واصل الصحفيون والعاملون بالإذاعة الخاصة المصادرة "شمس آف آم"، اليوم الإثنين، اعتصامهم المفتوح بمقرّ الإذاعة لليوم السادس على التوالي، ملوحين بالتصعيد وخوض كل الأشكال النضالية دفاعا عن حقوقهم وديمومة المؤسسة، في صورة عدم إيفاء الأطراف المعنية بتعهّداتها وتحقيق مطالبهم "المشروعة" . وأكّدت خولة السليتي رئيسة فرع النقابة الوطنية بإذاعة "شمس آف آم" في تصريح ل (وات)، أنّ العاملين والصحفيين بالمؤسسة قرّروا الدخول في إعتصام مفتوح منذ الأربعاء الماضي (27 مارس)، بناء على جملة من المطالب الواردة باللائحة المهنيّة، والتي لاقت سابقا تسويفا ومماطلة من الجهات المعنيّة، مبينة أن العاملين بالإذاعة غير رافضين لعملية التفويت فيها كما يروج لذلك طالما ستضمن حقوقهم كاملة. وذكرت بأنّه تمّ بتاريخ 25 أكتوبر الفارط، إمضاء محضر اتفاق بشأن مطالبهم، بين الأطراف المعنية التي تضم الهياكل النقابية والإدارة العامة لإذاعة "شمس آف آم" والإدارة العامة لشركة "الكرامة القابضة" وممثل وزارة المالية (رئيسة لجنة التصرّف في المتلكات المصادرة) والمستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة، لكن لم تكن هناك جدّية في التعامل مع المطالب. وبينت أنّ اللائحة المهنية تتضمّن 3 مطالب أساسيّة، يتعلق الأوّل بضرورة الالتزام بالتعهّدات السابقة ومدّ الطرف النقابي بكراس الشروط، باعتباره الضامن الأساسي لحقوق العاملين في المؤسسة ولاستمراريتها، في حين يهم المطلب الثاني جملة المستحقات المادّية خاصة منها تلك المتعلقة بالزياردة في القطاع الخاص ومنحة الانتاج، أما المطلب الثالث فيتعلق بالسلامة المهنية بالنظر إلى وضعيّة السيارات المخصّصة لتنقلاتهم. وأضافت أنّ هذا التحرّك الاحتجاجي، كان بدعوة من الهيكلين النقابيين (النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ونقابة الإعلام)، مؤكدة تمسك العاملين بالمؤسّسة بمطالبهم المشروعة في ظل عدم تلقيهم لأي اتصال رسمي من الجهات المعنية. بدورها أفادت غاية الماجري عضو النقابة الأساسية للإذاعة، بأنّ الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي قد تدخّل شخصيّا لدى شركة "الكرامة القابضة" لتمكين العاملين بالمؤسسة من كراس الشروط، لكنّهم قاموا بمدّه بالوثائق نفسها التي تمّ تسليمها سابقا للعاملين صحبة جملة من الملاحق، وهو ما رفضه العاملون بالإذاعة، مؤكدة أنّه تمّت إحاطة الطبوبي علما بحقيقة الأمور، ووعد بالتدخل لفائدتهم خلال اللقاء الذي سيجريه مع رئاسة الحكومة. وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، قد عبّرت عن خشيتها من استهداف إذاعة "شمس أف أم" لغايات انتخابية، باعتبارها من المؤسسات الاعلامية المصنفة الأكثر حيادا ومهنيّة واستقلاليّة. وأشارت النقابة إلى تنصل كل من رئاسة الحكومة ووزارة المالية وشركة "الكرامة القابضة" والإدارة العامة للإذاعة من الاتفاقات السابقة مع الأطراف النقابية، التي تنص على ضمان ديمومة المؤسسة والالتزام بالشفافية في التفويت فيها وكذلك ضمان المستحقات المالية للعاملين فيها. يذكر أنّ الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بلانجي، ورئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري، قد قاموا اليوم بزيارة دعم ومساندة للاعتصام الذي ينفذه صحفية وعمال إذاعة "شمس أف أم". يشار إلى أنّ أبناء المؤسسة يواصلون العمل بصفة عادية مع حمل الشارة الحمراء، إلى حين الاستجابة للمطالب المذكورة، محمّلين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الإذاعة إلى كل من الإدارة العامة للمؤسسة وشركة "الكرامة القابضة" ووزارة المالية ورئاسة الحكومة.(وات)
