منظمة إرشاد المستهلك: تم تسجيل نقص في التزود بمادة الدجاج الجاهز للطبخ    طهران: سنحاسب إسرائيل على اغتيال نيلفروشان    ألمانيا: إجلاء 6 آلاف شخص بعد اكتشاف قنبلة تعود للحرب العالمية الثانية    طقس الاثنين: مغيم بأغلب الجهات والحرارة تتراوح بين 28 و37 درجة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..ودرجات الحرارة..    موظف في أكبر بنوك إيطاليا يتجسس على حسابات ميلوني    جيش الاحتلال يكشف عن هويات قتلى هجوم مسيرة حزب الله    هل ارتداء النظارات باستمرار يضر بصحة العين؟    احتياطي العملة الأجنبية    القيروان .. تراجع سعر الفلفل الأحمر يكبّد الفلاّحين خسائر كبيرة    مع الشروق .. «كرسيّهم ..متحرّك»    مملوك يُشرّف كرة السلة التونسية    الكاف...المدير الجهوي للتجهيز ل «الشروق»...تم حلحلة الإشكاليات العقارية والبيئية التي تعطل مشاريع البنية التحتية    يوم إعلامي    قضية «براكاج» المنصورة إلقاء القبض على الجانية وإحالتها على النيابة العمومية    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان المبدع محمد المورالي    المؤتمر الدولي للعلاج بالفن بالمنستير...كيف نتخلّص من الإكتئاب عن طريق الفن؟    وزيرة التجهيز.. مقاربة جديدة صلب المؤسسات العمومية وترشيد مواردها    مدينة الكاف تحتضن الدورة السابعة من مهرجانها للفيلم القصير في دورته السابعة من 15 إلى 19 أكتوبر 2024    وزير النقل يؤدي زيارة تفقدية غير معلنة إلى مستودعي السيجومي والزهروني التابعين لشركة نقل تونس..    جريمة قتل الصيدلانية بحدائق قرطاج.. العثور على سيارة الهالكة بجهة ببوش بطبرقة    كرة السلة.. نتائج مباريات الجولة الخامسة من البطولة والترتيب    كيف سيكون طقس هذه الليلة؟    البحيرة ... بركاج بسيوف وسكاكين لشاب وافتكاك دراجته النارية الثقيلة    فيلم "جوكر 2" يحبط الجمهور ويصنف ك"أسوأ فيلم لعام 2024"    مطرب مصري يستغيث بالأزهر: 'الناس بتقولي فلوسك حرام'    الاولمبي الباجي - يامن الزلفاني مدربا جديدا    وسائل إعلام إسرائيلية: إصابة العشرات بينهم عدة حالات حرجة جراء انفجار مسيّرة قرب حيفا    أخصائيون في المجال التربوي: المدرسة العمومية تعيش فجوة بين ما توفره التكنولوجيا الحديثة وآليات التلقين التقليدية    كمين مسلح: واقعة اختطاف مأساوية على هامش مباراة في تصفيات كأس أمم إفريقيا    الحكام.. 100% نسبة نجاح اضرابنا وغدا نجتمع بسلطة الإشراف    نابل: يوم توعوي تحسيسي وسط مدينة نابل حول ندرة المياه والإدارة الجيدة للموارد المائية    متساكنو مدن جندوبة وبوسالم يشكون رداءة مياه الشرب ويطالبون بالتدخل لإنهاء معاناتهم    العداء المغربي يونس بنار يفوز بماراطون موسكو    تكريم المطرب التونسي لطفي بوشناق في افتتاح الدورة ال32 لمهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة    صفاقس : مسيرة مساندة ودعم لصمود شعب غزة وفلسطين ولبنان    سبالينكا تحرز لقب ووهان للتنس للمرة الثالثة على التوالي    وصول بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم الى ابيدجان    20% من أطفال تونس مصابون بقصر النظر: إليك الأسباب    غدا الاثنين: إنطلاق الأسبوع العالمي للمستثمر    جندوبة: تتويج مدرسة سيدي سعيد الحدودية بمعيار الجودة الوطني في التوأمة الرقمية    قنص 1978 كلبا سائبا من جانفي إلى سبتمبر 2024 بهذه الولاية..    وزارة الصحة تصدر دليل هام بخصوص تلاقيح النزلة الموسمية..    مع موفي أوت 2024 : ارتفاع الطلب على المواد البترولية    المهدية: وفاة كهل في حادث مرور    وفاة رئيس الوزراء الاسكتلندي السابق    وكالة تونس إفريقيا للأنباء تشارك بأورموتشي الصينية في القمة العالمية السادسة للإعلام    توزر: لقاء فكري نظمته لجنة إسناد جائزة أبو القاسم الشابي للشعر إحياء للذكرى تسعين لوفاته    إن هو أبصرا    أهمية تلقيح النزلة الموسمية    عجز الميزان التجاري الطاقي لتونس يرتفع بنسبة 28 بالمائة مع موفى أوت 2024    إليسا خلال حفل في دبي: "قرّرت العودة إلى عملي ولبنان سيعود أحلى مما كان"    الكاف :إصطدام حافلة نقل التلاميذ بشاحنة ثقيلة في السرس    قيس سعيّد يشدد على سرعة إعادة بناء الصحة العمومية وتبسيط الإجراءات لتجاوز العقبات    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    يسيء إلى سمعة المجتمع...حكم التسول في الإسلام !    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في قضايا التربية: التعليم المدرسي الخاص بين التربية والكسب المادي
نشر في الصباح يوم 14 - 11 - 2017

كنت تناولت في مقال سابق موضوع التعليم المدرسي الخاص من حيث أهميته في المنظومة التربوية التونسية وتمسك أولياء التلاميذ بتلك المؤسسات التربوية التي ترى فيها أنها تلبي تطلعاتهم في تكوين أبنائهم خاصة وأن العديد منهم يرى أن المدرسة العمومية تراجع المستوى فيها. وكنت أشرت إلى ضرورة تفعيل متابعة عمل تلك المؤسسات من قبل وزارة الإشراف وزارة التربية. وهنا نتناول جانبا آخر من العلاقة بين المدارس الخاصة والأولياء هو جانب المعاملات المالية.
