أطلق الجيش اللبناني النار، أمس الأربعاء، على «طائرتي استطلاع إسرائيليتين مسيّرتين، لخرقهما الأجواء اللبنانية فوق منطقة العديسة (جنوب) ولرؤيتهما بالعين المجردة». جاء ذلك في إفادة مقتضبة نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بدون تفاصيل عن مصير الطائرتين، فيما لم يصدر تعقيب من السلطات الإسرائيلية على الفور، وفي بيان لاحق قال الجيش إن قواته فتحت النار على طائرة مسيرة ثالثة. وتأتي هذه التطورات بينما يشهد لبنان توترات أمنية متصاعدة منذ الأحد الماضي، مع سقوط طائرتين مسيّرتين في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، فجر الأحد، وانفجار إحداهما. أما فجر الإثنين، فدوت 3 انفجارات في مراكز عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) في منطقة قوسيا، في قضاء زحلة، في البقاع (شرق). وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى اللحظة عن الحادثين، تتهم السلطات اللبنانية إسرائيل بالوقوف وراءهما. وفي إطار متابعة الوضع المقلق على الساحة اللبنانية بعد الخرق الإسرائيلي لسماء الضاحية الجنوبية وتهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالرد على الاعتداء، فإن حركة دبلوماسية لافتة سُجّلت في الأروقة الرئاسية في بيروت أبرزها زيارة السفراء العرب إلى رئيس الحكومة سعد الحريري حيث تحدث باسمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي فقال «استمعنا للرئيس الحريري حيث قدّم عرضاً لرؤية لبنان حول الأحداث التي جرت مؤخراً في بيروت والضاحية الجنوبية، وأكدنا كدول عربية وقوفنا وتأييدنا وحرصنا على أمن واستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات أو سياسات كفيلة بالحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، فالاستقرار في هذا البلد هو مطلب وحرص عربي بأن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يهدّد أمنه واستقراره». وما لم يقله السفراء العرب، عبّر عنه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش الذي أبدى «خشيته من تراخي الدولة اللبنانية تجاه إمساكها بسيادتها»، وذلك بعد زيارته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي أكد «ضرورة التزام القرارات الدولية 1559 و1701 وتفرّد الدولة اللبنانية دون سواها بقرارات السلم والحرب وتحييد لبنان عن صراعات المحاور». وكان المسؤول الأممي زار قصر بسترس والتقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعرض معه تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وفي خلال اللقاء طالب باسيل الأممالمتحدة ب«إدانة هذه الاعتداءات وأخذها في الاعتبار عند التجديد لمهمة القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان»، مؤكداً «التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701». وعلى الخط الفرنسي، تبلّغ وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي موقفاً فرنسياً من التطورات خلال لقائه القائمة بأعمال السفارة الفرنسية في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو التي طالبت بضرورة ضبط النفس لاسيما وأن لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، مشيرة إلى « أن فرنسا ساهمت مع دول أخرى في اعتماد «قرار ملائم» من شأنه التمديد للقوات الدولية سنة إضافية. وكان الجيش اللبناني تقدّم بشكوى لدى اليونيفل على خلفية سقوط 4 قنابل مضيئة عند الطرف الغربي لبلدة شبعا إلى الشمال من الخط الحدودي الفاصل في محور بركة النقار. واعتبر الجيش ما حصل خرقاً برياً غير مبرّر. وقد توجهت إلى محور بركة النقار لجنة مشتركة من الجيش اللبناني واليونيفل حيث أعدت تقريراً مفصلاً حول الحادثة، مشيرة إلى أن القنابل المضيئة سقطت شمال الخط الحدودي لمسافة تراوحت بين ال 400 و800 م. هذا وغرّد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عبر « تويتر» قائلاً «باسم الشرفاء في لبنان والأمة العربية أصحاب الكرامة الرافضين للعدو وغطرسة نتنياهو، نقول إضرب سماحة السيد ولقّنه درساً هذا الذي يستبيح لبنان وسوريا والعراق لن نكون أذلاء… الكرامة أغلى من كل شيء. (القدس العربي )