«عشت ساعات من الرعب...الزواحف والفئران حاصرتني وطفل أنقذني من الموت» جربة الأسبوعي «24 ساعة لن تنسى... 24 ساعة من الرعب والوحشة.. 24 ساعة ذقت فيها مرارة الحياة وواجهت فيها الموت ولكن الحمد لله الذي نجّاني وأنزل عليّ السكينة في ليلة موحشة بأتمّ معنى الكلمة...» بهذه العبارات بادرت سامية (31 سنة) القاطنة بمنطقة بركوك بجربة بالحديث الينا عن المغامرة التي عاشتها طيلة 24 ساعة داخل بئر مهجورة قبل أن تواصل سرد اطوار «المعجزة» بالقول: «كانت الساعة تشير الى الخامسة والنصف مساء عندما توجهت نحو مكان اعتدنا افراغ الفضلات فيه وما ان هممت بالقاء الفضلات حتى زلّت قدمي ووقعت في بئر مهجور كانت فوهته مغطاة بالقش والتبن وبعض الفضلات المنزلية الأخرى». ساعات الرعب وتتابع محدّثتنا: «من حسن حظي ان كمية من التبن كانت تغطي قاع البئر مما خفف من قوة الارتطام لحظة سقوطي قبل ان أعثر على سرير مهشم فعلقت به حتى ساعة الفرج». ولكن كيف قضيت تلك الليلة؟ عن هذا السؤال اجابت سامية مبتسمة وهي تنظر الى البئر الذي كاد ان يقضي على شبابها وحياتها: «ظللت أصرخ لساعات ولكن ما من مجيب الى ان أسدل الليل ستاره واظلم المكان.. كانت ساعات رعب.. تملكني الخوف عندما سمعت اصواتا غريبة وشعرت بتحركات غريبة داخل البئر.. تضاعف خوفي حين ادركت ان فئرانا «تتجوّل» بالقرب مني وبعض الزواحف تزحف نحوي.. الثعابين تمر بالقرب من ساقي ومشيئة الله دفعتها عني حتى لا تؤذيني.. لم أدرِ ماذا أفعل في تلك الساعات التي مرت ببطء شديد.. حاولت الصراخ فعجزت.. حاولت البكاء فعجزت أيضا.. وبقيت في حيرة من أمري.. الوحشة تخيّم على المكان.. الفئران والثعابين من تحتي والحمام من فوقي وأنا عالقة ببقايا السرير انتظر مصيري الذي تركته بين يدي الخالق.. دعوته طويلا كي ينجيني من لدغات الزواحف فأنزل السكينة على المكان اذ كانت الثعابين تمر بالقرب من ساقي ولا تلتفت اليها.. دعوته طويلا كي ينقذني فاستجاب...» حبل النجاة «مع اشراقة شمس اليوم الموالي اختفت الثعابين والفئران داخل جحورها وطارت الحمائم وبقيت بلا أنيس...» تتابع سامية «منحني الله القوة لأصرخ بأعلى صوتي.. ولكن ما من مجيب.. الى أن يئست الا من رحمة الخالق.. واصلت الصراخ لساعات دون انقطاع حتى أنني خشيت أن ازعج الثعابين في جحورها فتهاجمني وتكون نهايتي غير أن ذلك لم يحصل وتضاعفت ارادتي في الحياة وتعلقت بسلاحي الوحيد.. الصراخ ظللت أصرخ وأصرخ وأصرخ حتى بلغ صدى صوتي احد الرعاة وهو طفل في العاشرة من عمره فجاء رفقة والده لاستجلاء الحقيقة». «كانت فرحتي لا توصف عندما هدّأ الطفل ووالده من روعي.. وطمأناني» تواصل سامية: «ما هي الا دقائق حتى حلّ اعوان الحماية المدنية وانتشلوني من قاع البئر ونقلوني الى المستشفى حيث تلقيت الاسعافات اللازمة». وختمت بالقول: «لقد كتب لي الله حياة جديدة.. لقد وُلدت من جديد.. انها معجزة أن أظل في رعب.. بلا أكل ولا شرب طيلة 24 ساعة.. الحمد لله». أبو لبابة المريمي للتعليق على هذا الموضوع: