يبدو أن أسعار النفط ستفوق خلال العام الحالي كل التوقعات في ظل الارتفاع الكبير للأسعار من يوم لآخر حيث بلغ سعر النفط الخام برانت اليوم 55.74 دولار مرتفعا ب 1.25 بالمائة مقارنة بالحصة السابقة . وتوقع خبراء بلوغ سعر البرميل 65 دولارا بحلول جويلية القادم في ظل شح إمدادات الخام في السوق وانتعاش بطيء للطلب. وحسب آخر المعطيات فإن السوق العالمية تشهد نقصا فادحا من حيث الامدادات، حيث تشير بيانات رسمية إلى عجز 2.3 مليون برميل في الربع الرابع من 2020 على خلفية ارتفاع الطلب وتراجع الإمدادات من منتجين خارج مجموعة أوبك+. هذا وكان العديد من المنتجين قد قرروا التخفيض في انتاجهم من النفط لا سيما بعد الانهيار الكبير في الأسعار عقب تقلص الطلب بسبب تفشي وباء كورونا وتوقف كل الأنشطة الإقتصادية في العالم بعد إقرار الحجر الشامل في كل الدول. ويتوقع خبراء بلوغ العجز حوالي 900 ألف برميل يوميا في النصف الأول من 2021، وهو مستوى أعلى من التوقعات السابقة التي رجحت بلوغ العجز اليومي في حدود 500 ألف برميل يوميا. وإذا ما تواصل صعود أسعار النفط في الأسواق العالمية فإن هذا الارتفاع سينعكس على مستوى الأسعار المحلية إذ قد يتم الإعلان عن زيادة في اسعار المحروقات لا سيما وأن آلية التعديل الالي الشهري لم يقع تفعيلها منذ شهرين ، وهذا الترفيع متوقع ليس بسبب إرتفاع الأسعار العالمية للنفط فقط بل ايضا مع عزم الحكومة مراجعة منظومة الدعم وتوجيهه نحو مستحقيه فقط خاصة أن مراجعة كتلة الدعم من بين توصيات صندوق النقد الدولي في بيانه الأخير الخاص بتونس علما وان نفقات الدعم في حدود 3.4 مليون دينار، منها 2.4 مليون دينار لدعم المواد الغذائية و401 مليون دينار لدعم المحروقات ، علما وان توقعات قانون المالية بشأن سعر برميل النفط حددت ب45 دولارا.