انطلقت يوم أمس الثلاثاء لقاءات الدورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية التي تتواصل على مدار يومي 2 و3 جويلية الجاري، بتونس العاصمة تحت إشراف رئيس الحكومة أحمد الحشاني، وهي تظاهرة ينظمها مركز النهوض بالصادرات بالتعاون مع وزارة التجارة ووزارة الشؤون الخارجية، وبحضور وزراء من عدّة دول افريقية. ويؤكد الفاعلون الاقتصاديون ان تونس بوابة تجارية واستثمارية حقيقية نحو افريقيا جنوب الصحراء لا سيما وان البلاد تشهد تطورا صناعيا وخدماتيا، اذ تهدف هذه الفعاليات الى تطوير عدة قطاعات اقتصادية في افريقيا عامة وفي تونس على وجه الخصوص. حضور متميز في هذا الصدد، أشرفت، أمس الثلاثاء، وزيرة التجارة وتنمية الصادرات السيدة كلثوم بن رجب حرم القزاح على الافتتاح الرسمي للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية وذلك بحضور وزيرة الاقتصاد والتخطيط، ووزير الاقتصاد والتخطيط والتنمية المحلية الكاميروني، والأمين العام للمنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر الزليكاف، ورئيس البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة والرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات. وأكدت كلثوم بن رجب على أن القارة الإفريقية ماضية في طريق النجاح وتحقيق نسب عالية على مستوى التجارة البينية الإفريقية رغم تراجع التجارة الدولية مضيفة، في نفس السياق، أن حصّة التجارة بين البلدان الإفريقية من إجمالي التجارة العالميّة ارتفعت إلى 14.9 بالمائة في عام 2023، مقارنة ب 13.6 بالمائة في عام 2022 وذلك نظرا للدور الهام الذي تقوم به التجمعات الاقتصادية القارية الإفريقية فضلا عن تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية الزليكاف. من جهة أخرى، بينت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات أن المبادلات التجارية بين تونس ودول إفريقيا جنوب الصحراء سنة 2023 بلغت 650 مليون دولار، في حين قدّرت الصادرات التونسيّة ب 490 مليون دولار، وهو ما مثّل 3.5 بالمائة من إجمالي الصادرات الوطنيّة في سياق استحواذ الصناعات الكهربائيّة والميكانيكيّة والزراعيّة والغذائيّة وغيرها على أكثر من 90 بالمائة من حجم هذه المبادلات. كما تمت الإشارة، في هذا الإطار، إلى وجود إمكانات كبيرة غير مستغلّة في مجال التجارة بين البلدان الإفريقية فيما يتعلق بصناعة السيارات ومكوناتها والمنتجات الغذائية والمواد الطبية وشبه الطبية والصيدلانية مما يتطلب تضافر جهود مختلف الأطراف لتعزيز مستويات التجارة داخل مجموعة الدّول الإفريقيّة ولضمان مشاركة أكبر وأوسع لبلدان القارة في التجارة العالمية. وجددت الوزيرة التزام تونس بتعزيز علاقاتها السياسيّة والاقتصاديّة مع جميع بلدان القارة سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار الكوميسا والزليكاف وكذلك عبر الآليات المتاحة بالاتحاد الافريقي، والذي يمثّل الإطار الأمثل للتشاور والتنسيق، ويعكس تطلعات شعوبه إلى مزيد من التعاون والتكامل والرفاه لمستقبل أفضل لشعوب القارة. استكشاف فرص التكامل تنظم الدّورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية (2024) وزارة التجارة وتنمية الصادرات عن طريق مركز النّهوض بالصادرات، وبالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، و برنامج "جسور التجارة العربية الإفريقية" التابع للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. ويلتئم هذا الحدث، بمشاركة نحو 30 دولة من إفريقيا جنوب الصحراء في إطار تنظيم أكثر من 2500 لقاء مهني مباشر مبرمج بين 300 مؤسّسة تونسيّة بما يمكّن من إتاحة الفرصة للمؤسّسات التونسيّة المشاركة لعقد لقاءات مع أكبر عدد ممكن من المورّدين الأفارقة واستكشاف حرفاء جدد من مختلف البلدان الإفريقيّة، وذلك بهدف توسيع قاعدة الصادرات التونسية نحو أكبر عدد ممكن من الأسواق الافريقية. كما تشهد الدورة تنظيم لقاءات حوار موازية منها لقاء مع برنامج "جسور التجارة العربية الافريقية" الذي يعتبر شريكا مميزا في هذه التظاهرة. وقد تمت استضافة "الكامرون" كبلد ضيف شرف خلال الدورة الثالثة لتظاهرة اللقاءات المهنية التونسية الافريقية نظرا لأهمية عدد المشاركين من وزراء وهياكل مهنية ومورّدين وتسجيل أول عملية تصدير لمنتوجات تونسية إليه في إطار المنطقة القارية الافريقية للتبادل الحر. رفع نسق التصدير نحو الأسواق الإفريقية بينت آخر أرقام المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2023، أن من بين 45 دولة افريقية مسجلة في المنظومة الاحصائية، تصدّر تونس لقرابة 40 دولة بنسب متفاوتة، وذلك في سياق السعي المتواصل لتعزيز مكانة تونس في هذه الأسواق ودعم تمركزها في أسواق جديدة. وتستهدف الدّورة الثالثة للقاءات الأعمال التونسية الإفريقية (2024) اساسا 10 قطاعات اقتصادية محورية تتمثل في قطاعات الصناعات الغذائية ومواد البناء، والصناعات الميكانيكية والكهربائية والنسيج والملابس، والصناعات الصيدلية، وقطاع الأشغال العامة وقطاع خدمات الصحة، وقطاع التعليم والتكوين، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والمواد الكيميائية. كما ترمي هذه التظاهرة إلى رفع نسق التصدير نحو الأسواق الإفريقية، اذ أن هذه الدورة ستستضيف 120 شركة مورّدة من إفريقيا مع مشاركة 300 مؤسسة تونسية ناشطة في جل القطاعات الى جانب تعزيز تشبيك رجال الأعمال من إفريقيا جنوب الصحراء ورجال أعمال تونسيين، حتى تتم عملية التصدير فيما بعد خاصة وان هناك ضيوفا من مستوى عال يحضرون التظاهرة على غرار الامين العام للسوق الافريقية المشتركة لأول مرة في تونس. وخلال الدورتين السابقتين كانت نسبة الرضاء 80 بالمائة من التونسيين والافارقة و36 بالمائة كانت لتأكيد طلبيات وشراكة لتصدير منتوجات تونسية نحو السوق الافريقية. وفي سنة 2022 حققت الدورة الثانية للقاءات الاعمال التونسية الافريقية نتائج ايجابية حيث سجلت عقد 2317 لقاء مهني مباشر لممثلين عن 80 شركة افريقية من 17 دولة افريقية.
