وزير الشؤون الخارجية يلتقي نظيره اللبناني ونظيرته الجامايكية    في قضية تتعلق بتبييض الأموال: الإفراج عن رضا شرف الدين بضمان ماليّ    المترشحان زمال والمغزاوي يدعوان نواب الشعب الى رفض مشروع تنقيح فصول من قانون الانتخابات    منها إحداث مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان: مجلس الوزراء يصادق على عدد من القوانين والأوامر    المنتدى المتوسطي للقضاء على الكربون...تونس ترسّخ مسار التنمية المستدامة    حزب الله ينعى القيادي محمد حسين سرور إثر غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية    بطولة إفريقيا للأصاغر في كرة اليد ... المنتخب يخسر اللّقب    طقس الجمعة: ارتفاع في درجات الحرارة    حدث غير حياتي ...الممثلة سميّة السعيدي .. المسرح غيّر نظرتي إلى الحياة !    لثقافتك الشخصية .. خصائص الكلاسيكية... !    كلام من ذهب .. جميل راتب وثلاثة أشخاص أثروا في حياته !    مدينة مساكن .. أجيال أسسوا تاريخها وشيدوا حاضرها    خطبة الجمعة...المسؤولية أمانة عظمى    اسألوني    قريبا رقمنة مسار الأدوية    تونس الجميلة ..ولاية سيدي بوزيد...الشامخة الأبية... !    بن عروس: حجز طن من اللحوم البيضاء تعمد صاحبها الترفيع في أسعار البيع    إنجاز طبي لافت في المستشفى الجامعي الرابطة    اختتام مشروع "تراث" للكشافة التونسية: 25 ألف مشارك من الشباب استفادوا من هذا المشروع (مديرة المشروع)    بطولة قطر - يوسف المساكني هداف مع العربي امام الريان    عاجل: لجنة التحاليل المالية بصدد إعداد قائمة ثانية في التمويلات المشبوهة لذوات معنوية وأشخاص    وزير الخارجية يؤكد في نيويورك دعم تونس لجهود منظمة التعاون الإسلامي من أجل تحسين أوضاع المسلمين في أوروبا والإحاطة بهم    البنك الأوروبي لإعادة التعمير يتوقع أن يظل النمو في تونس عند 1.2 بالمائة    تونس تتّجه نحو تحيين التشريعات المتعلقة بتربية الكلاب والحيوانات الخطرة    رئاسية 2024: توجيه 5 إشعارات للتنبيه بمخالفات في ولاية تونس    ندوة علمية بجرجيس حول التنوع البيولوجي في خليج قابس وصيد الاسفنج    الرابطة الاولى.. الملعب التونسي ينتصر على نجم المتلوي    عاجل/ الجزائر تفرض تأشيرة دخول على المغاربة    بولت تنظم لقاء تشبيك يهدف لتعزيز الشراكات مع الشركات في تونس    السجن مع المنع من دخول الملاعب لمشجّع أهان لاعبا في اسبانيا    عاجل : العالم سيرى قمرين بسماء واحدة    قبلّي: حجز كمّيات من البطاطا وتحرير محاضر من أجل الزيادة في أسعارها    ديوان البحرية يدرس مشروع ربط السفن التجارية بالشبكة الكهربائية بميناء حلق الوادي للحد من الانبعاثات الغازية    عاجل - يهم التونسيين : جملة من الاجراءات لتخطي أزمة قطاع الدواجن    حيّ هلال: القبض على شخص ''نطر'' هاتف