«أطفال العالم الثالث ليسوا أقل ذكاء من بقية الأطفال وهذا ما لمسته في معرض تونس للفضاء في القرن 21» تونس الصباح : "ميدان العلوم لا حدود له ولا يعرف غير لغة واحدة وهي العلم وكل الدراسات العلمية عالمية... "بهذه الكلمات البسيطة اختار الخبير الامريكي في شؤون الفضاء دونالد هاسلر مهندس مركبات الفضاء وغيرها من ادوات اسكشاف ما يحيط بكوكب الارض حديثه عن مستقبل علم الفضاء في القرن الواحد والعشرين وما يرتبط به من علوم وذلك على هامش مشاركته في معرض الفضاء الذي احتضنته مدينة العلوم على مدى اسبوع بمشاركة الاف من الطلبة من سن العاشرة الى سن الثانية والعشرين ينتمون الى اربع واربعين بلدا من مختلف القارات شاركوا ببرامجهم واختراعاتهم المتنوعة في المعرض وهو ما اعتبره العالم الامريكي مؤشرا من شانه ان يدعو للتفاؤل بشان مستقبل علوم الفضاء وقدرتها على تغيير حياة الشعوب . ويقول هاسلر الذي قضى ثلاث وعشرون عاما في العمل على تطوير مختلف الالات والمركبات المعدة لاستكشاف هذا العالم انه بعد اربعين عاما على هبوط الانسان لاول مرة على سطح القمر تبقى المواضيع التي لا تزال تنتظر البحث والتنقيب كثيرة ومتعددة والمرجح ان المائة سنة المقبلة ستشهد المزيد من التقدم العلمي واضاف قبل عقود وتحديدا في 1903 شهد العالم ظهور اول مروحية ولكن لا احد كان يصدق انذلك ان الانسانية ستشهد ظهور اجيال من الطائرات العملاقة القادرة على نقل اربع مائة شخص او يزيد ومع ذلك فقد تحقق هذا الامر واذا كان للحكومات دورها في تمويل تلك الاكتشافات فقد باتت المؤسسات الخاصة مهتمة بذلك ايضا ولا اشك اننا عندما نفكر في المائة سنة القادمة فان الاكيد ان العالم سيشهد الكثير من المشاريع الجديدة. التحديات... وعن ابرز التحديات التي تواجه البحث العلمي في عصرنا اليوم يقول محدثنا ان العلوم لا حدود لها وهي لا تخضع لغير لغة العلم وان كل العلوم والبحوث تصبح دولية في نهاية المطاف وهو يعتبر ان الامر يتعلق لا بالتحديات ولكن بفرص متاحة من اجل مد الجسور بين مختلف شعوب العالم ومثال ذلك انه عندما تابع العالم صورة الارض من الفضاء رآها صغيرة جدا بمثابة قطعة نقدية وفي ذلك اكثر من سبب بالنسبة للانسانية التي تشترك في اقتسام هذه الارض في التقارب لمواجهة التحديات البيئية العالقة والتغييرات المناخية والتي يعتبرها قضية عالمية لايمكن لاي بلد بمفرده ان يحلها . وعن نصيب العالم الثالث من البحوث الفضائية يقول د. دونالد هاسلرانه يشعر ان الناس جميعا اينما كانوا لا يختلفون عن بعضهم البعض وان ما وقف عليه من فضول الاطفال والطلبة المشاركين في معرض الفضاء للقرن الواحد والعشرين في مدينة العلوم يجعله يعتقد ان اطفال العالم الثالث لا يقلون ذكاء عن اطفال العالم المتطور والعكس صحيح وان المهم هو الاستفادة من هكذا فرص لتنمية هذه المدارك لدى هؤلاء الاطفال والشبان الذين يطمحون الى ان يكون هذا العالم افضل وهذا ما تساعد في تحقيقه اليوم التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال السريع التي حولت العالم الى قرية مترابطة حتى انه بامكانك ان تكون في قلب الصحراء وتكون على اتصال مع شركائك في امريكا او اوروبا. العلوم وحدها لن تحل مشاكل العالم فهي الوسيلة الى ذلك ولكن ما يمكن ان يساعد على ذلك هي الارادة المشتركة بين الجميع فالعالم يعد اليوم ستة مليارات نسمة وهو ضعف ما كان قبل سنوات وبالتالي لم يعد هناك من مجال لنواصل نفس نمط العيش الذي كنا نعيشه قبل خمسين عاما فالموارد الطبيعية والمياه لم تعد كما كانت عليه من قبل. هل نزل الانسان فعلا على سطح القمر؟ في رده حول التساؤلات والشكوك التي اثيرت في الآونة الاخيرة حول حقيقة نزول الانسان على سطح القمر في الذكرى الاربعين على رحلة ارمسترونغ يقول د.