صفاقس الصباح عندما تذكر اسم المختار ذويب تقفز الى الاذهان ذكريات لا تنسى خاصة لدى الذين حضروا أو تابعوا تلفزيا ملحمة كأس العالم بالأرجنتين وما قدمه نجوم من عمل جبار وخدمات سجلها التاريخ الرياضي في العالم بحروف من ذهب ومن بينهم طبعا احد رموز الكرة التونسية على امتداد أجيال بقي يدافع عن سمعة اللعبة الشعبية الأولى ومن أخلصوا لها هذا النجم البطل والمدافع الصلب الأنيق المتميز.. دعوناه للحوار فاستجاب بدون تردد وأجابنا عن أسئلتنا بكل وضوح وبنبرة فيها الكثير من الحسرة على جيل مضى وحماس فياض لدعم جيل اليوم بالنصيجة وتقديم الخدمات وارشاده للخير والدفاع عن سمعة الفريق واحترام الراية المقدسة بادرناه بالسؤال التالي: أين مختار ذويب ولماذا لا نشاهده ضمن قائمة الهيئة المديرة على امتداد قرابة العقدين من الزمن منذ ان غادرت ميادين كرة القدم؟ بصراحة اعتبر نفسي دائما قريبا من أصحاب القرار ولا ابحث عن المسؤولية او الدخول في مشاكل بين الاشخاص او صراعات بين وجوه تحملت المسؤولية ومنها من دخلت في خلافات.. لقد ساهمت من موقعي كلاعب سابق كسبت الخبرة الكافية بان اقدم نصائحي لكل الاطراف ووضعت خبرتي على ذمتهم من لاعبين وجمهور ومسؤولين وكنت دائما اقول لمن يحاولون الدخول في صراعات او اختلافات في التسيير او تقييم اعمال كل من يساهم في دفع عجلة النادي بان «الحيلة في ترك الحيل» وان كرة القدم هي لعبة تعتمد على التركيز والتضحية ولمّ الشمل وبث الفرحة والتحابب والتأخي بين جماهير يجمعها حب النادي وكذلك جماهير توفر لهم الفرصة بان يمدوا ايديهم لبعضهم البعض وبالتالي تحصل المنفعة ونؤسس منتخبا وطنيا تدافع عناصره على الراية المقدسة وننشر بالتالي التآخي والتقارب فالمنافسات الرياضية هي وسيلة للم الشمل وصنع أجيال نظيفة في عقولها سليمة في احساسها.. وجدناك منذ فترة قصيرة تترأس جمعية قدماء النادي الصفاقسي وتقوم بأعمال لفائدة لاعبي الجمعية من عدة فرق؟ كنت دائما اسعى للم الشمل. الأسرة الصفاقسية الرياضية من اللاعبين القدامى خاصة الذين اعطوا الكثير ولم يجنوا سوى حب النادي واحترام الآخرين الذين عايشوهم وببادرة مني ومن زملاء لي من جيلي في النادي الصفاقسي توفقنا بعد ان وجدنا كل التشجيع من الهيئة المديرة للنادي الصفاقسي منذ تدشين المقر الجديد في عهد صلاح الدين الزحاف وفي هذه الفترة تواصل كذلك عملنا لجمع شمل ابناء «الس.آس.آس» في مكتب خاص بهم من القدماء وكذلك زملاء لنا احببناهم ولم ننس فضلهم على الجهة وكرة القدم التونسية أنهم نجوم من الجيل القديم بالرالوي والسياب (الملعب الرياضي الصفاقسي) ومحيط قرقنة وغيرها من الفرق وقد كرمنا العديد منهم وقدمنا لهم ميداليات في عديد المناسبات ومازلت شخصيا احرص على جمع شمل كل الاخوة الذين أعطوا من عرقهم وجهدهم للرياضة ونحاول دائما بان يبقوا في الذاكرة ونجدد دائما شكرنا لكل رموز النادي من رؤساء سابقين ومسؤولين شجعونا على توفير الظروف الطيبة لنرد الاعتبار للاعبين القدامى. كيف تقيم الجيل الجديد من اللاعبين في عهد الاحتراف؟ هناك مواهب تعج بها فرقنا وجلها تفتقر للتجربة الكافية والخبرة المطلوبة والثقافة الكروية.. كما نشعر بين الفترة والاخرى ان هناك نقصا في التأطير بجل الفرق وان هناك من اللاعبين من لا يسعى للاجتهاد لتطوير عمله وتنمية موهبته ويبقى التكالب على كسب المال والبحث عن الربح السريع هو الهدف والغاية. وهنا أعتبر ان للاعلام دورا كبيرا في ذلك فلا بد ان يساهم في نهوض بكرة القدم التونسية لا ان يخلق حزازات ويشل فتيل الفتنة عن قصد او دون قصد وخاصة في زمننا هذا الذي تطورت فيه وسائل الاعلام بمختلف انواعها زاد اهتمام كل الطبقات الشعبية بكرة القدم التونسية.