يمثل اليوم الخميس محام موقوفا أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس معترضا على حكم غيابي يقضي بسجنه مدى الحياة من أجل تهمة التدليس ومسك واستعمال مدلس. وكان منطلق القضية اثر تقدم مواطن مقيم بفرنسا بشكاية الى وكالة الجمهورية بتونس قال فيها إنه فوجئ بأن عقارا على ملكه كائن بمنطقة بن عروس تم التفريط فيه بالبيع دون علمه. وبانطلاق الأبحاث تبيّن أن شخصا انتحل صفة مالك الأرض وتوجه صحبة شخص قام بشراء قطعة الأرض الى مكتب المحامي وتم تحرير عقد البيع بين البائع والشاري وسلّم الشاري الى منتحل صفة صاحب الأرض 90 ألف دينار ثمن العقار رغم أنه في الحقيقة يساوي مليون دينار. وقد وجه في البداية حاكم التحقيق الذي باشر القضية تهمة التدليس ومسك واستعمال مدلس الى الشاري فقط ولكن بإحالة القضية على دائرة الإتهام، اعتبرت الدائرة أن المحامي شريكا في الجريمة باعتباره هو من حرر عقد البيع، ثم بإحالة القضية على الدائرة الجنائية أصدرت في أفريل 2016 حكما حضوريا على الشاري يقضي بسجنه عشر سنوات وحكما غيابيا على المحامي يقضي بسجنه مدى الحياة مع النفاذ العاجل ولكن المحامي لم يكن على علم بالحكم الصادر ضده وعلم به منذ بضعة أيام فقط عندما توجه إلى مركز نهج كولونيا بالعاصمة للحضور صحبة حريف والترافع عنه فتبين لأعوان المركز أن المحامي مفتش عنه لفائدة القضاء لذلك تم ايقافه. وسيحال المحامي موقوفا اليوم أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مع الإشارة أن قرابة 100 محام أعلموا نيابتهم عن زميلهم.