تعددت قراءات المتابعين للشأن السياسي في بلادنا للحراك الذي تشهده الأحزاب التي فاجأتها نتيجة الانتخابات وكان نصيبها من المقاعد غيرمتوقع من قبل مناصريها رغم الحملة الانتخابية الكبيرة التي سبقت اليوم الموعود، حيث ذهب عدد منهم الى القول بأن فشل بعض هذه الأطراف في اقتلاع ما كان متوقعا من المقاعد سيؤدي بالضرورة الى بروزبعض الأصوات من داخلها لتغييرالشخصيات التي أدارت الحملة الانتخابية وقادتها. في المقابل اعتبر آخرون أنه لا يمكن للنتيجة الحاصلة ان تحيل بعض الشخصيات الحزبية على بنك البدلاء. أما الطرف الثالث فقد دعا الأحزاب المنهزمة الى التشبيب عبر ضخ دماء جديدة دون الاستغناء عن مناضليه القدامى. ولمعرفة رأي أهل الذكر سألت «الصباح الأسبوعي» سياسيين حول ما طرح وموقفهم من إمكانية حدوث زلازل داخل المطبخ الداخلي للأحزاب الخاسرة كردة فعل أولى على خلفية النتائج الهزيلة في الانتخابات. مسائل سابقة لأوانها من جهته يؤكد المولد الفاهم القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي ان الحديث عن تغيير كوادرالحزب من الذين قادوا الحملة الانتخابية (ويعني بذلك مية الجريبي و نجيب الشابي) مسائل سابقة لأوانها وهي رغبة انفعالية نفسية لقلة من مناصري الحزب الذين حملوا هذين الشخصين مسؤولية الفشل في الانتخابات . كما شدد على ان المنافسين للحزب لديهم نفس التوجه والاعتقاد، حيث يقول:»ليس من السهل تكوين زعامات حاليا لخلافة نجيب الشابي أو مية الجريبي ؛ لكن في إطار النقد الذاتي وبهدف البناء بإمكاننا حاليا إحصاء ما اقترفنا من أخطاء خلال الحملة لتفاديها في المواعيد القادمة على غرارأسلوبنا في التعامل مع بعض الأحداث او في تنظيمنا؛ لذلك فإنه لا يمكن للحزب إزالة صفه الأمامي بأي ثمن." مخاض.. بدورها شددت آمنة منيف المستقيلة من حزب آفاق تونس على ان غياب الخبرة في المجال السياسي للعديد من الأحزاب وحتى المستقلين كان نتيجته الفشل في تحقيق الحد الأدنى في الانتخابات. حيث قالت:»الأكيد أننا في الفترة الراهنة سنكون على وقع مخاض جديد لأطراف سياسية ستبحث لها عن تيارواحد تشكل من خلاله معارضة قوية ، لأن تشتيت الأصوات والقوى كان وراء خسارة الأطراف السياسية المنتمية لنفس العائلة السياسية وقد كان من الأجدر العمل جنبا الى جنب." مشهد متغير في تقييمه للحراك السياسي داخل الأحزاب (الفائزة والمنهزمة في الانتخابات) , دعا الدكتورعبد الجليل التميمي الى عدم هضم حق شخصيات نضالية لها وزنها بداعي التسبب في الفشل . كما نادى بضرورة تشبيب بعض التيارات السياسية لهياكلها مثل حركة التجديد لكن دون المس من قيمه و ثوابته الممثلة في قادته. وختم بالقول :»لا شك في ان المشهد السياسي في تونس سيتغيرلأن المعارضة لابد ان تجد قاعدة لها . كما وجب ان تكون معارضة مسؤولة لتحول دون هيمنة اي طرف سياسي على البقية ." ان الحديث عن انقسام اوحدوث أي هزات قد تعصف بكيان بعض الأحزاب نتيجة الخسارة في الانتخابات أمرقد يحدث إرباكا للحياة السياسية في بلادنا في وقت هي في أمس الحاجة فيه لجميع الأطراف للسير بتونس نحو برالأمان.