أدّت لجنة الصحة وشؤون المرأة والأسرة والشؤون الاجتماعية وذوي الاعاقة بمجلس نواب الشعب زيارة ميدانية الى مستشفى قرمبالية ومركز الصحة الوسيط ببوعرقوب، وذلك في إطار معاينة الوضع الصحي بولاية نابل. وأوضح رئيس اللجنة، نبيه ثابت، في تصريح لوكالة "وات"، أنّ هذه الزيارة الاولى للجنة الصحة والشؤون الاجتماعية تأتي في اطار الدور التشريعي والرقابي لنواب الشعب، وتلبية لدعوة عضوي مجلس نواب الشعب محمد علي فنيرة عن قرمبالية وعبد الجليل الهاني عن بوعرقوب. ولاحظ أن الزيارة تهدف بالخصوص الى الوقوف على "حقيقة الوضع الصحي بالمعتمديتين والنقائص التي يشكو منها"، مبرزا أن اللجنة ستتولى إعداد تقرير في الغرض سيقع رفعه الى رئيس مجلس نواب الشعب، وتوجيهه إلى وزارة الصحة، ويتضمن "تشخيصا لوضعية القطاع، ومجمل طلبات المتساكنين وانتظاراتهم من المنظومة الصحية، فضلا عن تسجيل مقترحات النواب بخصوص الحلول والاجراءات الممكنة اتخاذها للنهوض بالقطاع الصحي بالمنطقة"، على حد تعبيره. وقال بخصوص المركز الوسيط ببوعرقوب إنّ "نقص الموارد البشرية وخاصة الاطباء يعدّ نقطة الضعف الابرز في هذا المركز الذي يشرف على 7 مستوصفات، ويسدي خدماته لاكثر من 35 الف ساكن، فيما لا يشغّل سوى طبيبين اثنين، وتقنيين اثنين بقسم التحاليل، وتقني واحد بقسم الاشعة، بما يعكس صعوبة تقديم الخدمات الصحية، والاستجابة لاحتياجات المرضى، وضعف نسق الخدمات اليومية"، مردفا "اعتقد ان 7 مستوصفات تحتاج على الاقل الى 4 اطباء وتوفير الموارد البشرية اللزمة"، وفق تقديره. وتابع "اعتقد ان الحل اليوم بالنسبة للقطاع الصحي يقوم على الاستثمار في محورين أساسيين وهما ايجاد حل للصيدلية المركزية من اجل توفير الادوية للمواطن، وتوفير الموارد البشرية للمؤسسات الصحية المتوفرة حتى تؤدي دورها على اكمل وجه، ومن ثمة نفكر في بناء مقرات صحية جديدة في ظلّ عمل المؤسسات المتوفرة على الوجه الاكمل". وأشار عضو مجلس نواب الشعب عن دائرة بوعرقوببني خلاد عبد الجليل الهاني، من جهته، الى "أن ماعاينته لجنة الصحة، والتي تضم بين أعضائها أطباء، يؤكد أنّ مركز الصحة الوسيط ببوعرقوب لا يرتقى لان يطلق عليه هذا الاسم خاصة وانه يفتقد لعيادات طب الاختصاص، باستثناء طب الاسنان وطب الانف والاذن والحنجرة، فضلا عن معاناته من ضعف الاطار الطبي حيث لا يعد سوى طبيبين اثنين احدهما في عطلة، رغم أنّه يشرف على 7 مستوصفات ويفوق معدل العيادات اليومية فيه ال50 عيادة"، على حد قوله. وتابع " بالنظر إلى وضعية هذا المركز وما يشكو منه من نقائص، لا يمكن ان نتحدث عن خدمات صحية في بوعرقوب التي يفوق عدد متساكنيها 35 الف نسمة"، مجدّدا الدعوة إلى تمكين الجهة من "حقها في دائرة صحية كانت اقرت لفائدتها منذ 2021 وصدرت بالرائد الرسمي، فضلا عن تعزيزها بالاطار الطبي وشبه الطبي، وإيجاد حل نهائي لاشكالية افتقاد أدوية الامراض المزمنة، وضعف تزويد الصيدلية بالكميات التي تحتاجها". وأبرز أن لجنة الصحة بالبرلمان سترفع تقريرها الى رئاسة المجلس، وستوجهه الى وزير الصحة، وستعمل بالتعاون مع نواب الجهة على عقد جلسة معه للنظر في حل كل الاشكاليات، وتنفيذ مشروع توسعة المركز الوسيط والنهوض به وبخدماته، خاصة بعد تخصيص مساحة له منذ سنة 2016 تفوق هكتارين ونصف وسط المدينة اكثر من 80 بالمائة منها مهملة ومليئة بالاعشاب والاوساخ". وأشار عضو مجلس نواب الشعب عن معتمدية قرمبالية، محمد علي فنيرة، من جهته، الى أنّ منطقة نابل 2، التي تضم معتمديات بوعرقوبوقرمباليةوبني خلاد ومنزل بوزلفة وتاكلسة وسليمان، وتعد نحو 500 الف ساكن، لا تضمّ مستشفى جهويا يستجيب لأبسط انتظارات المتساكنين"، على حد تعبيره. وقال "الوضع الصحي في المنطقة كارثي في ظلّ غياب المعدات والأطباء والدواء، ولا يمكن اليوم ان نتحدث عن صحة او خدمات صحية بها، كما أن تلبية حاجة المنطقة الملحة الى مستشفى جهويا لم تصل حتى الى مرحلة البرمجة ولم ترصد لها اموال ولا توجد في مخططات ولم توفر لها الارض اللازمة للانجاز".
