لا حديث بالشارع الرياضي ببنزرت أمس الخميس إلا عن انسحاب المدرب لسعد الدريدي من مهمة تدريب فريق الأكابر. ويبدو حسب تصريحات سابقة للدريدي أن تراكم المشاكل المادية المتواصلة بالنادي والتي أثرت أحيانا في النسق العادي لتمارين الفريق، وترتب عليها إضراب اللاعبين في 3 مناسبات منذ توليه مهمة الإشراف على تدريبه، إضافة إلى سيل الأحكام المسلطة من الفيفا والتي تقارب 700 ألف دينار، وهو ما عقد الوضع المالي، بما أن سدادها سيكون على حساب رواتب اللاعبين ومنحهم، أمام غياب بوادر أمل لحل الأزمة المالية، يبدو أن كل ذلك كان وراء إعلانه انسحابه، لأنه كان قد صرح أكثر من مرة ل«الصباح» بأنه ملتزم بتعهداته مع النادي البنزرتي رغم العروض التي تلقاها منذ بداية الموسم، ولكن يبدو أن طاقة احتماله قد بلغت مداها. وفي الإطار نفسه أكد عبد السلام السعيداني في تصريحه لبعض وسائل الإعلام أنه سيلتقي المدرب لسعد الدريدي للتفاوض في الأمر، خصوصا وأن قوانين الجامعة التونسية لكرة القدم تضع سقفا محددا لرواتب ومنح الإطار الفني لا يمكن تجاوزها، وأن المسألة في حاجة إلى المناقشة مع المدرب . هل لعرض نادي أحد السعودي علاقة بالأمر؟ على ان اللافت للنظر هو ان عددا من مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية تداولت خبر العرض الذي تلقاه المدرب لسعد الدريدي من نادي أحد السعودي الذي استقال مدربه عبد الوهاب الحربي إثر هزيمة فريقه أمام الفيصلي 3-1 . وحسب ما جاء بموقع «كووورة» فإن الدريدي تلقى عرضا من نادي أحد يوم الثلاثاء الماضي، وأنه أبدى إعجابه به وسيناقشه مع عبد السلام السعيداني رئيس النادي البنزرتي قبل أن يتخذ قراره . وقد جاء في السياق ذاته أن فريق عاصمة الجلاء يرفض التخلي عن الدريدي الذي عرف معه نتائج متميزة، وأنه لم يسبق للدريدي أن خاض تجربة التدريب خارج تونس، وهو ما يعني أنه في حال الموافقة على عرض نادي أحد فسيكون الدوري السعودي محطته الخارجية الأولى بعد الدوري التونسي. ويذكر بأن الدريدي تلقى في بداية الموسم العديد من العروض الخارجية أبرزها من الأردن والبحرين إلا أنه فضل مواصلة التجربة مع البنزرتي خاصة وأن العروض لم تكن ترتقي إلى ما يطمح إليه. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن انسحاب الدريدي هو تمهيد لانضمامه إلى نادي أحد السعودي علما بأن النادي الصفاقسي دخل هو الآخر على الخط وأرسل مبعوثا إلى المدرب لسعد الدريدي إلى مقر تربص التكوين للحصول على شهادة مدرب CAF A.