تونس(وات)- أكد المدير العام لمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة، صالح الحسيني، أمس، انه سيتم التركيز في الفترة المقبلة على مسالة التصرف المستدام في النفايات وخاصة منها المنزلية والمشابهة، والتكنولوجيات المستدامة في مجال التطهير والتصرف في المياه المستعملة الى جانب النظر في مسالة التغيرات المناخية التي نعيش تداعياتها في الوقت الراهن. واشار خلال ندوة صحفية، التامت الاربعاء، بمقر المركز، الى انه من اولويات المركز ايضا دعم القدرات وذلك في علاقة بالتطورات في المجال التكنولوجي البيئي، وبالتحديد في مجال التكنولوجيا المستدامة كمفهوم اشمل، مضيفا انه لابد من الاخذ بعين الاعتبار النجاعة والجدوى الاقتصادية والجانب الاجتماعي خاصة بالنسبة للبلدان النامية. واكد الحسيني، في هذا السياق، على ضرورة التركيز على تحويل واقلمة وتطويع التكنولوجيا المستدامة ازاء ما تشهده المجالات التكنولوجية من تطورات سريعة، على غرار الطاقات المتجددة والاقتصاد في الموارد المائية على المستويين الوطني والاقليمي. وقال ان العالم يواجه تحديات بيئية كبرى وتونس ليست بمناى عنها ، بما يستدعي ضرورة تغيير الانماط التنموية للمحافظة على البيئة وضمان التنمية المستدامة بالاستناد الى منظومات التنمية البشرية ومقاومة الفقر وتوفير الماء الصالح للشرب وتحقيق الامن الغذائي. وذكر في هذا الاطار باجندة الاممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030 والتي تم الاتفاق عليها خلال الجلسة العامة في 2015 وتضمنت 17 هدفا ، لافتا الى اهمية بناء قاعدة تكنولوجية لتونس لبناء اقتصاد مستدام والرفع من المحتوى التكنولوجي للمنتوجات ، على غرار الفلاحة والصناعة وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد وضمان تشغيلية عالية للشباب واكد الحسيني ان التجديد التكنولوجي يستدعي مشروعا مجتمعيا على المدى الطويل بما يجعل المركز متفاعلا مع المحيط الاجتماعي قصد المحافظة على المنظومة البيئية لتحقيق الديمومة من خلال تبني التكنولوجيات الجديدة المستدامة. وعن العلامة البيئية التونسية، افاد انها منظومة اشهاد اختيارية تسند للمنتوج بعد التثبت من مطابقته لمجموعة من المعايير الفنية والايكولوجية طوال دورة حياته،مضيفا ان هذه العلامة تسند للمنتجات التي تبرهن على اعلى مستويات الجودة من ناحية المحافظة على البيئة. كما تناول في جانب اخر اهمية التشخيص البيئي المعمق من حيث تدقيق الاداء البيئي لاساليب الانتاج والتكنولوجيات المستخدمة والتصرف في النفايات الصلبة والسائلة والغازية ، فضلا عن تقييم المستوى التنظيمي واحكام التصرف في المجال البيئي وتقييم المؤثرات البيئية الناتجة عن انشطة المؤسسة. وسلط الضوء على مفهوم الانتاج الانظف من زاوية التطبيق المستمر لاستراتيجية بيئية وقائية ومندمجة على مستوى اساليب الانتاج والمنتجات والخدمات بهدف التقليص من المخاطر على الانسان والبيئة مع تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسة وضمان ديمومتها جدير بالذكر ان التقرير المتعلق بالمنافسة الخضراء في البحر المتوسط الصادر عن مركز الانشطة الاقليمية للانتاج الانظف والذي شمل 100 مؤسسة قامت باعتماد تكنولوجيات نظيفة قد افضى الى تركيز خيارات متعلقة بالممارسات البيئية ادت الى تحقيق معدل مرابيح سنوية تقدر بحوالي 100 الف دينار في السنة للمؤسسة الواحدة.