«جل البلديات اليوم غير قادرة على الاستجابة لتطلعات المواطن ومواكبة التطورات على الصعيد العالمي، أمام محدودية الموارد المالية والبشرية وخاصة على مستوى التأطير والإحاطة الفنية، لذلك قمنا بتبني برنامج وطني لفائدة البلديات يشمل رفع القدرات، ودعم الموارد البشرية والمالية، وتحسين الأداء، ورقمنة الإدارة البلدية والخدمات»، ذلك ما أكده وزير الشؤون المحلية والبيئة، رياض المؤخر لدى إشرافه، أمس على انطلاق تظاهرة «تحدي ميغارا 2018» بمدينة المرسى (الضاحية الشمالية لتونس العاصمة). وتابع الوزير قائلا:»إن المواطن لم ير النتيجة بعد، ولكن مسار اللامركزية وتعميم النظام البلدي جعل التغطية تشمل 3.5 مليون تونسي كانوا خارج التراب البلدي»، مشيرا إلى أن المسار الطويل والمعقّد سيتحدى كل العراقيل ومن بينها إصلاح المنظومة القانونية، وتحسين الخدمات البلدية، وذلك لإرساء اللامركزية وترسيخ المقاربة التشاركية مع المواطنين وهي عملية مكملة للمسار الديمقراطي، وفق تأكيده. ومن جهته، ذكر رئيس الجمعية التونسية للإرشاد والتوجيه الجغرافي الرقمي، العربي بن تليلي، في تصريح ل(وات) أن التظاهرة تستمد تسميتها من كلمة «ميغارا» وهي إسم قديم للضاحية الشمالية بما فيها مدينة المرسى إذ كانت تدعى في العهد القرطاجني «مغاور قرطاج»، موضحا أن «تحدي ميغارا» يمثّل تناظرا بين المدن التونسية والأجنبية لاختيار أفضل مشروع في مجالات المدينة المفتوحة والشفافية ومشاريع الحوكمة الرشيدة وتعميم التكنولوجيا الرقمية بالمدينة ومشاريع تقريب الخدمات الرقمية للمواطن وتشريكه في أخذ القرار، دون اعتبار الفوارق في المسافة أو المستوى العلمي أو المادي. كما يشمل التناظر مسألة «المدينة الذكية والمتجددة»، خاصة في طريقة إدراج التقنيات الحديثة المتجددة في المجال البيئي والنقل والسلامة والتنمية المستدامة ومجابهة الكوارث والطاقة المتجددة، إلى جانب «المدينة المستدامة» التي ترنو إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة والسهر عليها، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الحوكمة الرشيدة وتقريب الخدمات من المواطن وبعث مشاريع ذات جودة وكفاءة في الخدمات العامة، بحسب المصدر ذاته. وسيتم خلال تظاهرة «تحدي ميغارا 2018» التي تمتد على يومين، ربط جسور التعاون بين المدن من خلال مشاريع محلية أو أجنبية، وتوفير مناخ شراكة وتعاون بين البلديات والمؤسسات العلمية والخاصة ومكونات المجتمع المدني، وبعث قطب للعمل المحلي على المستوى الإفريقي والعربي والأورومتوسطي، وخلق شبكات مختصة حسب القطاعات بين البلديات تعمل على تدعيم آليات التعاون وتبادل الخبرات في مجال التنمية المستدامة والتجديد والبحث التكنولوجي. وتم الإعلان رسميا في افتتاح تظاهرة «تحدي ميغارا للبلديات 2018» عن بعث «شبكة المدن المستدامة»، إضافة إلى تسلّم الجمعية التونسية للإرشاد والتوجيه الجغرافي الرقمي، جائزة «أحسن مشروع في المدن الذكية» من قبل رئيس المنظمة العالمية للمدن الذكية، إدوارد دوميتراسكو، وذلك إثر مشاركتها بمشروع «الحاوية الذكيّة» في المسابقة الدولية التي انتظمت بمدينة لندن (بريطانيا) خلال شهر سبتمبر المنقضي. ويتنافس في هذا التحدي زهاء 60 بلدية تونسية وبلديات من المغرب والجزائر وليبيا وفرنسا والكوت ديفوار وفرنسا وألمانيا والبنين والكامرون وبوركينا فاسو وغيرها، للفوز بثلاث جوائز ذهبية وفضية وبرونزية، سيتم الإعلان عنها مساء اليوم، أثناء اختتام تظاهرة «تحدي ميغارا للبلديات 2018» التي شاركت فيها الوكالة الألمانية للتعاون الفني والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة هانرش بول بتونس-شمال إفريقيا.
