الرباط - نيويورك (وكالات) اتهم العاهل المغربي محمد السادس في رسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجزائر بأنها «تمول وتحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي» لجبهة «البورليساريو» في صراع الصحراء الغربية. وسلم الرسالة إلى غوتيريس والتي ركزت على «التطورات الخطيرة للغاية التي تشهدها المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية»، وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أول أمس، وفيها عبر محمد السادس، وبكلمات مقتضبة ومباشرة، عن غضبه مما أسماه «تدخلا جزائريا» في قضية تمس سيادة بلاده ووحدة أراضيها، و»دق ناقوس الخطر»، مطالبا الجزائر بتحمل مسؤولياتها لحل صراع الصحراء المغربية، ومهددا بأن المغرب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الخطر. كما أكد العاهل المغربي على مسامع الأمين العام للأمم المتحدة «رفض المغرب الصارم والحازم» لما وصفها ب»هذه الاستفزازات والتوغلات غير المقبولة». وكانت الرباط قد أخطرت منذ ثلاثة أيام مجلس الأمن الدولي بما وصفتها بتوغلات «شديدة الخطورة» لجبهة البوليساريو، في المنطقة العازلة التي حددتها الأممالمتحدة في اتفاق إطلاق النار العام 1991. ويتهم المغرب جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، بمحاولة تغيير طبيعة هذه المنطقة والقيام باستفزازات ومناورات هناك. والصحراء الغربية، التي تبلغ مساحتها 266 ألف كيلو متر مربع، هي المنطقة الوحيدة في قارة أفريقيا التي لم تسوَّ وضعيتها بعد رحيل الاستعمار عنها في العام 1975، وتسيطر المغرب على 80 بالمائة من مساحتها وتعتبر جميع أراضي الصحراء جزءا من أراضيها وتقترح إعطاءها حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط، بينما تسيطر جبهة البوليساريو على المساحة المتبقية البالغة 20 بالمائة وتطالب باستفتاء على حق تقرير المصير. وقد حاول العاهل المغربي مد أيادي الود إلى الجزائر في أكثر من مناسبة وهو ما تم مبادلته من قبل الجزائر بالود أيضا. ففي العام 2016 الذكرى 63»لثورة الملك والشعب» دعا محمد السادس «لتضامن صادق» بين المغرب والجزائر ومواصلة العمل بصدق نية لخدمة القضايا المغاربية.