تونس الصباح: قررت وزارة التربية والتكوين عدم احتساب المسألة الثالثة لاختبار الرياضيات الخاص بامتحان الدخول للاعداديات النموذجية. ويذكر ان التلاميذ الذين شاركوا في مناظرة الدخول الى المدارس الاعدادية النموذجية «عاشوا» منذ يوم السبت الفارط على وقع الخطأ الحاصل في المسألة الثالثة لاختبار مادة الرياضيات.. وقد تحول هذا الخطأ الى كابوس من الخوف حتى لدى اوليائهم الذين لم يجدوا أية وسيلة في اقناع هؤلاء الصغار بان الخطأ الحاصل خارج عن ارادتهم وليس لهم اي ضلع في حصوله، ولا يمكنه ان يؤثر على نتائجهم في هذه المناظرة. ولئن بقيت الحيرة تكتنف الجميع، وسرت في صفوفهم جميعا خاصة وانه لا علم لأحد بطريقة اصلاح الاختبار والتمشي الذي وضعته ادارة الامتحانات في ذلك.. وتواصل هذا الغموض كامل يومي السبت والاحد على اعتبار انه لم يقع تجاوز الخطأ خلال الامتحان او حتى بعده، فقد علمنا ان الوزارة قد تفاعلت صباح امس مع هذا الموضوع، وعملت على تجاوزه درءا للخطإ الحاصل، وحفاظا على المعنويات المرتفعة لهؤلاء الصغار الذين يمثلون النخبة على مستوى نتائجهم والطموح الى الالتحاق بالمدارس الاعدادية النموذجية بعد الحصول على معدلات في هذه المناظرة تستجيب لمستوى الالتحاق بهذه المدارس. قرار الوزارة كان فعلا في محله، ولا شك انه سيقع تقبله بفرحة كبيرة في صفوف التلاميذ الذين اجتازوا هذه المناظرة وكذلك اوليائهم الذين اصابتهم الحيرة والخوف على مصير ابنائهم الصغار، وما سيكون لذلك من انعكاس نفسي عليهم. العديد من المعلمين هاتفونا للسؤال عن التطورات الحاصلة في الموضوع، وعبر جميعهم عن الرضا بما قررته الوزارة، واعتبروا ذلك موقفا منها لصالح التلاميذ، كما اكدوا لنا بان هذا القرار كان منتظرا بالنسبة لهم رغم تعبيرهم الواضح على انه كان بالامكان تلافيه قبل حصوله، واثناء الامتحان ايضا. وقد عبر بعضهم على ان تلافي الخطأ لا يمكنه ان يحصل خلال الامتحان، على اعتبار صعوبة الاتصال في وقت زمني محدود، وعدم التمكن من تغطية كافة مراكز الامتحان في وقت وجيز وبطريقة يمكنها ان تكون فاعلة ومنطقية ومبلغة على وجه الخصوص. الامتحانات الوطنية وحمايتها من الأخطاء بالعودة الى مسار الامتحانات الوطنية على اختلاف انواعها ومستوياتها يتأكد ان هناك حرصا كبيرا على سلامتها وشفافيتها ودقة متناهية في احترام شروط وصولها الى مراكز الامتحان تحت رعاية امنية مشددة كما ان التعامل مع أساليب اصلاحها يبقى ايضا من المهام الموكولة الى اساتذة أكفاء لا تفوتهم اية عملية غش مهما كان مستواها. فالمتابع للامتحانات الوطنية في تونس على اختلاف مستوياتها يدرك سلامة سيرها على امتداد اكثر من 33 سنة مضت، حيث أن آخر عملية اعادة لامتحان الباكالوريا كانت قد حصلت سنة 1976، لما حصل تسريب بعض المواضيع قبل اجرائها. ومنذ هذا التاريخ والى غاية 2009 الجارية سارت الامتحانات الوطنية بشكل دقيق، وذلك على مستوى سريتها وعدم تسرب الاخطاء اليها، لكن خلال هذه السنة حصل الخطأ أول أمس في اختبار الرياضيات الخاص بمناظرة الدخول الى المدارس الاعدادية وقد وقع كما جاء اليوم تجاوزه بسرعة، وهذا يؤكد على الحزم والعناية والمراقبة والمتابعة للامتحانات. لكن هذه الصرامة في اعداد الامتحانات ومراقبتها لم تمنع حصول بعض الأخطاء لعل اهمها دخول مترشحة للباكالوريا في دورتها الاولى لهذه السنة لقاعة مغايرة لقاعتها الاصلية، واجتياز اختبار الاسبانية عوض الايطالية، الى جانب خطأ اختبار الرياضيات، موضوع هذا المقال.