ليلة ليست كغيرها من الليالي، سهرة “متفرّدة” و “متوقّدة” عاشها البارحة جمهور مهرجان قرطاج الدّولي في دورته ال 54، أحياها قيصر الغناء العربي كاظم السّاهر. أمسية فنية أطلّ فيها القيصر على عشّاقه أمس بكامل أناقته و أنفته المعهودة، ليثبت أنّه المعشوق المتميّز الذّي تحوّلت من أجله جماهير غفيرة لم تشهدها مدارج المسرح الرّوماني منذ انطلاقة الدّورة الحالية للمهرجان، جماهير فاقت طاقة استيعاب المسرح بعضها تابع الحفل واقفا و غير عابئ: تابع.. بعيون سارحة حالمة.. غنّى و ردّد مع فنّانه أجمل أغانيه و أروع قصائده التي تتغنيّ بالمرأة و الحب، سهرة راوح فيها الساهر بين أغانيه القديمة و الجديدة دون أن يمتثل لأي برنامج.. منصاع لأوامر معجبين عشقوا صوته و حضوره و سحرتهم الصّور الشّعرية بقصائده التي لا تخلو من روح و رونق الأنثي، فأدى الساهر “رائع” و “هذا اللّون” و”يضرب الحب” و”لا تتنهد” و”أحبيني” و “هل عندك شك” و “حافية القدمين” وأغنيته الجديدة “دلوعتي ” التي ردّها الجمهور كالكورال رغم حداثة اصدارها. و في بادرة جميلة من نجم العراق و الوطن العربي استدعى الطّفل التونسي آدم النجّار الذّي شارك في برنامج “ذي فويس كيدز” ليغني معه أغنية “مالي خلق” و قد أبدع النجار في أداء هذه الأغنية أمام آلاف الأشخاص. الجماهير التونسيّة و الأجنبية التّي غصّت بها مدارج الرّكح الرّوماني و قد فاق عددها ال 10 آلاف حسب بعض المصادر أعربت عن فرحها و إعجابها الذّي زاد بقيصر الغناء و فارس القصيدة الحديثة و مدلّل الأنثى الأول بامتياز في العالم العربي، كما أكّدوا أن القيصر يبقى دائما قيصرا و كل ما يؤدّيه و يقدّمه يبقى “رائعا و خياليا”. الحفل تواصل لساعتين و 20 دقيقة تقريبا، دقائق من الانتشاء الذّي وصل حدّ الثّمول و السّحر الفني حتّى أنّ بعض الحاضرين تأسّفوا بشدّة لانتهاء الحفل و تمنوا لو تواصل لبعض الوقت الآخر بالرّغم من بعض الإخلالات التنظيميّة التي أصبحت ترافق كلّ دورة و تحديدا في السّهرات الكبرى و المتمثّلة أساسا في أنّ عدد الحضور يفوق طاقة استيعاب المسرح و هو ما يتسبّب في حالة من الاحتقان و التشنج تصل حدّ الشجار أحيانا و قد تنغّص فرصة استمتاع البعض بمثل هذه الأوقات. * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *