انتقد كاتب عام نقابة الأئمة ورئيس النقابة الوطنية للاطارات الدينية فاضل عاشور تصريح مفتي الجمهورية عثمان بطيخ للشقيقة الصباح في عددها الصادر امس الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 والذي مفاده أنّ الصلاة في المساجد ليست واجبة والجوامع تختلف عن الكنائس التي تستوجب الصلاة داخلها مستدلا بقوله تعالى "ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا وجوهكم فثَّمَ وجه الله" وأنّ قرار تعليق الصلاة بالمساجد لم يكن قرارا عبثيا بل كان قرارا مدروسا هدفه الحفاظ على صحّة مرتادي دور العبادة وحمايتهم من انتشار فيروس كورونا". وقال عاشور في تصريح ل"الصباح نيوز" إنّه كان من الأجدر على مفتي الجمهورية ان يلتزم الصمت أو يُقدّم موقفا مبنيا على أدلة علمية"، مُوضحا: "للأسف تكلم المفتي فكانت تصريحاته مُستفزة وفي خدمة سياسة.. ولم تُبرّر حتى من الناحية العلمية.. فلو أثبت أن الوباء تفشى بسبب مريض تلقى العدوى في أحد المساجد ستكون حينها الحجة علنية .. ولكن تصريحاته فقط لتبرير المسار العام". واعتبر عاشور أنّ المساجد كانت الحلقة الأضعف ولا ورقة ضغط لديها.. واصفا قرار غلق المساجد ب"التعسفي ودون مُبرّر". كما اكد عاشور انه يتم حاليا الدفع بكل الوسائل القانونية والنقابية المُتاحة من اجل اعادة فتح المساجد، قائلا: "يجب الابقاء على المساجد مفتوحة باعتبارها داعما للمجهود الوطني وهذا الواجب الشرعي والقانوني". وفي سياق آخر، أفاد عاشور أنّ "تشبيه" مفتي الجمهورية بأنّ "الصلاة في المساجد ليست واجبة والجوامع تختلف عن الكنائس" "تشبيه خاطئ"، مُؤكدا أنّ صلاة الجماعة من الناحية الشرعية واجبة وهي فرض. وذكّر فاضل عاشور أنّه تمّ خلال فترة الحجر الصحي العام بالبلاد خلال شهر مارس الماضي التنبيه من عدم الغلق الكلي للمساجد والاقتصار في اداء الصلاة على الاطارات المسجدية كي يتمّ "تجنّب التحريم"، مُضيفا: "كما أنه غير مُبرر ان يتم اعتماد الاذان فقط في المساجد في هذه الفترة.. وهذا غير مقبول اصلا". وختم عاشور بالقول: "المسجد يلعب دورا اجتماعيا لبعث الطمأنينة في قلوب الناس والنفوس لرواد المساجد.. وللامام دور محوري خاصة وان الجامع يسقبل مواطنين من مختلف الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية ولكل هذا يجب اعادة فتح المساجد في أقرب وقت خاصة وأنها من أكثر الأماكن التزاما بالبروتوكولات الصحية والمصلين والاطارات المسجدية على وعي تام وأكثر الأشخاص التزاما من ناحية الانضباط من حيث جلب السجادات وارتداء الكمامات وتطبيق التباعد ولم نلاحظ خرقا لهذه البروتوكولات في الفترة التي سبقت عملية الغلق".. عبير الطرابلسي