تلميذ    مدير عام الحي الوطني الرياضي يكشف عن حقيقة غلق ملعب رادس    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    الزهروني القبض على نفر محل 43 منشور تفتيش ومحكوم ب 109 سنة سجن    معرض الرياض الدولي للكتاب ينطلق اليوم ودور نشر تونسية في الموعد    اهلي طرابلس الليبي ينهي التعاقد بالتراضي مع التونس شكري الخطوي    تونس: إنخفاض في أسعار تلقيح ''القريب''    يهم النادي الصفاقسي والترجي تأجيل انطلاق دوري ابطال افريقيا وكأس الكونفدراليه دور المجموعات لموعد جديد    حمة الهمامي يصدر كتابا جديدا من تقديم ميلانشون    لسبب غريب: إعدام 125 تمساحًا    حي هلال/ القبض على مرتكب عملية السرقة بالنطر لتلميذ بمحيط مدرسة إعدادية..    الطريق السريعة تونس-حلق الوادي: إصابة 7 ركاب في انقلاب سيارة نقل جماعي..#خبر_عاجل    العمران الاحتفاظ بنفرين أحدهما محل تفتيش من أجل ترويج المخدرات    بالأرقام: قيمة صادرات الأدوية في تونس    ايداع المتهم بالسطو على فرع بنكي في الوردية السجن..#خبر_عاجل    نظارات الواقع المعزز...مؤسس الفايسبوك يعلن عن تكنولوجيا المستقبل !    وزير الشباب والرياضة يؤدّي زيارة معاينة لملعب الشاذلي زويتن.    سليانة: انزلاق حافلة على متنها 25 تلميذا وتلميذة    بايدن وماكرون يطالبان إسرائيل ولبنان بتلبية الدعوة الدولية لوقف إطلاق النار    يوسف طرشون: 89 نائبا يؤيدون مقترح تعديل القانون الانتخابي    الجزائر تسلم الرباط 39 مغربيا    الولايات المتحدة تمول مبادرة شبابية لإكتشاف التراث الثقافي في القصرين    التيكتوكوز ''وحش الكون'' وبناتها في قبضة الامن    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إما التدارك وإما مواصلة الانهيار إقالة مندوب تونس الدائم في الأمم المتحدة صفعة أخرى للديبلوماسية التونسية..
نشر في الصباح يوم 08 - 02 - 2020

اذا ‬كان ‬من ‬حق ‬الرئيس ‬ان ‬يتولى ‬تعيين ‬او ‬إقالة ‬من ‬شاء ‬وفقا ‬لصلاحياته ‬الدستورية ‬فليس ‬من ‬حقه ‬ان ‬يضع ‬تونس ‬في ‬احارج ‬امام ‬العالم .. ‬تواترت ‬الاحداث ‬بشكل ‬متسارع ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬بين ‬انتشار ‬خبر ‬سحب ‬المنصف ‬البعتي ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬في ‬نيويورك ‬بعد ‬اربعة ‬اشهر ‬على ‬تعيينه ‬وهو ‬الذي ‬كان ‬يستعد ‬لتقديم ‬المبادرة ‬التونسية ‬الاندونيسية ‬لإدانة ‬صفقة ‬القرن ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ‬وبين ‬خبر ‬إلغاء ‬مشاركة ‬الرئيس ‬قيس ‬سعيد ‬في ‬اشغال ‬القمة ‬الافريقية ‬في ‬اديس ‬ابابا ‬قبل ‬صدور ‬بيان ‬لرئاسة ‬الجمهورية ‬يعلن ‬اصابة ‬الرئيس ‬بوعكة ‬صحية ‬منعته ‬من ‬السفر ‬مشفوعا ‬ببيان ‬لاحق ‬حول ‬مبررات ‬اقالة ‬سفيرنا ‬في ‬نيويورك ‬والذي ‬كان ‬على ‬درجة ‬من ‬الغموض ‬شأنه ‬في ‬ذلك ‬شأن ‬بيان ‬الخارجية ‬حول ‬مشاركة ‬الفريق ‬الوطني ‬للتنس ‬في ‬مباراة ‬ضد ‬الفريق ‬الاسرائيلي ...‬

