من جهته بيّن نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي، أن خطاب الجبالي "أزعج حزب التكتل ودفع إلى تعليق المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة"، وأشار إلى أن قيادة حزب التكتل الذي يرأسه مصطفى بن جعفر طلب من حركة النهضة توضيح ما جاء على لسان الجبالي حول الخلافة. إيمان مهذب - الجزيرة نت - الوسط التونسية: علق حزب التكتل من أجل العمل والحريات مشاوراته بشأن تشكيل الحكومة التونسية مع حزبي حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية، وذلك بعد أن قطعت الأحزاب الثلاثة الحائزة على المراتب الأولى في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس أشواطا هامة بشأن تشكيل الحكومة. وسيتخذ التكتل قراره النهائي بشأن تعليق المفاوضات إثر لقاء سيجمعه مع حركة النهضة، وذلك وفق ما صرح به عضو المكتب السياسي لحزب التكتل خليل الزاوية للجزيرة نت. وأشار الزاوية إلى أن أسباب التعليق تعود إلى تصريحات الأمين العام لحزب حركة النهضة حمادي الجبالي حول الخلافة الإسلامية، موضحا أن تلك التصريحات دفعت حزب التكتل لإعادة تقييم موقفه. ولفت الزاوية إلى أن التوضيحات التي جاءت من حركة النهضة بشأن تلك التصريحات "غير كافية"، مشيرا أنه على الجبالي الذي من المنتظر أن يتولى منصب رئاسة الحكومة أن يستشير شركاءه قبل القيام بخطاب من هذا النوع. يذكر أن الجبالي قال الأحد الماضي إثر اجتماع له في مدينة سوسة الواقعة جنوب شرق العاصمة مع أنصار الحركة "يا إخواني أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة.."، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في تونس. ورغم أن الجبالي قد أوضح أن هذه التصريحات قد أخرجت من سياقها، وأن "خيار حزب النهضة في الحكم السياسي هو خيار النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة تحترم الحريات والحقوق والتداول السلمي على السلطة"، فإن الأمر مازال يثير الجدل نفسه. من جهته بيّن نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي، أن خطاب الجبالي "أزعج حزب التكتل ودفع إلى تعليق المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة"، وأشار إلى أن قيادة حزب التكتل الذي يرأسه مصطفى بن جعفر طلب من حركة النهضة توضيح ما جاء على لسان الجبالي حول الخلافة. وأضاف العيادي في سياق تصريحه للجزيرة نت أن هذا التعليق هو شكل من أشكال الاحتجاج على تصريحات الجبالي "التي اعتبر أنها لا تعني تخلي حزب النهضة عن المقصد الديمقراطي ومشروع بناء الدولة الديمقراطية". توزيع المناصب : وفي سياق ذي صلة أبرز الزاوية وجود سبب آخر دفع التكتل إلى تعليق المفاوضات، وهو اتفاق كل من حركة النهضة وحزب المؤتمر على توزيع بعض المناصب القيادية دون الرجوع إلى حزب التكتل، ومن ذلك إسناد منصب رئيس الجمهورية لرئيس حزب المؤتمر الدكتور منصف المرزوقي. إلا أن العيادي في المقابل أكد أن تعليق حزب التكتل للمشاورات بشأن تشكيل الحكومة لم يكن بسبب منصب رئاسة الجمهورية، وأضاف أنه لم يتم الإشارة أو التعبير عن ذلك من قبل التكتل، ويرى العيادي أن المسألة في طريقها إلى التسوية، حسب تقديره. وكانت المشاورات بين الأحزاب الثلاثة قد أحرزت تقدما، حيث اتفقت جميعها على عدد من الخطوط العريضة، من ذلك السياسة العامة للحكومة والنصوص المنظمة للقانون الداخلي، والقانون المنظم للسلطة التنفيذية والتشريعية في مرحلة أولى. وحصل حزب النهضة على المرتبة الأولى في انتخابات المجلس التأسيسي على 89 مقعدا، وجاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية ثانيا برصيد 29 مقعدا، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في المرتبة الرابعة ب20 مقعدا. يذكر أن هذه المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة لم تشمل تيار العريضة الشعبية من أجل العدالة والتنمية الذي يقوده صاحب قناة المستقلة الهاشمي الحامدي والحاصل على المرتبة الثالثة ب26 مقعدا. المصدر: الجزيرة نت الخميس 21/12/1432 ه - الموافق 17/11/2011 م (آخر تحديث) الساعة 14:48 (مكةالمكرمة)، 11:48 (غرينتش)