تشهد العديد من ولايات تونس موجة حرائق غابات واسعة، حيث اندلعت حرائق متزامنة يوم الأربعاء 22 أوت 2024، في كل من جندوبةوباجةوالقيروان، مخلفة خسائر مادية جسيمة في الغطاء النباتي وتضرر الممتلكات. وتزامنت هذه الحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي يشهده البلاد، مما زاد من شدتها وصعوبة السيطرة عليها. وشهدت ولاية جندوبة حريقاً أتى على مساحة 300 متر مربع من غابة الشعراء بمنطقة أولاد يحيى من معتمدية طبرقة، مما أسفر عن إصابة عامل غابات نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفي سياق متصل، اندلع حريق آخر بولاية باجة أتى على مساحة هكتارين من الأعشاب الجافة بمنطقة الغرابة الصفاية من معتمدية نفزة، فيما شهدت ولاية القيروان حريقاً هائلاً بمساحة 4 هكتارات من الأعشاب الجافة والأشجار بمجرى وادي زرود بمنطقة الطويلة من معتمدية سيدي عمر بوحجلة. وتعمل فرق الإطفاء والإنقاذ التابعة للحماية المدنية في مختلف الولايات المتضررة على قدم وساق للسيطرة على هذه الحرائق ومنع امتدادها إلى مناطق أخرى، وسط صعوبات كبيرة بسبب طبيعة التضاريس وسرعة انتشار النيران. تعتبر هذه الحرائق تهديداً حقيقياً للغطاء النباتي في تونس وتنوعه البيئي، كما أنها تؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني، خاصة وأن الغابات تلعب دوراً هاماً في حماية التربة ومكافحة التصحر. وتدعو هذه الأحداث إلى ضرورة تضافر الجهود لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال تعزيز الوعي بأهمية حماية الغابات واتخاذ إجراءات وقائية للحد من اندلاع الحرائق.