سارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة بالتوجه الى بلدة غريان الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس في محاولة لوقف الاشتباكات بين ميليشيات تلك البلدة وميليشيات بلدة الاصابعة المجاورة. اندلعت يوم السبت اشتباكات بالمدفعية والصواريخ بين مقاتلين من بلدتين ليبيتين متجاورتين مما أسفر عن سقوط قتيلين و36 مصابا في أحدث سلسلة من أعمال العنف المرتبطة بجماعات مسلحة ترفض تسليم أسلحتها بعد خمسة أشهر على الاطاحة بمعمر القذافي. وسارع أسامة الجويلي وزير الدفاع في الحكومة الليبية المؤقتة بالتوجه الى بلدة غريان الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس في محاولة لوقف الاشتباكات بين ميليشيات تلك البلدة وميليشيات بلدة الاصابعة المجاورة. وتحاول الحكومة المؤقتة في ليبيا جاهدة كبح الميليشات المتفرقة التي لعبت دورا هاما في الاطاحة بالقذافي ولكنها ترفض نزع سلاحها الان وتعبر عن تشككها في حكام البلاد الجدد. وعلى بعد بضعة كيلومترات من خط الجبهة كان مقاتلون في غريان يزودون دبابة بالقذائف. وحشد متمردون سابقون حاملات الجند المدرعة وشاحنات صغيرة مزودة بمدافع مضادة للطائرات. وتناثرت على الطريق فوارغ طلقات الرصاص وكان بالامكان سماع دوي الصواريخ وقذائف المورتر التي تنفجر من على بعد. وتحدث العميد عمار هويدي قائد المجلس العسكري في غريان هاتفيا في حضور مراسل لرويترز مع وزير الدفاع الذي كان يحاول على ما يبدو اقناعه بوقف اطلاق النار. وقال هويدي للوزير ان مقاتلي الاصابعة أطلقوا 120 صاروخا على غريان يوم الجمعة وقال انهم يستخدمون يوم السبت راجمات الصواريخ وهناك تبادل للنيران وأضاف أن بعض المنازل تعرضت لاضرار. وقال للوزير انه لا يمكن أن يطلب ممن يردون على النيران عدم الرد مؤكدا أنه يعمل على تهدئة الاوضاع واتهم البعض بالسيطرة على الاصابعة والرغبة في نشر الفوضى. ويتهم مقاتلون من ميليشيا غريان مقاتلي الاصابعة بأنهم من الموالين للقذافي. ولم يتسن الاتصال بالمقاتلين من الاصابعة اليوم للتعليق. ووقعت اشتباكات بين ميليشيات متفرقة منذ مقتل القذافي بسبب خلافات على الارض وخلافات أخرى وغالبا ما يتهم كل طرف الاخر بانه لا يزال مؤيدا للدكتاتور الراحل. وقال وزير الدفاع لرويترز ان مثل هذه الاتهامات مستفزة. وقال لرويترز بعد فترة قصيرة من وصوله الى مقر المجلس العسكري في مدينة غريان انه لا يصدق رواية أي طرف عندما يتعلق الامر باتهام الطرف الاخر بأنهم مؤيدون للقذافي. وأضاف أن ما يحدث هو اشتباكات بين الشبان من البلدتين. وقال هويدي القائد العسكري في غريان لرويترز ان لديه قائمة تضم نحو 70 شخصا من الكتائب السابقة الموالية للقذافي في الاصابعة وانه يسعى للقبض عليهم. وطالب أيضا بتسليم مقاتلين من الاصابعة نصبوا كمينا في سبتمبر أيلول قتلوا فيه تسعة أشخاص من غريان. وقال المتحدث باسم مجلس مدينة غريان انه اذا رفضت الحكومة أن تطلب القبض على مقاتلي الاصابعة السبعين والمعتدين في كمين سبتمبر فان مقاتلي غريان سيدخلون الاصابعة. وأضاف ان مقاتلي غريان يحاولون تطويق مقاتلي الاصابعة وان القتال مستمر. لكنه وصفه بأنه ليس قتالا بين مدينتين أو قبيلتين ولكنه قتال بين ثوار وموالين للقذافي. وقال ان عشرات من مقاتلي الاصابعة اعتقلوا. وقال عضو اخر في مجلس مدينة غريان لرويترز ان الاشتباكات بدأت عندما أوقف مقاتلون من الاصابعة مدنيين وجردوا أحدهما من ملابسه وطعنوا الاخر في الساق. ولم يتسن التأكد من وقوع الحادث من مصادر مستقلة. وقال العضو ان الثوار في غريان بدأوا حشد أسلحتهم في وقت متأخر يوم الجمعة وان مقاتلي الاصابعة بدأوا باطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على غريان في الخامسة صباح يوم السبت. وعينت ليبيا في وقت سابق هذا الشهر قائدا للقوات المسلحة في أول خطوة مهمة نحو بناء جيش جديد لدمج المتمردين السابقين في وحداته. وفي الوقت نفسه حذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من أن الصراع بين الميليشيات المتناحرة قدر يشعل حربا أهلية بعد مقتل أربعة مسلحين في اشتباك في طرابلس. ويطالب المتمردون السابقون بمزيد من الاموال لدورهم في الاطاحة بالقذافي كما يطالبون الحكومة بخفض مرتبات كبار المسؤولين الذين عملوا في عهد القذافي. من محمود حبوش Sat Jan 14, 2012 8:37pm GMT