توفي أمس الاثنين الباحث والأستاذ الجامعي الدكتور كمال عمران ( ولد الفقيد في 18 جانفي 1951 بتونس) الذي كان من بين أبرز الشخصيات الثقافية والأكاديمية التونسية المعروفة بنشاطها المكثف والمتنوع. زاول الراحل تعليمه بمعهد باردو وتحصل على الأستاذية من دار المعلمين العليا بتونس سنة 1973 وعلى شهادة التبريز سنة 1981، كما أحرز شهادة الدكتوراه سنة 1994 عن بحثه حول موضوع «الانسان ومصيره في الفكر العربي الاسلامي الحديث»، وهو أستاذ تعليم عال منذ سنة 1999. وقد ترك كمال عمران عدة مؤلفات فكرية وكانت له مساهمات عديدة في عديد التظاهرات والملتقيات الفكرية في تونس والخارج. كما اضطلع خلال مسيرته المهنية بعديد المهام منها مستشارا لدى وزير التعليم العالي ومديرا للمعهد الأعلى للتوثيق ومديرا عاما للقنوات الاذاعية بتونس ومكلفا بمهمة ومستشارا لدى وزير التربية والتكوين ومديرا عاما لاذاعة الزيتونة. كما كان عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى وبالمجلس الأعلى للثقافة وبمجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري وبالمجلس التنفيذي لليونسكو وزيرا للشؤون الدينية. ومن آخر نشاطات الفقيد تقديمه لبرنامج أسبوعي حضاري على الاذاعة الثقافية بعنوان «لمع من الحضارة التونسية». ونعت وزارة الشؤون الثقافية في بلاغ لها يوم أمس بكل حسرة وأسى الدكتور كمال عمران وعددت خصاله وتحدثت عن رصيده العلمي والفكري وعن اسهاماته في تنشيط الساحة الثقافية والإعلامية في تونس. جدير بالذكر أن كمال عمران كان قد تقلّد الصنف الرابع من وسام التربية والصنف الثالث من وسام الاستحقاق الثقافي. ومن بين أبرز مؤلفاته إلى جانب بحثه حول «الإنسان ومصيره في الفكر العربي الإسلامي الحديث»، نذكر «الإبرام والنقض في الثقافة الإسلامية» و»التجديد والتجريب في الثقافة الإسلامية» و«شغاف النص: في تحليل النص الحضاري» و«مذكرات الشابي» و«مداخل إلى الثقافة"». وكان الراحل كمال عمران يتمتع بسمعة طيبة لدى طلابه وكل من تعامل معه عن قرب لدماثة أخلاقه ولشخصيته التي تميل إلى السماحة وهو ما جعل خبر رحيله له وقع الصدمة على كل من عرفه. وقد سارع العديد من زملائه ومن طلبته القدامى وكل من تعامل معه في المؤسسات الإعلامية التي أدارها أو تعامل معها إلى التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عميق حزنهم لرحيل أحد الفاعلين في الساحة الثقافية والإعلامية. وإذ فقدت تونس أحد أعلامها وخسرت شخصية ثقافية هامة فإن الساحة العربية كذلك فقدت أحد أعلامها فقد كان كمال عمران من بين الشخصيات التي يستنير برأيها وكان غالبا ما يمثل تونس في الملتقيات وفي التظاهرات الثقافية والفكرية أحسن تمثيل. وما ذلك الحزن الذي تركه خبر رحيله إلا دليل على مكانته وعلى السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها في الداخل والخارج.