وقد ‬أعادت ‬الاقالة ‬المتعجلة ‬للمندوب ‬الاممي ‬الى ‬الاذهان ‬اقالة ‬سابقة ‬في ‬الاسبوع ‬الاول ‬من ‬تولي ‬الرئيس ‬سعيد ‬مهامه ‬و ‬تتعلق ‬باقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬خميس ‬الجهيناوي ‬بالتزامن ‬مع ‬زيارة ‬لوزير ‬الخارجية ‬الالماني ‬سيكون ‬لها ‬تداعياتها ‬على ‬مشاركة ‬تونس ‬في ‬مؤتمر ‬برلين ..‬وهو ‬ما ‬عزز ‬القناعة ‬بأن ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ليست ‬في ‬افضل ‬حال ‬وأن ‬هناك ‬حاجة ‬للمراجع ‬والتوقف ‬عند ‬اسباب ‬هذا ‬التداعي ‬والارتباك ‬الحاصل ‬والانتباه ‬بعد ‬اكثر ‬من ‬ثلاثة ‬اشهر ‬الى ‬ضرورة ‬مراجعة ‬الاخطاء ‬وربما ‬تغيير ‬البوصلة ‬واعادة ‬تحديد ‬الاولويات ...‬وفي ‬انتظار ‬ان ‬يقدم ‬رئيس ‬الدولة ‬مبرراته ‬ويكشف ‬خفايا ‬ما ‬حدث ‬وما ‬اذا ‬كان ‬الامر ‬يتنزل ‬في ‬اطار ‬الحسابات ‬الشخصية ‬والتنافس ‬الشرس ‬داخل ‬محيط ‬الرئيس ‬أو ‬ان ‬الامر ‬يتنزل ‬فعلا ‬في ‬اطار ‬ضغط ‬امريكي ‬او ‬محاولة ‬لدعوة ‬سعيد ‬الى ‬الانضباط ‬نتيجة ‬حماسه ‬المفرط ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬القضية ‬الفلسطينية ‬في ‬مختلف ‬المنابر ‬والخوف ‬من ‬امتداد ‬العدوى ‬في ‬الشارع ‬العربي ‬وهي ‬مسألة ‬لا ‬نلغيها ‬ولكن ‬لا ‬نعتبرها ‬تمثل ‬السبب ‬الاساسي ‬بالنظر ‬الى ‬ان ‬ادارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬لا ‬تولي ‬اهتماما ‬يذكر ‬لمواقف ‬الدول ‬العربية ‬التي ‬استهزأ ‬بها ‬اكثر ‬من ‬مرة ..‬نقول ‬هذا ‬الكلام ‬ولكن ‬نعتبر ‬ان ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬اليوم ‬في ‬حالة ‬تستوجب ‬استعادة ‬الوعي ‬الغائب.. ‬
عبد ‬الوهاب ‬الهاني: ‬ما ‬حدث ‬خطير ‬ويستوجب ‬توضيحا ‬من ‬الرئيس ‬
و ‬في ‬محاولة ‬لقراءة ‬ما ‬يدور ‬في ‬ذهن ‬الرئيس ‬سالنا ‬الاستاذ ‬عبد ‬المجيد ‬الهاني ‬عن ‬اسباب ‬وتداعيات ‬ما ‬حدث.. ‬
الاستاذ ‬عبد ‬الوهاب ‬الهاني ‬افادنا ‬من ‬جنيف ‬وفي ‬تعليق ‬على ‬ما ‬حدث ‬يمكن ‬وصفه ‬بفضيحة ‬دولة ‬على ‬حد ‬تعبيره ‬وانه ‬على ‬درجة ‬من ‬الخطورة .. ‬ويعتبر ‬محدثنا ‬ان ‬التصريحات ‬المنسوبة ‬لمصدر ‬مطلع ‬برئاسة ‬الجمهورية ‬لم ‬يُفصح ‬عن ‬اسمه، ‬على ‬العادة ‬القديمة ‬التي ‬كانت ‬تتبعها ‬حليمة ‬أيام ‬النظام ‬السابق.. ‬لا ‬تُطمئن ‬ولا ‬تُبدِّد ‬الشكوك ‬والمخاوف، ‬بل ‬تؤكد ‬ما ‬تم ‬تداوله ‬منذ ‬يوم ‬أمس ‬حول ‬علاقة ‬إقالة ‬سفيرنا ‬المندوب ‬الدائم ‬لتونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي ‬السفير ‬منصف ‬بعتي ‬على ‬وجه ‬السرعة ‬بمشروع ‬القرار ‬الذي ‬تم ‬توزيعه ‬على ‬الدول ‬الأعضاء ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬لإدانة ‬ما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬بلغة ‬حازمة ‬مستوحاة ‬من ‬مواقف ‬تونس ‬الثابتة ‬ومن ‬الموقف ‬العربي ‬المشترك ‬المبني ‬على ‬دعم ‬القضية ‬الفلسطينية ‬والمناداة ‬بإيجاد ‬حل ‬عادل ‬لمعاناة ‬الشعب ‬الفلسطيني ‬على ‬قاعدة ‬الشرعية ‬الدولية.. ‬
