طغى النقاش "المسيس" على فعاليات الندوة الصحفية التي نظمتها "مبادرة المواطنة" يوم أمس بحضور بعض الأحزاب وانضمامها إلى "مبادرة المواطنة" المستقلة على غرار "حركة التجديد" ،"حزب المواطنة والعدالة"، "الجبهة الشعبية الوحدوية"، "حزب الطليعة العربي الديمقراطي"، "حزب الحرية من أجل العدالة والتنمية" وغيرها، حتى أن أحد الصحفيين توجه بالسؤال عن نية "مبادرة المواطنة" في خوض غمار الإنتخابات والترشح لعضوية المجلس التأسيسي" وهو ما نفته دلندة الأقرش احدى المؤسسين مؤكدة أن "مبادرة المواطنة انطلقت من المواطن وإلى المواطن لتحسيسه بمواطنته" وهي " مبادرة تعمل في السياسة من منطلق غير حزبي" وتأتي هذه الندوة في إطار الاستعدادا للإجتماع العام الذي سيلتئم يوم السبت 30 أفريل 2011 تحت شعار "مستقبل تونس بين أيدينا، لنتحد نساء ورجالا..تونس معمّلة علينا وتنادينا .." وأكّد عبد الحميد الأقرش أنّ 100 ألف شخص وقعوا على "ميثاق المواطنة" الذي أطلقته المبادرة يوم 10 أفريل 2011 تضمّن 16 بندا، وهو ميثاق موجه للشعب التونسي والمجلس التأسيسي للاستلهام منه لوضع دستور جديد للبلاد. وقال الأقرش أنه سيتم خلال اجتماع يوم السبت :"الإعلان عن موقف مبادرة المواطنة للرأي العام من خلال الإجابة عن سؤال "من نحن؟ وماذا نريد؟" بالتنسيق مع المجتمع المدني والأحزاب من خلال بيان رُفع تحت شعار "دفاعا عن المجتمع". وجاء في هذا البيان أن ما يجمع التونسيين هو" أمل كبير وخوف مشروع"، فالأمل كبير في أن تنجز الشعارات التي رفعتها الثورة التونسية والإتجاه نحو إعادة بناء الدولة والمؤسسات على قاعدة ديمقراطية صلبة، أما الخوف المشروع أن تطغى نزعات الإنفلات والفوضى ويغلق باب الإمكان الذي فتحته الثورة. وقال عبد الحميد الأقرش أن "مبادرة المواطنة" : "تريد تحالفا بين القوى السياسية الطامحة إلى تأطير مجتمع ما بعد الثورة" يقوم على القطع مع المزايدات على كرامة المواطن وحرّيته، إضافة إلى القطع مع سلوكات العنف وثقافة الإعتصامات مع الوعي بان تونس قادرة أن تستوعب كل الأحزاب والتنظيمات مهما ارتفع عددها على شرط أن لا تتعارض برامجها وسلوكاتها مع قيم المواطنة وان تقتنع أن الوقت الآن هو وقت الدستور الذي يريده التونسي وليس وقت التجاذبات والمزايدات. وأكد طارق الشعبوني عن حركة التجديد "أنه من المظاهر الجميلة الناتجة عن الثورة التونسية انتشار نوادي المواطنة، فالجبهة والتحالف ليسا جبهة أو تحالف خوف وإنما جبهة أمل تلبي الطلبات الشعبية الواسعة من الأمن والتشغيل والديمقراطية دون الرجوع إلى التسلط الديكتاتوري". ومن جهته أكد السيد منصور معلّى"أنّ ميثاق المواطنة هو ميثاق لجمع شتات الأحزاب، مبينا أن المسؤولية تجاه البلاد تقتضي تكثيف الجهود وتدعيمها استعدادا لإنتخاب مجلس تأسيسي يضمن مستقبل تونس ويخرجها من الفوضى التي عمتها" معتبرا أن الثورة التونسية مثلت صدمة كبرى "فلا عجب من وجود بعض الإضطرابات مقارنة بما تشاهده دول أخرى، ويبقى الهدف المنشود الوصول إلى حكم ديمقراطي وغير متطرف، فاستعمال الدين في قضية سياسية من شأنه أن يحطّ من قيمة الدين الإسلامي". وأكد فوزي معاوية من مؤسسي "مبادرة المواطنة" أنّه لا وجود لأي نية لرفع شعارات مضادة ضد حزب أو آخر". وتجدر الإشارة إلى أن "مبادرة المواطنة" دعت من خلال بيان "دفاعا عن المجتمع" إلى اليقظة وعلى الأحزاب وتنظيمات المبادرة "بالإئتلاف والبحث السريع على أنجع السبل للخروج بالبلاد من حالة الإرتباك والضبابية ووضعها على طريق الإنتقال الديمقراطي المنظّم".