا تشبع من جوع بالنسبة" للزوالي" المنشغل بمصير خبزه.