طلبات غريبة
إن أول ما نشير إليه بخصوص المعاملات المالية هو التعريفات التي تتعامل بها المدارس الخاصة مع الأولياء. هي تعريفات مشطة ومبالغ فيها، فهي تزيد في المعدل عن 300 د في الشهر للتلميذ الواحد وتصل في عدة مدارس في المدن الكبرى إلى 450د أو 500د في الشهر. وإذا أضفنا إليها التأمين السنوي ومعلوم التسجيل الذي يبلغ في عدة مدارس 300 د في السنة أو يزيد، يصبح المبلغ الذي يدفعه الأولياء للمدارس الخاصة مبلغا مشطا لكن يقبله الأولياء عن مضض. يضاف إلى ذلك الطلبات المالغ فيها أيضا في الأدوات المدرسية التي على الولي توفيرها، منها ما يحتفظ به التلميذ ضمن أدواته في البيت، ومنها ما تحتفظ به إدارة المدرسية، من ذلك طلب بعض المدارس توفير من 1 إلى 3 رزم ورق عن كل تلميذ منذ بداية السنة الدراسية (حسب المدرسة) وهذا يعني أن المدرسة لا توفر أوراق الطباعة اللازمة للدراسة على حسابها، بينما هي من المفترض أن يشملها المعلوم الشهري الذي يدفعه الولي. إضافة إلى أدوات أخرى تطلب بعض المدارس أن يوفرها الأولياء في بداية السنة أيضا وتبقى في المدرسة. أما الأنشطة المدرسية التي تتبجح عدة مدارس بأنها توفرها للتلميذ ضمن الخدمات التي تقدمها فيتم تنظيمها بمقابل مالي إضافي مثل النشاط المسرحي أو الموسيقي أو الرياضي أو الفني بل وتذهب إحدى المدارس إلى توفير نوعين من النشاط الرياضي واحد في المؤسسة بدون مقابل وواحد في ملعب خارج المؤسسة بمقابل. كذلك لا ننسى أن بقاء التلميذ لوقت معين في المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسي بسبب التزامات الأولياء المهنية يكون بمقابل مالي إضافي يختلف من مدرسة إلى أخرى...
نشاط تربوي أم تجاري
إن تضخم عدد التلاميذ المسجلين في التعليم الخاص المدرسي ابتدائي وإعدادي وثانوي في السنوات الماضية، يدعو إلى الوقوف إلى جانب الأولياء الذين اختاروا المدارس الخاصة لتعليم أبنائهم وإلى التعامل بحزم مع من يعتبر المدرسة الخاصة مشروعا تجاريا قبل أن يكون تربويا، والذين فهموا أن القطاع الخاص له الحرية الكاملة في طلب ما يريد في التعامل مع الأولياء. فكما تتدخل الدولة في كثير من الأحيان لتعديل أسعار السوق في عدة.
مجالات من بينها مجال الخدمات فلم لا تتدخل الدولة لترشيد الطلبات المالية للتعليم المدرسي الخاص خاصة وأنه قطاع بدأ يتوسع بصورة ملحوظة فهو يتعامل مع حوالي 60 ألف عائلة اختارت طواعية التعامل مع هذا القطاع. فنحن نحصي اليوم أكثر من 138 ألف تلميذ مسجلين بالمدارس الابتدائية والاعدادية والمعاهد الخاصة التي تبلغ 775 مدرسة تشغل حوالي 18 ألف مدرس حسب الإحصائيات الرسمية لوزارة التربية للسنة الدراسية 2016 – 2017 .
إن المطالب المالية للمدارس الخاصة لتدعو وزارة الاشراف إلى لعب دورها المراقب والمعدل والمتابع لما يجري في تلك المؤسسات التربوية في الأصل قبل أن تكون تجارية، من حيث التعريفات ومعاليم التسجيل والتأمين التي تفرضها والمبالغ الاضافية التي توظفها لسبب أو لآخر. فالكسب المادي هو هدف أي مشروع لكن يبقى الهدف في المجال التربوي هو التربية والتعليم قبل كل شيء .
* باحث وخبير تربوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.