طالعنا بكل شغف الحديث الذي أدلى به منصف المرزوقي لصحيفة "الأخبار" اللبنانية لما فيه من جرأة وقوة وخاصة فيما يتعلق بالتصدي لحركة النهضة في مساعيها للسيطرة على بعض الحقائب الوزارية وخاصة وزارة التربية... نخوتنا سرعان ما تلاشت بعد ان أطل علينا السيد سمير بن عمر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية في نشرة الأخبار الرئيسية نافيا نفيا قطعيا ما ورد في الصحيفة على لسان المرزوقي مؤكدا أن ما أوردته الصحيفة على لسان الدكتور هو ادعاء عار من الصحة وأن ما أوردته الصحيفة ليس إلا مزايدة على الدكتور المرزوقي الذي ينفيه نفيا مطلقا.وأن بعض ما جاء في الحوار إنما هو من اجتهاد المحرر. تكذيب "المؤتمر"...كذبه في اليوم الموالي وفي نشرة أخبار القناة الوطنية بيان للصحيفة اللبنانية وللصحفي عثمان تازاغرت أكد أن ما جاء في الحوار هو نقل حرفي لتصريحات المرزوقي ودعم الصحفي بيانه بتسجيل صوتي يثبت أن الدكتور المرزوقي أدلى فعلا بالكلام الذي جاء به الحوار وأن الصحيفة لم تقوّله ما لم يقل ولم تزوّر أي تصريحات على لسانه ولم تنشر فقط سوى ما جاء على لسانه... هذا التكذيب الأكيد انه أحرج المرزوقي وسمير بن عمر..والأكيد انه لو لم يكن الحوار مسجلا لواصل المرزوقي نفيه لتصريحاته التي من المؤكد أنها أحرجته مع قياديي النهضة في وقت غير مناسب يتم فيه التفاوض والتشاور حول المسؤوليات السيادية والحقائب الوزارية... إحراج المرزوقي جعله سهامه نحو الإعلام والإعلاميين،مشيرا الى وجود مشاكل كبيرة مع رجال القلم مؤكدا على "عدم مهنيتهم وأنهم شوهوا في كم من مرة تصريحاته..." وأكد على أنه "لن يسمح مستقبلا بنشر أي حديث إلا إذا ما راجعه الصحفي وتلا عليه تصريحاته" ليحرز في الأخير على تأشيرة السيد المرزوقي لنشر الحديث... وهنا نقول ل"الرئيس المحتمل للجمهورية" لا يا سيدي..فالصحفي لا ينتظر مثل هذه التأشيرات والعمل الصحفي لا يقبل أن يراجع المستجوب ما كتبه المحاور.. وما على الأول إلا الاستعداد جيدا للحوار والتمكن من مقاصده وما يريد قوله لا أن يدلي بما يختلج في نفسه ثم يطالب بمراجعة ما قاله حتى يراعي هذا الجانب وذاك... والصحفي لا ولن يكون الشماعة التي تعلق عليها "زلات" لسان البعض الذي لا يتحمل مسؤولية تصريحاته ويفتقد للشجاعة اثر أول رد فعل على هذه التصريحات...وحادثة المرزوقي و"الاخبار" وجب أن تمثل الدرس كذلك للزملاء الصحفيين لتسجيل حواراتهم وخاصة منها"الكبيرة" حتى لا نرى "شخصيات كبيرة" "تدور في الحياصة" كلما شعرت بالحرج من تصريح مقتنعة به داخليا ويحرجها خارجيا.