- الغريب ان ادارة الكلية لم تتصرف حتى بعد انطلاق "العدوان" - لا احد يقبل ان تفرض مجموعة من المتعصبين قانون الغاب - هناك دولة عميقة تتصور ان الجامعة ملكها و ان الحقيقة ملكها عبر القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي عن استنكاره الشديد للاعتداء الذي تعرض اليه أمس بكلية منوبة صحبة القيادي علي العريض، مؤكدا ان لا احد من بين العقلانيين يقبل العربدة و الفوضى العربدة و الفوضى في تونس الثورة و تونس الديموقراطية ، على حد تعبيره. الجلاصي الذي اعتبر ان هناك دولة عميقة تتصور ان الجامعة ملكها ، وان الحقيقة ملكها تتعامل بصلف و تعال وتتأله على الناس ، تحدث مع "الصباح نيوز" حول ما حدث بتفاصيله الدقيقة من خلال الحوار التالي: - ما حدث لك صحبة علي العريض بكلية منوبة ، أثار ردود افعال ساخطة وعاصفة ، فكيف تعلق عليه ؟ لا احد من بين العقلانيين يقبل العربدة و الفوضى في تونس الثورة و تونس الديموقراطية . لا احد يقبل ان تعتدي اي جهة على حرية التنقل او الدخول للاماكن العامة . لا احد يقبل ان تفرض مجموعة من المتعصبين قانون الغاب . نحن بين الدولة او اللادولة . - من يتحمل مسؤولية مثل هذه التجاوزات في تقديرك ؟ الاجابة الأولية ان ادارة الكلية هي التي تتحمل مسؤولية عدم تامين منشط في فضائها . هناك اجراءات بديهية تتم منذ البداية . الغريب ان الادارة لم تتصرف حتى بعد انطلاق العدوان . الظاهر ان ادارة الكلية لا تنظر بعين الرضا لوحدة البحث المنظمة للندوة . و بالتالي تراهن على الإفشال . و اضافة لهذا البعد المعتبر فان المسؤولية اعمق بكثير . هناك دولة عميقة تتصور ان الجامعة ملكها و ان الحقيقة ملكها تتعامل بصلف و تعال و تتأله على الناس ،لا تقبل الراي المخالف و تشتغل بمنطق التوريث و تغرر بالناشئة و تقوم بعملية غسل دماغ . طائفة منبثة في عالم الثقافة و في الوسط الأكاديمي تورث الحقد و لم تخرج من صراعات وأوهام السبعينات كسولة لا تقرأ الجديد لا تعيش حاضرها بل و لا حاضر من تقلدهم . قدر حكماء البلاد ان يتحملوا مقاومة هذه المحميات الأيديولوجية . يجب ان يتكاتف الجميع حتى ننقذ ابناءها من الكسل و الجهل و التعصب . المتسامحون والديموقراطيون من كل العائلات في حاجة الى عقد من اجل الحد الأدنى للتعايش . و انا سعيد برسائل المساندة من اصدقاء في الساحات السياسية و الإعلامية و المدنية من كل الأطياف . حصلت مع كثيرين منهم معارك سياسية وفكرية و لكننا مدركون الان ،جميعنا ،ان جيلنا هذا هو جيل العبور و يجب ان ننقل لشبابنا فضائل التسامح و التعايش . تونس الشابي ،تونس الجميلة ،انما هي كذلك بتنوع الألوان و الروائح في باقة ورودها . - عميد كلية منوبة قال انه لم يتم اعلام ادارة الكلية باسماء الضيوف وان "عبد الحميد الجلاصي استفز الطلبة " فماهو تعليقك على كلامه ؟ انا لا اعرف السيد عميد الكلية .وكان بودّي ان استمع الى كلمته التي كانت مبرمجة في مفتتح الندوة .الظاهر ان ظروفا قاهرة منعته من الحضور .و الظاهر ان ظروفا اكثر قهرا منعته من التدخل لايقاف الجريمة في الفضاء الذي هو مسؤول عنه ،فتعامل بالمراسلة عبر نائبته التي عِوَض ان تتدخل لمنع الانتهاك حاولت إقناعي بالاستجابة لطلب الطرد أي الانسحاب . شخصيا لم اطلب يوما ،ولن اطلب ،اجراءات استثنائية لحمايتي . كنت أتصور ادارة محايدة مهنية ،و لم اكن أتصور ادارة تبرر الصعلكة .هذا قد يدفع الى تصور أشياء لا تليق بعميد كلية كبيرة . اما ادعاء استفزاز الطلبة فلا يدعو لأقل من السخرية . فكأننا امام صورة طلبة وديعين يقطع عليهم متطفل غريب لهوهم البريء في ساحتهم . السيد العميد معذور .كان يتابع (فقط ؟)من وراء ستار . الصورة الحقيقية هي اقتحام مجموعة من الهائجين لحرمة ندوة و الاعتداء على الحرية الذاتية لضيوفها و تهديد سلامتهم . للاسف الاختلاق لم يعد ممكنا في زمن الهواتف الذكية .و للسيد العميد ان يراجع المقاطع التي يحفل بها الفايسبوك عساه يتحمل قليلا من المسؤولية الاخلاقية فيعتذر . آمل ذلك حقيقة ،ولكني لست متفائلا .