يواصل الاتحاد العام التونسي للشغل استعداداته تحضيرا للإضراب العام المزمع تنفيذه يوم 24 أكتوبر الجاري، وفي هذا السياق انتظم أمس اجتماع عمالي أمام مستودع شركة النقل بالشرقية بالعاصمة ألقى خلاله الأمين العام للمركزية النقابية كلمة تطرق فيها إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد. ووجه الطبوبي رسائل مباشرة للحكومة وحملها مسؤولية التدهور الحاصل على مختلف الأصعدة بما في ذلك المقدرة الشرائية التي تراجعت بأكثر من 45 في المائة، وفق قوله، واعتبر أن تعديل الأجور استحقاق وليس منة من أحد. كما حمل الطبوبي مسؤولية ارتفاع الأسعار للحكومة الحالية واتهمها بعدم مراقبة مسالك التوزيع والتساهل مع المتهربين مقابل تسليط سيف الجباية على الأجراء والموظفين، وقال في هذا السياق: «اذهبوا وآتوا بأموالكم من المهربين و»الكناطرية»، الذين يمولون حملاتكم الانتخابية، تتحدثون عن محاربة الفساد والفساد قابع بجانبكم»، و»70 ألف خط أحمر أمام التفويت في مؤسسات القطاع العام، الحكومة تقوم بالتحيل على شعبها ونحن لن نكون شهداء زور»، و»الخلاف الجوهري بين المنظمة الشغيلة والحكومة هي أزمة أخلاقيات، عندما تمضي اتفاقيات ولا تلزم بها فهذا ضرب للثقة، وسيكون لي لقاء مع رئيس الحكومة وإذا ما وجدنا حلا فمرحبا والإضراب العام ليس رغبة منا ولكنه أمر فرض علينا». على صعيد متصل تطرق الأمين العام بالحديث إلى الوضع داخل الخطوط التونسية والشركة التونسية للملاحة، داعيا رئيس الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات التجاوزات والمخالفات ومحاسبة المسؤولين عنها، موجها رسالة إلى من وصفهم بالساعين إلى استهداف اتحاد الشغل: «سأقول لكم سنكون الصخرة التي ستتكسر عليها كل المؤامرات، والتاريخ لا يرحم ولن يرحم الكثير من الناعقين»، مشيرا إلى أن أحد نواب البرلمان قال «إن الاتحاد يجب ان ندخل له من الداخل لنتمكن من تفتيته وإضعافه وتمرير أجندتنا». وفي إشارة إلى الوضع السياسي اعتبر نور الدين الطبوبي ان صراعات اليوم من أجل أكثر كراسي وليست من أجل حل مشاكل الشعب، محذرا من مغبة استهداف المنظمة الشغيلة خاصة عبر تسخير التلفزات والإذاعات لضرب اتحاد الشغل، على حد وصفه. يذكر ان الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي يشرف اليوم بالمقر المركزي للشركة التونسية للكهرباء والغاز بالعاصمة على تجمع عمالي ثم يتحول إلى مقر شركة الخطوط التونسية لإلقاء كلمة في إطار التحشيد استعدادا للإضراب العام.