هاسلر انه عندما شاهد العالم مايكل انجلو يحلق لاول مرة بطائرته الصغيرة لم يكن احد يتخيل ان الانسان سيطير ولمدة ساعات ايضا ويقطع الاف الاميال من بلد الى آخر مع تطوير الطائرة لتقل على متنها نحو خمس مائة شخص ويضيف ان الامور اليوم تتغير على وتيرة سريعة وانه بات الان بامكان الناس ان يسجلوا لاقتناء تذاكر سياحية الى الفضاء بسعر 2500 دولار لمدة عشر دقائق وهي رحلة تستغرق ثلاثة ايام وهناك شركات امريكية في فرجينيا متخصصة في ذلك قد يبدو الامراقرب الى الجنون ولكنه واقع ولا استبعد ان يتحول الامر الى نشاط سياحي عالمي خلال اقل من عشرين عاما ويضيف هاسل بانه شاهد اول خسوف وعمره ست سنوات وان المخبر الذي ينتمي اليه وهو the mars science laboratory يعمل الان على بناء مركبة خاصة للقيام برحلة الى كوكب مارس سنة 2011 وهو المسؤول الاول عن المشروع الذي شبهه بصناعة سيارة او قاطرة ولكنها خاصة بالفضاء وان بحوثا جارية للحصول على مركبات قادرة على الاقتراب من الشمس وان العملة المطلوبة لانجاح المشاريع هو التفاؤل ويوضح انه قبل اربعين عاما كان رواد الفضاء محظوظون لانهم استطاعوا العودة الى مواقع انطلاقهم بعد ان قطعوا نحو 240 مليون ميل ما يوازي عشرمرات دائرة الارض بتقنيات لا تكاد تقارن بما يتوفر اليوم في مجال الفضاء. نصيب العلماء المهاجرين عن الحضور الاجنبي في وكالة الناسا يقول هاسلر ان الناسا شانها شان الولاياتالمتحدة خليط من الاجانب ويضيف ان المسؤولة على البرنامج الذي يديره باحثة من اصول هندية ويستذكر ان هناك اربعة من التونسيين في الناسا وان ميدان العلوم لا يعترف بالحواجز او الحدود ويستذكر هاسلر انه سبق لفارس محمد من سوريا وسلمان عبد العزيز من السعودية ان انضما الى رواد الفضاء. اما عن التناقض الصارخ في مجال العلوم التي تعد حينا وحينا اخر نقمة للانسانية فهي توفر للانسان اسباب الحياة وفي نفس الوقت تمنحه كل اسباب الدمار ويقول هاسل ان الارض تعد اليوم ست مليار نسمة ولا يمكن لهؤلاء ان يعيشوا كما كانت الشعوب من قبلهم تعيش والعلوم الوسيلة التي تساعد على فهم العالم بشكل افضل وهذه الارض يحيد بها مليارات من النجوم والاجسام وعندما صعد الانسان لاول مرة الى سطح القمر رأى حجم هذه الارض الصغيرة واليوم فاما ان يعمل الانسان على انقاذ هذه الارض او ان يشارك في تدميرها والعلوم تقدم الامكانيات ولى الانسان ان يقرر فعمر الارض علميا يفوق ربما 4.5 مليارسنة ولكن ظهور الحياة لم يكن قبل اكثر من ثلاثين الف عام او يزيد وهذه نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالحياة على الارض .و عن اعتقاده بشان وجود نوع من الحياة على بقية الكواكب يقول محدثنا لنه لا يستبعد ذلك في كواكب اخرى غير كوكب مارس (زحل) وانه كلما توفرت هناك اسباب لنوع من الحياة فانها بالتاكيد ستتواجد وانه ربما لا يعرف الانسان الكثير عن ذلك ولكن هناك الاف الاجرام وقد يكون عليها انماط من الحياة مستقبل العلوم الفضائية؟ مستقبل العلوم و البحوث الفضائية في نظر هاسلر لا يخلو من صعوبات وهو يعتبر ان الازمة الاقتصادية العالمية سيكون لها تاثيرها على التعليم وعلى مسار البحوث العلمية ويذكر هاسل بان ما يصرف الان على التعليم بمختلف مستوياته وعلى العلوم لا يكاد يقارن بما يصرف في مجالات اخرى ولذلك فهو يعتبر ان مجرد حضور وتلاقي اولئك الشبان من مختلف انحاء العالم في معرض الفضاء للقرن الواحد والعشرين وما استشعره لديهم من حرص واصرار على المعرفة وتبادل المعلومات بعيدا عن كل انواع الاخبار السياسية الاستفزازية يدعو الى تشجيعهم ودفعهم للاقبال على المزيد...