كشف اليوم الأمين العام لحزب "تونس إلى الأمام" عبيد البريكي في تصريح ل"الصباح نيوز" عن موقفه من دعوة النهضة لحكومة وحدة وطنية. وقال البريكي : "اعتقد ان ما يحصل حاليا من صراعات بين الاطراف المكونة للحكومة وبين الرئاسات هو وضع طبيعي اذا استحضرنا الطريقة التي بها تشكلت هذه الحكومة والتي تأسست برئيس حكومة كان من المكونين الرئيسيين لحكومة الترويكا والتي كانت من اسباب الخراب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي عم البلاد ، كما ان حركة النهضة كانت راس الحربة في التشكيلة والمكون الرئيسي لها" وواصل البريكي القول بان الاحزاب التي تشكلت منها الحكومة الحالية متباينة في مواقفها بالتالي من الطبيعي ان نصل الى هذا الوضع. واضاف محدثنا بان الاشكال اليوم هو ان تستمر النهضة في المسك بخيوط اللعبة السياسية فهي التي مسكت بخيوط لعبة الترويكا واستمرت في الحكم حتى بعد اعتصام الرحيل بتحالف قاده معها المرحوم السبسي وهي التي كانت وراء دعم يوسف الشاهد بتخليه عن السبسي وهي التي كانت ايضا وراء تشكيل الحكومة الحالية بالمراكنة وهاهي اليوم تعود للدعوة الى حكومة وحدة وطنية والتاريخ يعيد نفسه في شكل مهزلة وفق تعبيره. وقال عبيد البريكي اننا اليوم واقعيا ازاء مشروعين متناقضين جوهريا مشروع الاسلام السياسي وحلفاءه ومكوناته الواضحة وسعيه الى ضرب الدولة واستبدالها بالخلافة وهو مبدا لن يتخلوا عنه وهذا مشروع يقف على طرف نقيض من مشروع اخر يتمسك بالدولة المدنية والديمقراطية والحريات ولا يعتبر نتائج صندوق الاقتراع المعطى الوحيد الذي يحدد الشرعية لان الشرعية تقاس بالانجازات. ووصف الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بانها ستعيد التجارب السابقة قائلا: "انا كنت عضو حكومة وحدة وطنية في فترة ما واندفعت استنادا الى وثيقة قرطاج ولكني اكتشفت انها مقولات حق يراد بها باطل" وفي سياق اخر وحول الحديث عن اجراء استفتاء، افاد عبيد البريكي بانه من حق اي كان ان يقيم او يطور نظام الحكم لكن الاكيد انه في العالم واذا اعتمدنا المقارنة فان هناك بعض الانظمة السياسية البرلمانية التي نجحت بانظمة مختلفة وبالتالي فان العيب ليس في النظام البرلماني او شبه البرلماني او الانظمة الرئاسية ولكن الاشكال في مكونات واطراف المشهد السياسي فهي اطراف لا تؤمن بالديمقراطية اصلا وتؤمن فقط بقطع ايدي والسن من يختلف معها واطراف تهدد بالاغتيالات وفي خضم هذا المشهد واذا استمر هذا التمشي في ظل دولة ضعيفة عاجزة عن تطبيق القانون فلن ينجح اي نظام لان مكونات المشهد السياسي لا تعرف الديموقراطية. وقال البريكي ان الاستفتاء يجب ان يتم في وضع هادئ وان يقول فيه الشعب كلمته. وختم عبيد البريكي التصريح بانه لا يعارض اجراء الاستفتاء ولكنه يرى ان الإشكال ليس في النظام بل في الاطراف الموجدة بالساحة السياسية.