سجلت ولاية نابل أعلى نسب نزول الأمطار خلال يوم أمس الأول – الجمعة- تراوحت بين 12 و156 مم وقد خلفت أضرارا جسيمة في بعض المناطق على غرار بوعرقوب حيث جرفت مياه أحد الأودية تلميذة نتج عنها حالة وفاة، فيما تسربت المياه إلى عدد من المنازل بالهوارية مما دفع بالأهالي إلى غلق الطريق طلبا للنجدة. مياه الأمطار غمرت الشوارع والأنهج بمناطق بني خلادومنزل بوزلفة والحمامات ونابلالمدينة.. ولئن تدخلت الحماية المدنية فإن مؤاخذات المواطنين على مصالح التطهير الذي أظهرت الأمطار الأخيرة عيوبا تتكرر بسبب عدم تنظيف القنوات خلال فصل الصيف وكذلك صغر قرط البعض منها الغير لا تتماشى وتدفق المياه مما أنتج الفيضان وتسرب المياه إلى المحلات المجاورة للطرقات. مأساة في بوعرقوب المأساة عاشتها معتمدية بوعرقوب وتحديدا منطقة المقطع بعد أن جرفت أحد الأودية تلميذة تدرس بالسنة الخامسة ابتدائي غادرت المدرسة في حدود الساعة الواحدة ونصف رفقة شقيقها وعدد من التلاميذ عائدين إلى عائلاتهم وفي طريق العودة فاجأهم فيضان الوادي وما أن توغلت البنت حتى جرفتها المياه التي كانت تسيل بقوة. وقد تم إنقاذها في البداية وهي على قيد الحياة لكن المنية فاجأتها وهي في طريقها إلى المستشفى المحلي بقرمبالية. وقد لقيت الحادثة تعاطفا من الجميع بما في ذلك المندوبية الجهوية للتعليم بنابل التي أصدرت بلاغا في الغرض وكذلك السلط المحلية حيث بادر معتمد المنطقة بزيارة عائلة الهالكة لتقديم التعازي والإطلاع عن وضعية الأهالي هناك واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة حتى لا تتكرر الحادثة. المياه تتسرب إلى المنازل بالهوارية والأهالي ينتفضون انتفض أهالي منطقة غرمان من معتمدية الهوارية بسبب المياه التي تسربت إلى منازلهم وقاموا بغلق الطريق الرابطة بين الهوارية وتونس العاصمة احتجاجا على الوضعية.حيث أفاد أحد المواطنين أن المنطقة تعاني الكثير من التهميش ولا مبالاة السلط المعنية مؤكدا أن الأهالي قاموا بإنقاذ حياة فتاة ورجل مسن من خطر مياه الأمطار . من جهته أكد مدير في الحماية المدنية أن عملية التدخل شملت شفط المياه ب7 منزل وإنقاذ أستاذة سقطت في بالوعة وإجراء 32 معاينة. تسريح مجاري المياه والأودية بمنزل بوزلفة تحركت بلدية منزل بوزلفة خوفا من حصول بعض الكوارث قام أعوانها بتسريح مجاري المياه والأودية باستعمال المعدات الثقيلة لتسهيل تصريف مياه الأمطار التي تراكمت بالشوارع والأنهج.. وتم تسخير وسائل النقل لتأمين عودة تلاميذ بعض المؤسسات التربوية إلى عائلاتهم سالمين مباشرة بعد انتشار خبر وفاة تلميذة ببوعرقوب. مؤاخذات على الديوان الوطني للتطهير تتكرر المؤاخذات على الديوان الوطني للتطهير إثر كل عملية نزول للأمطار بسبب ضعف الخدمات إن لم نقل غيابها الغياب التام في عدة مواقع على مستوى تنظيف الشبكة وصيانتها وجهر الأودية.. وعلى المصالح المركزية أن تتدخل للمعاينة والإطلاع عن كثب عن الوضعية ومحاسبة الجهات المقصرة في القيام بواجباتها تجاه المواطنين الذين يسددون معاليم التطهير مقابل خدمات هزيلة جدا لا ترتقي للمستوى المعيشي الذي يطلبه المواطنون. فمن غير المعقول مثلا أن تؤثر نسبة 20 مم من الأمطار ببوعرقوب ويتحول شارع البيئة إلى مجرى وادي وتتسرب المياه إلى المحلات المجاورة وكذلك شارع الثورة نفس الشيء حيث تسربت المياه وتجمعت في برك على جانبي الطريق وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول وضعية الشبكة. ◗ كمال الطرابلسي ..وأحياء جندوبة.. «إني أغرق.. أغرق» بعد طول انتظار تهاطلت كميات هامة من الأمطار بأغلب معتمديات ولاية جندوبة تجاوزت أحيانا أكثر من خمسين ملمتر استبشر لها الفلاح أملا في مردودية أفضل للقطاع الفلاحي الى جانب تحسن في المخزون المائي بالسدود وارتفاع منسوبها.الا ان هذا الغيث النافع حول العديد من الأحياء ببوسالم وطبرقة ومدينة جندوبة الى برك من المياه وغمرت المياه بعض المحلات التجارية التي أغلقت أبوابها وكذلك المنازل، وخلفت هذه الأمطار الهلع والخوف في صفوف السكان الذين تجندوا لشفط المياه من أمام منازلهم بوسائل يدوية بسيطة ووضعوا أيضا بعض الأكياس الرملية لمنع تسرب المياه الى داخل المنازل.كما منعت الأمطار أيضا العديد من الموظفين والتلاميذ والطلبة العودة الى منازلهم ووجدوا صعوبات في اجتياز برك المياه والسيول التي غمرت الشوارع والأنهج بعد تعذر أصحاب وسائل النقل التنقل الى الأحياء التي غمرتها المياه خوفا من تضرر سياراتهم. اعضاء اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث تحولوا الى الأحياء التي غمرتها المياه وتم التدخل بالامكانيات المادية المتاحة الا أن هذه الأمطار كشفت من جديد تواضع البنية التحتية وخاصة الغياب التام للقنوات بالشوارع وعجزها أحيانا عن استيعاب كميات الأمطار ببعض الأنهج اذ كان على البلديات تخصيص قنوات أرضية تمر عبرها المياه الى الأودية أو السدود أو خارج أسوار المدن. ما كشفته الأمطار الأخيرة هو انذار لمختلف الأطراف لمراجعة حقيقة البنية التحتية بالمدن بالاضافة الى العمل على تنظيف البالوعات وقنوات الصرف الصحي حتى لا يدفع المواطن في كل مرة الثمن غاليا في ممتلكاته وأحيانا في حياته.