تعتبر معتمدية بوعرقوب من أكثر معتمديات الوطن القبلي الفاقدة للجمالية الحضارية بسبب النقص في المناطق الخضراء وكثرة المصبات العشوائية وإنتشار البناءات القديمة التي تعود إلى الحقبة الإستعمارية والزحف العمراني في غياب التقاسيم التي تأخرت رغم توفر مئات الهكتارات التابعة للدولة، الدولة التي تنظر لبوعرقوب كمنطقة فلاحية لكنها دون ذلك فقد تأخرت في مختلف المنتوجات وحتى الكروم فقد تراجع إنتاجها الذي لا يكاد يذر مقارنة بقرمبالية المجاورة. بوعرقوب اليوم معتمدية تبحث عن خصوصيتها، فهي لم ترتق إلى درجة المدن ولم تحافظ على طابعا الريفي الأصيل رغم موقعها بين مدينتي الحمامات وقرمبالية وقربها من إقليم تونس. تشكو العديد من الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية ببوعرقوب من نقص وغياب للمرافق العامة من تطهير وتنوير عمومي وحتى تنوير منزلي وماء صالح للشراب وطرقات من ذلك حي حشاد وحي الهواني 2 و3 ومنطقة الخروبة... فقد سئم المواطنون من التشكي والمطلبية في غياب تام لهياكل الدولة وتجاهل بوعرقوب من المشاريع الكبرى التي لها تأثير مباشر على تحسين الوضع المعيشي للمواطن، فالإمكانيات المحلية على مستوى بلدية المكان محدودة وجل الميزانية موجهة لخلاص الأجور وبالتالي فإن هامش التنمية المحلية محدود وضعيف خصوصا بعد توسع المنطقة البلدية منذ جانفي 2017. يعبر بوعرقوب الخط الحديدي و»تستولي» الشركة على مساحة هامة تقدر بثلث وسط المدينة على الأقل لكن مقابل خدمات بسيطة تقتصر على تأمين نقل الركاب على الخطوط القريبة بين برج السدرية ونابل. فالشركة لم تكلف نفسها إطلاق مشروع لتحسين مقرها في ظل حالة البناءات القديمة، كما أن سور المحطة من جهة الطريق الوطنية رقم 1 وسط المدينة في حالة رثة ويتطلب التجديد للمساهمة في جمالية المدينة هذا دور الشركة الذي تأخر كثيرا. ويتواصل تعطل فتح مركب الطفولة والأسرة ببوعرقوب الذي مضى أكثر من سنة على نهاية أشغاله. التعطيل يعود لتأخر وزارة المرأة والطفولة في تعيين الإطار المشرف وتأثيث البناية بالمعدات الوظيفية. وورغم أن وزيرة المراة والطفولة والاسرة كان لها عديد الزيارات لولاية نابل ولكن يبدو أنه لم يصلها خبر مركب الطفولة المغلق ببوعرقوب. في نفس الوقت تجدر الاشارة الى انه تم برمجة دار ثقافة ببوعرقوب خصص لها العقار بالمركب الإداري بجوار المكتبة العمومية ومركب الطفولة ولكن الإنجاز تأخر لأسباب غير مفهومة وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول اللامبالاة التي تعاني منها بوعرقوب في تنفيذ المشاريع المعطلة.