و ‬اضاف ‬ان ‬الإشارة ‬الواردة ‬في ‬التوضيح ‬المنسوب ‬لمصدر ‬الرئاسة ‬والتي ‬تشير ‬لاحترام ‬المصالح ‬العليا ‬للدولة ‬يفتح ‬الباب ‬أمام ‬التأويلات ‬المختلفة ‬التي ‬أشارت ‬لضغوطات ‬مارستها ‬إدارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬في ‬اتجاه ‬إقالة ‬سفير ‬تونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي..‬وخلص ‬الى ‬انه ‬كل ‬ذلك ‬ياتي ‬في ‬سياق ‬استقالات ‬وإقالات ‬متواترة ‬في ‬الديوان ‬الرئاسي، ‬وفي ‬غياب ‬رئيس ‬الجمهورية ‬الذي ‬منعه ‬المرض ‬عن ‬السفر ‬لأديس ‬أبيبا ‬للمشاركة ‬في ‬القمة ‬الإفريقية.. ‬واعتبر ‬الهاني ‬انه ‬في ‬غياب ‬توضيح ‬صريح ‬منه ‬رئيس ‬الجمهورية، ‬وهو ‬المسؤول ‬عن ‬السياسة ‬الخارجية، ‬خاصة ‬وتونس ‬ترأس ‬الجامعة ‬العربية ‬وتمثل ‬المقعد ‬العربي ‬والصوت ‬العربي ‬الوحيد ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬ما ‬يفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات .. ‬خاصة ‬وأن ‬بلادنا ‬تميزت ‬بموقفها ‬الرافض ‬لما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬في ‬البلاغ ‬الرسمي ‬لوزارة ‬الخارجية، ‬وفي ‬تصريحات ‬كاتب ‬الدولية ‬للخارجية ‬المكلف ‬بمهام ‬وزير ‬الخارجية ‬بالنيابة ‬في ‬الاجتماع ‬الوزاري ‬الطارئ ‬لجامعة ‬الدول ‬العربية ‬وفي ‬تصريحات ‬رئيس ‬الجمهورية.. ‬ودعا ‬الهاني ‬رئيس ‬الجمهورية ‬أن ‬يوضح ‬الأمر ‬دون ‬مواربة ‬وأن ‬يقوم ‬بالخطوات ‬العاجلة ‬لإصلاحه، ‬أو ‬يسارع ‬بتعيين ‬سفير ‬جديد ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬بنيويورك ‬لتواصل ‬تونس ‬تحمل ‬مسؤولياتها ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬العدل ‬وعن ‬الأمن ‬وعن ‬السلم ‬في ‬العالم..‬
لسنا ‬نريد ‬صب ‬الزيت ‬على ‬النار ‬ولا ‬اصطياد ‬السقطات ‬كما ‬سبق ‬لرئيس ‬الدولة ‬ان ‬صرح ‬في ‬حديثه ‬بمناسبة ‬انقضاء ‬99 ‬يوما ‬على ‬توليه ‬الرئاسة، ‬ولكن ‬ما ‬حدث ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬يفاقم ‬الارتياب ‬ويؤكد ‬حالة ‬الاتباك ‬التي ‬تعيشها ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ويعزز ‬القناعة ‬بشأن ‬ضياع ‬البوصلة ‬منذ ‬اقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬السابق ‬خميس ‬الجهيناوي ‬دون ‬توضيحات ‬رسمية ‬باستثناء ‬ما ‬صرح ‬به ‬الصحفي ‬عبد ‬الباري ‬عطوان ‬بعد ‬لقائه ‬رئيس ‬الدولة ‬بأن ‬الجهيناوي ‬مطبع .‬وهو ‬ما ‬يعني ‬ان ‬مواقفه ‬وقناعاته ‬غير ‬قناعات ‬الرئيس ‬الذي ‬اعتبر ‬منذ ‬اول ‬خطاب ‬له ‬ان ‬التطبيع ‬جريمة ‬وخيانة.. ‬
