بعد انشغال بالإعمال الإدارية ومن بينها الإشراف على وزارة الشؤون الثقافية وابتعاد عن الإبداع الفني والموسيقي مدة خمسة سنوات كاملة يعود هذه الأيام الوزير السابق الدكتور مراد الصكلي إلى عوده وأوتاره ليقدم يوم 30 ماي الجاري بمسرح مدينة تونس عرضا موسيقيا عنونه « مسك الليل» برمج في إطار فعاليات سهرات مهرجان المدينة الذي يعود اليه الصكلي بعد 20 سنة من الغياب. كان آخر عرض قدمه مراد الصكلي هو عرض «ارض الزيتونة» سنة 2011 في اختتام مهرجان الحمامات الدولي ثم قدمه آخر مرة سنة 2013 وبعدها ابتعد عن الركح ليتولى إدارة مهرجان قرطاج الدولي وبعده وزارة الشؤون الثقافية الى ان قرر العمل على العودة وقد بدا التحضير لها منذ مدة وجهّز هذه الأيام عرضا تحدث عنه ل»الصباح» فقال: «مسك الليل» رحلة في عمق اللهجة التونسية موسيقيا وأدبيا في مراوحة بين الموسيقى الآلية والموسيقى الغنائية. ويتكون من مختارات من أهم العروض الموسيقية التي وضعت تصورها العام وألفتها موسيقيا مثل «حكاية طويلة» و»غموق الورد» و»القيروان الخالدة» و»أرض الزيتونة»، والتي كتب نصوصها كل من رياض المرزوقي وخالد الوغلاني وعلي اللواتي». المنصب أبعدني عن جمهوري وقد عبر لنا الصكلي عن سعادته بعودته للموسيقى ولجمهوره ومريديه بعد أن أبعدته عنهم كثرة المسؤوليات وحرمه توليه منصب وزير الثقافة من لقاء جمهور وفيّ أحبه وفاجأه بالتعليقات الايجابية والتشجيع حالما سمع بعرض «مسك الليل «وقال:» انا ابتعدت عن اجواء العروض نظرا للظروف الصعبة وكثرة المشاغل والمسؤوليات والتحديات ولأنني اعتقد انها كانت ستحرجني وتحرج الموسيقيين والمنظمين الذين لن يروا فيّ عندئذ الفنان والموسيقي وإنما سيرون فيّ المدير والوزير ونحن في تونس ليست لنا تقاليد ان يقدم الوزراء والمسؤولون صلب الدولة عروضا فنية امام الجمهور رغم انه تقليد معمول به في بعض البلدان الأجنبية مثل البرازيل، لذا انقطعت عن تقديم العروض ولكنني لم انقطع عن العزف ولم ابتعد عن عودي اعود اليه كلما سمحت لي الظروف .» اختار الصكلي لعرضه عنوانا يذكر بنبتة «مسك الليل» التي تشيع رائحة زكية في الليالي الصيفية وتترك ذكرى طيبة في النفس وتمنى ان تترك النماذج التي اختارها من بين 250 عرضا موسيقيا قدمها في تونس وخارجا في افتتاحات مهرجانات وطنية ودولية كبرى ذكرى جميلة في ذهن جمهور السهرات الرمضانية التونسية. اختيار آية سبق مشاركتها في «ذي فويس» عازف العود والمؤلف والباحث في الموسيقى ووزير الثقافة التونسي سابقاً، ومدير مهرجان قرطاج في إحدى الدورات ومدير مشاريع وشركة تطوير في البحوث والاستشارات العلمية لن يقدم مسك الليل وحده بل سيشاركه المطربان: آية دغنوج وعلام عون والعازفون: لسعد الزواري (كمنجة) ماهر بن خليفة (ناي) سفيان بن خليفة (آلتو) لطفي سوا (إيقاع) لطفي الرايس (كنترباس). وقد اقتراح الموسيقار مراد الصكلي على الفنانة آية دغنوج المشاركة في عرضه - وان كان يذكر باختياره التعامل سابقا مع الفنانة درصاف الحمداني في بداياتها والفنان زياد غرسة - لا علاقة له كما خمّن البعض بتألقها وطنيا وعربيا من خلال مشاركتها الأخيرة في تصفيات مسابقة أحلى صوت عربي وإنما- وهو ما أكده الصكلي ل»الصباح «عندما أفادنا بان الاقتراح يعود إلى أكثر من تسعة أشهر وقد قبلته آية قبل أن تلتحق ببرنامج « ذي فويس». وكان الصكلي قد تعرّف على آية دغنوج سنة 2014 عندما كان وزيرا للثقافة وأصرّ وعمل على إرجاع الق مهرجان صليحة بالكاف وافتتاحه بنفسه واستمع إليها تغني فاقتنع بقدراتها الصوتية وحضورها الركحي في مهرجان صليحة الذي حضره وهو وزير. اما الفنان الشاب علام عون فانه مثل آية حسبما أفادنا به الوزير السابق يتميز بقدرة على أداء اللون التونسي واللهجة الموسيقية التونسية وقد تربى في الرشيدية فرع المنستير. ويدوم عرض «مسك الليل» ساعة و25 دقيقة يقدم خلالها الثنائي آية وعلام مقاطع غنائية مع بعضهما وأخرى في شكل حوار أو صولو. علما بان عرض «مسك الليل» بمهرجان المدينة سيتبعه عرض ثان يوم 1 جوان في «سيني فوغ» الكرم وثلاثة أو أربعة عروض أخرى في عدد من المهرجان داخل الجمهورية.