لئن يبدو أن موجة البرد والثلوج التي تشهدها ولاية القصرين منذ ثلاثة أيام لم تخلف خسائر بشرية مباشرة مثلما حصل في الفيضانات الاخيرة التي عرفتها عدة مناطق من الولاية وذهب ضحيتها شخصان جرفتهما سيول الاودية، فان أصدقاء وأقارب شاب من مدينة حيدرة اسمه نجيب الضيفي (32 سنة)، أفادونا بأنهم عثروا عليه صباح أمس الأول ملقى بجانب إحدى المواقع الأثرية بالقرب من المنطقة الأثرية بالمدخل الشرقي للمدينة يصارع الموت من شدة البرد جراء قضائه عدة ساعات تحت الثلوج التي نزلت في الليلة السابقة بكثافة على حيدرة، فسارعوا بطلب النجدة له فوصلت سيارة إسعاف وحملته الى المستشفى لكنه سرعان ما لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تجمد الدم في شرايينه من شدة طول المدة التي قضاها في البرد الشديد و الثلوج وسط درجة حرارة تحت الصفر، وحسب ما ذكره لنا صديقه صالح الخضراوي ( ناشط بالمجتمع المدني بحيدرة)، فان الضحية عاطل عن العمل ومنذ وفاة والده قبل سنوات يعيش مع والدته وكثيرا ما يتحول الى المنطقة الاثرية بحيدرة لينفرد بنفسه هناك، ومساء الاربعاء توجه اليها كعادته، لكن الثلوج باغتته ولما اراد العودة تعثر وسقط قرب احد المعالم الاثرية ولم يستطع الرجوع الى المدينة التي تبعد حوالي 3 كلم وبقي ملقى هناك ولم يقع التفطن له الا صباح اليوم التالي. وقد أذنت السلط القضائية بإحالة جثته الى التشريح لدى الطبيب الشرعي بالمستشفى الجهوي بالقصرين لتحديد أسباب الوفاة بدقة، وكان من المبرمج أن يدفن أمس في حيدرة لكن إغلاق الطرقات بفعل الثلوج الكثيفة أحال دون نقل جثته من القصرين والعودة بها. وفي نفس المنطقة الواقعة بأقصى شمال غرب ولاية القصرين تعرض امس الجمعة شاب اسمه وجدي خلفاوي الى حادث سقوط في الثلوج اثر انزلاق رجله بالطريق المغطاة بالرداء الأبيض الطبيعي، مما خلف له اصابة بليغة على مستوى الحوض وأسفل العمود الفقري، وقد أطلقت عائلته نداء استغاثة من اجل مساعدتها على نقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين، لان الطريق اليها من حيدرة عبر تالة مغلقة بفعل الثلوج، والى غاية ظهر الامس مازال في مستشفى حيدرة الذي تعطل العمل به بسبب انقطاع التيار الكهربائي على كامل المنطقة. وفي ذات السياق تم أمس العثور على جثة المرأة التي فقدت مساء أمس الاول عندما كانت على متن سيارة مع شابين تربطها بهما علاقة قرابة وقد تم انتشال الجثة من وادي البجر من ولاية جندوية وقد تمكن الشابين (احدهما كان يقود السيارة) من النجاة بحياتهما في حين جرفت المياه المرأة. وتبلغ الهالكة من العمر 60 عاما وقد عثر عليها على بعد 250 مترا من المكان الذي فقدت فيه. يوسف أمين