غموض ‬على ‬الغموض ‬
على ‬ان ‬ما ‬يفاقم ‬الغموض ‬ويفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات ‬ان ‬اقالة ‬مندوب ‬تونس ‬لدى ‬الامم ‬المتحدة ‬وهو ‬ديبلوماسي ‬يكاد ‬يحظى ‬بالاجماع ‬بشأن ‬كفاءته ‬انه ‬ياتي ‬بالتزامن ‬مع ‬الاعلان ‬عن ‬استعداد ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬للتوجه ‬الى ‬نيويورك ‬لاعلان ‬رفض ‬صفقة ‬القرن ‬والاستناد ‬الى ‬الموقف ‬العربي ‬والمشروع ‬الذي ‬قدمته ‬تونس ‬واندونسيا ‬والذي ‬يفترض ‬انه ‬مشروع ‬اتفقت ‬حوله ‬الدول ‬العربية ‬والاسلامية ‬والافريقية ‬وانه ‬يحظى ‬باجماع ‬هذه ‬الدول.. ‬واذا ‬كان ‬من ‬حق ‬رئيس ‬الدولة ‬ممارسة ‬صلاحياته ‬الدستورية ‬في ‬التعيين ‬والاقالة ‬وفق ‬ما ‬يعتبره ‬متماشيا ‬مع ‬مصلحة ‬تونس ‬وسيادتها ‬فإن ‬الحقيقة ‬لم ‬نجد ‬تفسيرا ‬مقنعا ‬لهذه ‬الاقالة ‬سواء ‬تعلق ‬الامر ‬بدوافعها ‬او ‬بتوقيتها ‬وستظل ‬الاقالة ‬مجالا ‬مفتوحا ‬لكل ‬القراءات ‬طالما ‬التزم ‬الرئيس ‬بالصمت ‬واثر ‬الغياب ‬عن ‬المشهد ‬ربما ‬في ‬انتظار ‬زوال ‬الازمة ‬وتعيين ‬مندوب ‬جديد ‬لتونس ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬لمواصلة ‬ما ‬بقي ‬من ‬المدة ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ..‬اليوم ‬يتغيب ‬سعيد ‬عن ‬القمة ‬الافريقية ‬بسبب ‬المرض ‬الذي ‬منعه ‬من ‬السفر ‬الى ‬اديس ‬ابابا ‬وهو ‬موعد ‬اخر ‬يغيب ‬عنه ‬رئيس ‬الجمهورية ‬لفتح ‬المجال ‬للاصدقاء ‬قبل ‬الخصوم ‬والاعداء ‬لاثارة ‬التساؤلات ..‬وان ‬كنا ‬نتمنى ‬له ‬الشفاء ‬فاننا ‬ننتظر ‬توضيحا ‬يشفي ‬الغليل ‬لما ‬يحدث ‬للديبلوماسية ‬التونسية ‬التي ‬تعددت ‬كبواتها ...‬
و ‬لاشك ‬ان ‬الاغرب ‬انه ‬قد ‬سبق ‬لمندوب ‬فلسطين ‬الدائم ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬رياض ‬منصور ‬أن ‬اعلن ‬عن ‬حضور ‬الرئيس ‬محمود ‬عباس ‬الاثنين ‬المقبل ‬الى ‬نيويورك ‬ليلقي ‬كلمته ‬أمام ‬أعضاء ‬مجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬الثلاثاء ‬وذلك ‬‮«‬بالتنسيق ‬الكامل ‬مع ‬تونس ‬الممثل ‬العربي ‬في ‬المجلس، ‬وكذلك ‬مع ‬ممثل ‬الدول ‬الإسلامية ‬مندوب ‬إندونيسيا ‬سيتم ‬تقديم ‬مشروع ‬قرار ‬للتصويت ‬عليه ‬في ‬جلسة ‬مجلس ‬الأمن‮»‬..‬ويبدو ‬ان ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬واثق ‬من ‬الموقف ‬التونسي ‬ويعول ‬على ‬هذا ‬المشروع ‬للرد ‬ديبلوماسيا ‬على ‬صفقة ‬القرن ..‬
