تونس الصباح قال الدكتور هاني الحسن ان التغيير الصحيح لن يتحقق الا بالتعويل على الذات قبل كل شيء واوضح المحلل السياسي الفلسطيني في حوار ل»الصباح« عبر الهاتف، ان مؤتمر فتح كان ابرز حدث شهدته الساحة الفلسطينية، لكنه فشل في النهوض مجددا بالحركة، وشدد على ان المصالحة ضرورة وان الشراكة في الحكم مسألة حيوية من اجل قطع الطريق على إسرائيل وقال هاني المصري ان 2009 كان الاسوا على القضية الفلسطينية باستثناء ما مر به الشعب الفلسطيني في 1948 و1967، معتبرا ان اسرائيل لن تخضع للسلام الا اذا خسرت من الاحتلال اكثر مما تربح وفيما يلي نص الاستطلاع: بين سنة تمضي واخرى تفتح اولى صفحتها الى اين يتجه المشهد الفلسطيني ؟ بصراحة وبمرارة فان سنة 2009 كانت اسوا الاعوام التي مرت على القضية الفلسطينية وهي الاسوا باستثناء سنة 1948 ثم 1967 فخلال هذا العام قدم الشعب الف شهيد والاف الجرحى ومثلهم من الاسرى وشهد تركيز الاستيطان الاسرائيلي واستمرار الحصار على غزة كما قطعت اسرائيل شوطا في استكمال بناء الجدار العازل الى جانب ذلك شهد هذا العام ايضا تعمق واستمرار الانقسام الجغرافي والسياسي بوجود سلطتين متحاربتين رغم انهما تعقدان كل على حدة هدنة مع اسرائيل ولكن في المقابل علينا الاعتراف بان العام المنقضي كان عام الصمود الفلسطيني على الارض وقد سجلت مظاهرات وتحركات تؤيد هذا الشعب كما صدر تقرير غولدستون الذي شكل ادانة دولية غير مسبوقة وكان ايضا عام بدئ في الحوار الوطني الشامل وخلال هذا العام عقدت حركة فتح مؤتمرها السادس للنهوض بالحركة ولكن للاسف وصلت فيه المفاوضات الى طريق مسدود. كل هذا كان من المفترض ان يقود الى المراجعة واستخلاص الدروس، طبعا لا يكفي الاعتراف بالفشل ولكن المطلوب وضع استراتيجية جديدة غير ان هذا لم يظهر حتى الان، مصيرنا يتوقف على ذلك. واذا شق الفلسطينيون طريق الوحدة ومقاطعة الاستيطان والبضائع الاسرائيلية التي بالامكان تعويضها بغيرها هذا طبعا الى جانب الاستمرار في ملاحقة اسرائيل كما حدث في جنوب افريقيا لذلك نامل بل ونتمنى ان يسير شعبنا في هذا الطريق وهل من مجال للتعويل على دور امريكي اوسع وعلى دور اوروبي جديد خاصة مع استعداد اسبانيا لتولي رئاسة الاتحاد الاوروبي؟ التغيير لن يتحقق الا اذا عولنا اولا على انفسنا والمثل يقول ما حك جلدك مثل ظفرك اذا اعتمدنا على انفسنا يمكننا الاستفادة من الاخرين من العرب اولا ومن امريكا واوروبا لاحقا علينا اولا ترتيب امورنا وننهي انقسامنا. قضيتنا عادلة وهي كذلك في نظر كل الشعوب وهذا يمكن ان يشكل عنصر الضغط على اسرائيل وبدون ضغط دولي جدي لا يمكن تغيير المشهد اسرائيل غير جاهزة للسلام ولن تكون جاهزة الا اذا خسرت اكثر مما تربح من الاحتلال ولذلك لا بد من التحرك الدولي والى جانب ذلك لا بد من المقاومة حينئذ ستخضع اسرائيل للسلام . ولكن كيف يمكن ان تتحقق المصالحة المغيبة منذ اشهر حتى الان؟ الشراكة هي الكلمة السحرية لتحقيق المصالحة وبدونها لن يكون هناك وحدة بين فتح وحماس. في الماضي كانت فتح وحدها في الساحة وكانت تحظى بدعم كل القوى لوحدها الان لدينا فتح وحماس واطراف اخرى وبدون هؤلاء جميعا لا يمكن لفتح او حماس ان تقود شراكة في القيادة واعادة الاعتبار للبرنامج الوطني .و شروط الشراكة الناجحة تخضع لاعتماد الاسس الديموقراطية والاحتكام للشعب واستقلال السلطات وحرية الاعلام وحقوق الانسان الفلسطيني والتعددية والمنافسة وهي وحدها كفيلة بانجاح مسيرة الحوار واذا لم يتم الاخذ بهذه الشروط، واذا استمر كل فصيل في طريق لوحده فان اسرائيل ستواصل الاستفادة من الوضع على حسابنا.