انتقد أمس القيادي في الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي قرار كلّ من كتلة نداء تونس وكتلة الحرة لحركة مشروع تونس بمجلس نواب الشعب تعليق أعمالها في البرلمان إلى أن تقوم الحكومة بتفعيل قرار مجلس نواب الشعب بإنهاء أعمال هيئة الحقيقة والكرامة الذي تمت المصادقة عليه منذ تاريخ 31 ماي الماضي. ووصف الجيلاني الهمامي في تصريح ل"الصباح نيوز" هذا القرار ب»خلع لباب مفتوح.. «، قائلا: «ماذا تبقى من عمر هيئة الحقيقة والكرامة شهر أو شهر ونصف؟». كما اعتبر الجيلاني الهمامي أنّ «المطبّ الذي وجدت فيه الهيئة ومسار العدالة الانتقالية هو واحد من نتائج السياسة «الخرقاء» للائتلاف الحاكم زمن كان النداء والنهضة في «صحفة العسل»»، وفق تعبيره. وفي سياق متصل، قال الهمامي: «التصويت الفضيحة الذي وقع بخصوص هيئة الحقيقة والكرامة في الدورة البرلمانية الماضية.. وتشبث هيئة الحقيقة والكرامة بالاستمرار في اعمالها يؤكد وضعية انتفاء مصداقية الدولة والمؤسسات الدستورية باعتبار أنّها دخلت في تجاذبات حزبية ضيقة بشكل أنّ الهيئة اتّخذ قرار بشأنها في مجلس النواب ولكن مؤسسات الدولة من رئاسة جمهورية وحكومة وبرلمان لم تُحرّك ساكنا». كما تساءل الجيلاني الهمامي حول أسباب إثارة هذه القضية في هذا التوقيت بالذات، والذي تزامن مع احالة ملفات وزراء بن علي على القضاء؟، مُضيفا: «تعليق أعمال كتلتي النداء ومشروع تونس نسخة ثانية من محاولات تبييض مسؤولي الدولة في النظام السابق والتشجيع على الافلات من العقاب وضغط من أجل تعطيل مسار العدالة الانتقالية.. وأعتقد أنها محاولة يائسة سوف لن يكون لها أثر». واستدرك الجيلاني الهمامي بالقول: «الشيء المؤسف أن مسار العدالة الانتقالية دخل في مسار تجاذبات بين النهضة والنداء بما يؤشر على ضياع حقوق ضحايا استبداد العهد السابق من بورقيبة إلى بن علي». وفي سياق آخر، انتقد الجيلاني الهمامي انطلاق البرلمان في التصويت على مشاريع قروض خارجية، قائلا: «انطلقنا في جلسات عامة في موسم «تزاين».. ومدّ اليد بالمجلس قد انطلق لمزيد رهن البلاد». مرجان مرزوق والنهضة أمّا عن موقف كمال مرجان من حركة النهضة بإعلانه أنّه «سيكون سعيدا إذا تمّ دعمه من قبل حركة النهضة وترشيحه كشخصية توافقية في الانتخابات الرئاسية القادمة»، ردّ الجيلاني الهمامي: «كمال مرجان غير مستغرب منه هذا.. وقد روجت أخبار في الكواليس حول إمكانية ذهاب مرجان في ركاب النهضة.. وهو ما ينطبق عليه مثلُ الحرباء التي تتلون بحسب مقتضيات الوضع». وبالنسبة لإعلان محسن مرزوق انتهاء الصراع الايديولوجي مع النهضة، قال الجيلاني الهمامي: «إنها مجرد قفزة في الهواء لن يترتب عنها نتائج سياسية عدة باستثناء أنّها ستُدْخل فوضى في صفوف كتلة مشروع تونس والحزب.. أما في ما يهم النهضة فخذه هدية من السماء تلقتها لاستعمالها للايحاء بانها ليست في حالة عزلة في المشهد السياسي.. وأعتقد أنها مجرد حادث عرضي لن يكون له تأثير».