و ‬لا ‬شك ‬ان ‬لقائمة ‬الاستقالات ‬ضمن ‬فريق ‬مستشاري ‬الرئيس ‬منذ ‬تنصيبه ‬والذي ‬بلغ ‬ثلاث ‬استقالات ‬حتى ‬الآن ‬يمكن ‬ان ‬يعكس ‬حالة ‬التخبط ‬والارتباك ‬الحاصلة ‬في ‬ظل ‬التناقضات ‬والاخطاء ‬وربما ‬الصراعات ‬التي ‬تحدث ‬حول ‬الرئيس ‬سعيد ‬في ‬غياب ‬ربما ‬وجود ‬اصحاب ‬الخبرة ‬بالشان ‬الديبلوماسي ‬الذين ‬يمكنه ‬الاستناد ‬على ‬رايهم ‬حتى ‬تكون ‬تونس ‬صوت ‬الحكمة ‬القوي ‬و ‬المدافع ‬عن ‬الحق ‬و ‬العدالة ‬الدولية ...‬
ماذا ‬حدث ‬؟
من ‬المهم ‬الاشارة ‬الى ‬ان ‬صحيفة ‬لوفيغارو ‬الفرنسية ‬كانت ‬اول ‬من ‬نشر ‬خبر ‬اقالة ‬او ‬سحب ‬او ‬دعوة ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬و ‬بررت ‬المصادر ‬الرسمية ‬قرار ‬إعفاء ‬البعتي ‬‮«‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق‮»‬ ‬حول ‬مشروع ‬قرار ‬ضد ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬في ‬الشرق ‬الأوسط... ‬وكانت ‬مصادر ‬دبلوماسية ‬في ‬الأمم ‬المتحدة ‬كشفت ‬الخميس ‬أنه ‬تم ‬وضع ‬حد ‬لمهام ‬البعتي ‬على ‬خلفية ‬موقفه ‬من ‬مشروع ‬قرار ‬فلسطيني ‬يدين ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬التي ‬أعلن ‬عنها ‬أخيرا. ..‬
وتم ‬تعيين ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬سبتمبر ‬الماضي ‬من ‬طرف ‬الرئيس ‬المؤقت ‬محمد ‬الناصر ‬أثناء ‬تولي ‬خميس ‬الجيهناوي ‬وزارة ‬الشؤون ‬الخارجية. ‬وظل ‬البعتي ‬ناشطا ‬في ‬الأوساط ‬الدبلوماسية ‬أثناء ‬تقاعده ‬بصفته ‬رئيس ‬‮«‬الجمعية ‬التونسية ‬للأمم ‬المتحدة‮»‬. ‬وقال ‬البعض ‬ان ‬البعتي ‬ذهب ‬أبعد ‬مما ‬أرادت ‬السلطات ‬التونسية ‬في ‬ملف ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وقدم ‬دعما ‬كبيرا ‬للفلسطينيين ‬يهدد ‬بإفساد ‬العلاقة ‬بين ‬تونس ‬والولايات ‬المتحدة.. ‬ولم ‬يشارك ‬الخميس ‬في ‬الاجتماع ‬بين ‬عرّاب ‬صفقة ‬القرن ‬جاريد ‬كوشنر ‬ومجلس ‬الأمن. .. ‬
اما ‬بيان ‬وزارة ‬الخارجية ‬الذي ‬نشر ‬على ‬صفحتها ‬الرسمية ‬على ‬موقع ‬‮«‬فيسبوك‮»‬ ‬فيذكر ‬أن ‬قرار ‬إعفاء ‬المندوب ‬الدائم ‬لدى ‬منظمة ‬الأمم ‬المتحدة ‬يعود ‬‮«‬لاعتبارات ‬مهنية ‬بحتة ‬تتعلق ‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق ‬والتفاعل ‬مع ‬الوزارة ‬في ‬مسائل ‬هامة ‬مطروحة ‬للبحث ‬في ‬المنتظم ‬الأممي‮»‬. ‬وأشار ‬البيان ‬الى ‬أن ‬‮«‬عضوية ‬تونس ‬غير ‬الدائمة ‬بمجلس ‬الأمن ‬تقتضي ‬التشاور ‬الدائم ‬والتنسيق ‬المسبق ‬مع ‬الوزارة ‬بما ‬ينسجم ‬مع ‬مواقف ‬تونس ‬المبدئية ‬ويحفظ ‬مصالحها‮»‬. ‬وهو ‬ما ‬لا ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للديبلوماسي ‬المتقاعد ‬بقدرما ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للوزارة ‬التي ‬كان ‬يفترض ‬ان ‬يتبين ‬الامر ‬وان ‬تجنب ‬تونس ‬هذه ‬الإحراجات ..‬
‬اسيا ‬العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.